الثورة/ وديع العبسي
فرض اليمن معادلات جديدة في إطار التحامه بملحمة طوفان الأقصى ونصرة غزة، واتخذ في نصرة غزة قرارات شكلت مفاجآت صادمة للمحتشدين على غزة، بدءاً بإطلاق الصواريخ والمسيّرات من على بُعد 1800 كم، ثم قرار إغلاق البحر الأحمر أمام السفن الصهيونية، وإضافة إغلاقه مع البحر العربي أمام كل السفن العالمية المتجهة إلى موانئ الكيان الصهيوني.
مع إعلانها أمس منع مرور السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني من أي جنسية كانت إذا لم يدخل لقطاع غزة حاجته من الغذاء والدواء، عززت القوات المسلحة صدقية الموقف اليمني في فرض معادلة البحر الأحمر نصرة للشعب الفلسطيني، انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية تجاه قضية الأمتين العربية والإسلامية الأولى.
ويأتي إعلان يوم أمس، تلبية لنداء الأشقاء الفلسطينيين، الذين باتوا على شفا كارثة انسانية لانعدام المواد الغذائية، وباقي المواد الأساسية الأخرى من دواء ووقود، وخصوصاً مع دخول نصف مليون فلسطيني غالبيتهم نساء وأطفال مرحلة الخطر والموت جوعاً وعطشاً، إذ حذرت بلدية غزة، في وقت مبكر أمس، من أن نصف مليون فلسطيني يتهددهم خطر المجاعة والعطش في القطاع مع استمرار العدوان الصهيوني.
وقال المتحدث باسم بلدية غزة، حسني مهنا، إن “الأوضاع الإنسانية في غزة تزداد كارثية مع تفاقم الأزمات الصحية والبيئية في ظل النقص الحاد في الماء والغذاء واستمرار انقطاع امدادات الكهرباء عن القطاع منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ونوه بالصعوبات التي تواجه عمليات فتح الشوارع المغلقة بفعل القصف الإسرائيلي بعد استهداف الاحتلال لمرآب بلدية غزة وتدمير عدد من الآليات وