نُصرة لغزة التي تتضور جوعاً.. اليمن يُصعَّد ويحاصر الكيان الصهيوني حتى يدخل الغذاء والدواء إلى غزة

 

البحار تضيق أمام الكيان الصهيوني ثمناً للحصار الإجرامي على غزة

الثورة /يحيى الربيعي
جاء قرار اليمن بإغلاق البحر الأحمر أمام كافة السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني ، علاوة على منع مرور السفن الصهيونية ، انطلاقا من الواجب الديني والإنساني والمسؤولية المقدسة في نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم في غزة ، الذي بات يعاني من أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وأكدت القوات المسلحة اليمنية بأن قرار منع وصول كافة السفن إلى الموانئ الصهيونية سيستمر ، حتى يتم إدخال الغذاء والدواء ويرفع الحصار عن غزة.
قرار اليمن يعد بمثابة حصار بحري واسع على الكيان الصهيوني ، بإغلاق أهم ممر بحري أمامه ، وهو قرار غير مسبوق لناحية حجمه وتداعياته ، وعمل عسكري فاعل ومتقدم وخطير جدا ، اتخذته اليمن نصرة لغزة التي بلغت مأساتها مستوى غير مسبوق.
لم يتوان اليمن أمام ما يحدث في غزة من حصار وحرب إبادة وتجويع ، فقرر منذ اليوم الأول الحرب على الكيان الصهيوني بتوجيه ضربات صاروخية وجوية ، مع تصاعد حرب الإبادة تصاعد موقف اليمن بمنع مرور السفن الصهيونية في البحر الأحمر ، ومع تضاعف المعاناة الإنسانية لأهلنا المظلومين في غزة ، وتضور الآلاف من الجوع ، قرر اليمن توسيع الحرب والحصار على الكيان الصهيوني بمنع كافة السفن المتجهة إلى موانئ الكيان الصهيوني ، مسجلا بذلك موقفا تاريخيا لم يسبق له مثيل.
ومن المؤكد أن اليمن مستعد لتحمل تبعات كل ما يتخذه من قرارات في نصرة لغزة ، وحسب مطلعون فإن اليمن أسقط الخطوط كل الخطوط الحمراء ، وأعلنها حربا مفتوحة على الكيان الصهيوني وفرض حصارا بحريا واسعا على الكيان ، انطلاقا من المسؤولية الدينية المقدسة في نصرة الشعب الفلسطيني في غزة الذي يتعرض لحرب إبادة ، وحصار شامل.
ويضيف المراقبون أن موقف اليمني جاء متدحرجا بشكل متصاعد مع تصاعد حرب الإبادة على غزة ، وبلوغ الإجرام الذي تتعرض له حدا غير مسبوق.
وقد بدأ القرار في مرحلته الأولى بمنع مرور السفن الإسرائيلية أو العاملة لمصلحة شركات تابعة لها ، ليتسع إلى نحو أشمل مع إمعان العدو الصهيوني في حرب الإبادة ، وذلك بمنع كافة السفن المتجهة إلى كيان العدو الصهيوني.
وأثار القرار الأخير ردود فعل صهيونية هستيرية، بينما قوبل بتأييد الشارعَين اليمني والعربي، واعتبره مراقبون قرار شجاع وتاريخي ، ورداً عملياً فاعلاً على إمعان الكيان الصهيوني في محاصرة غزة ومنع وصول الغذاء والدواء والمساعدات المنقذة للحياة.
منذ اليوم الأول كان موقف اليمن حاسما وواضحا في نصرة غزة ، وقد تصاعد الموقف مع تصاعد حرب الإبادة الصهيوأمريكية ، ومع بلوغ المعاناة التي طالت مئات الألاف من الأسر النازحة التي تتضوّر جوعاً في قطاع غزة، ذهب اليمن بالموقف إلى تصعيد هو الأخطر بفرض حصار بحري واسع على الكيان الصهيوني مقابل إمعانه في محاصرة غزة.
وكان بيان القوات المسلحة الذي ألقاه العميد سريع في 9 ديسمبر ، قد أكد أن القرار بمنع مرور كافة السفن إلى الكيان الصهيوني ، سيستمر حتى يتم إدخال كل ما يحتاج إليه أهالي القطاع من غذاء ودواء ووسائل إيواء ووقود، بل ولوح باتخاذ المزيد من الإجراءات والذهاب إلى خيارات تصعيدية أشدّ في الأيام المقبلة، إذا استمر الحصار والعدوان على الشعب الفلسطيني في غزة.
وأكد العميد سريع، في البيان إن أي سفينة تتجه إلى كيان العدو ستكون هدفا مشروعا محذرا في ذات الوقت «جميع السفن والشركات من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية.
وأشار إلى أن القوات المسلحة اليمنية ستقوم «بتطبيق قرار منع مرور السفن كافة إلى كيان العدو من لحظة إعلان هذا البيان”، موضحا أن «قرار منع دخول السفن الأجنبية إلى الكيان يأتي بعد نجاحنا في منع السفن الإسرائيلية من الملاحة في البحرين الأحمر والعربي».
القرار لاقى تفاعلا عالميا واسعا ، وهو خطوة تاريخية وغير مسبوقة في التاريخ ، فلم يسبق أن تعلن دولة عربية إسلامية منع كافة السفن المتجهة للموانئ الإسرائيلية فيما يشبه الحصار ، ولم تتخذه اليمن في أي لحظة من لحظات العدوان عليها ، أمر يجسد الشعور بالمسؤولية اليمنية تجاه الشعب الفلسطيني في غزة ، ولسان حال الشعب اليمن وقائده «يعز على يمن العروبة والإسلام أن يهدأ لنا بال وأهلنا في غزة يموتون تحت القصف والحصار.
وتوالت أصداء قرار القوات المسلحة اليمنية بإغلاق باب المندب أمام جميع السفن المتعاملة مع الكيان الصهيوني ، حيث ثمنت حركات المقاومة الفلسطينية هذا القرار واعتبرته قرار تاريخي وشجاع يجسد موقف الشعب اليمني وقيادته في نصرة غزة ،وقالت حركة الجهاد الإسلامية الفلسطينية: “إننا نرى في موقف الشعب اليمني وقيادته وقواته المسلحة، موقفاً عربياً وإسلامياً أصيلاً”.
وأكدت أن القرار اليمني يأتي في لحظة تاريخية، ويعبر عن عمق الانتماء الأصيل للشعب اليمني وقيادته الباسلة ، وأضافت: “إننا بهذه المناسبة ندين العجز العربي وارتهانه بالموقفين الصهيوني والأمريكي”.
فيما اعتبرت حركة المقاومة الفلسطينية حماس القرار قرارا شجاعاً وجريئاً وينتصر لدماء شعبنا ويقف ضدّ العدوان الصهيو- أمريكي الذي يمعن في حرب الإبادة الجماعية والمجازر ضد شعبنا
وتتوالى الردود والتعليقات العربية على إعلان اليمن إغلاق باب المندب والبحر الأحمر أمام جميع السفن الإسرائيلية والمملوكة لإسرائيليين وكذلك كل السفن المتجهة إلى موانئ الكيان الإسرائيلي من أي جنسية كانت.
إلى ذلك توالت ردود الفعل الصهيونية على القرار اليمني ، حيث تناولت وسائل الإعلام الصهيونية آثار القرار ، بينما قال مسؤولون صهاينة إنها بمثابة حصار بحري شامل على كيانهم.
وتحدث مدير عام ميناء «إيلات» الصهيوني عن الخسائر التي مُني بها الميناء بسبب منع اليمن للسفن من التوجه إلى الكيان الصهيوني في بحر العرب والبحر الأحمر ، وأكّد مدير عام ميناء «إيلات»، جدعون جولبر، أنّ قرار اليمن بمنع السفن من التوجه إلى كيان العدو الصهيوني ، «تُعطّل 80% إلى 85 % من أرباح الميناء» الذي يعد أهم شريان اقتصادي وتجاري للكيان الصهيوني.
ونقلت إذاعة «الجيش» الإسرائيلي عن جولبر، قوله إنّ إغلاق اليمن للمر البحري على البحر الأحمر، “أدّى إلى خسارة الميناء بنحو 14 ألف سيارة منذ منتصف الشهر الماضي وحتى اليوم”.
وأضاف أنّ إغلاق باب المندب أمام حركة السفن التجارية المتوجهة إلى الكيان الصهيوني عبر البحر الأحمر إلى ميناء إيلات، أو مروراً من قناة السويس، من شأنه أن يطيل مدة السفر لسفن الشحن الآتية من الشرق إلى إسرائيل، بنحو خمسة أسابيع”.
وأوضح جدعون أنّ “سفن الشحن ستضطر، بسبب ذلك، للالتفاف على القارة الأفريقية عند رأس الرجاء الصالح مروراً بمضيق جبل طارق إلى البحر الأبيض المتوسط”.
في السياق، أوردت «القناة الـ13» الإسرائيلية، في تقرير، أنّ “حجم الواردات الآتية من الشرق إلى الكيان الصهيوني تقدر بنحو 350 مليار شيكل أي ما يعادل 95 مليار دولار سنوياً”.
وأضافت القناة أنّ “تغيير مسار الملاحة البحرية سيرفع أسعار المنتجات المستوردة بنسبة تُقدر بـ3 %، وهو ما من شأنه أن يزيد العبء المادي على كاهل الصهاينة بنحو عشرة ونصف مليار شيكل، أي نحو 3 مليارات دولار”.
ويأتي ذلك بعد إعلان اليمن منع السفن المتوجّهة إلى الموانئ الإسرائيلية، أيّاً كانت جنسيتها، من المرور في بحر العرب والبحر الأحمر، إذا لم تدخل قطاعَ غزة حاجتُه من الغذاء والدواء.
مشكلة لا نهاية لها
بدورها، لفتت معلّقة الشؤون الاقتصادية في القناة الـ12 الصهيونية، معيان برتي، أنّ حجم التجارة البحرية إلى الكيان الصهيوني تبلغ 400 مليار شيكل في السنة، و99% من حجم الاستيراد يأتي من السفن عبر البحر، التي يأتي 30 % منها البحر الأحمر .
أما القطاعات التي يُتوقّع أن تتضرّر، فهي كثيرة وفقاً لبرتي، وأهمها قطاعات إنتاج القطع الكهربائية والسيارات والمواد الخام للإنتاج المحلي.
وأضافت أنّ الكثير من المصانع في الكيان تقول إنّها تواجه مشكلات في الاستيراد، لأنّ المواد الخام لا تأتي في الوقت المحدّد، فيما يُتوقّع ارتفاع الأسعار وارتفاع تكاليف التأمين وعرقلة سلسلة التزوّد بالبضائع.
كذلك، شدّدت معلّقة الشؤون الاقتصادية في «القناة الـ12» على أنّ الكيان «لا يعرف إنتاج كلّ ما يحتاجه، وهو يستورد كميات كبيرة»، مبيّنةً أنّ هذا الأمر «باختصار يدخل السوق في مشكلة لا نهاية لها، واذا لم تُحلّ، كلنا قريباً سندفع ثمنها».
فيما يواصل العدو الصهيوني شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، أبرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الأبيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى المدنيين، علاوة على حصاره الخانق للقطاع.
وتصاعدت معاناة المواطنين في غزة جراء الحصار الصهيوني الشامل ، وصولا إلى تضور آلاف الأسر جوعا وعطشا ، أمر يدق نذر حرب أوسع حيث لن تتوقف اليمن عن تصعيدها لكسر هذا الإمعان.
يشار إلى أن محصلة الشهداء في غزة جراء حرب الإبادة الصهيوأمريكية ، تجاوزت «18» ألف شهيد و46480 مصابا ، ومعظم الشهداء والجرحى من الأطفال والنساء.

قد يعجبك ايضا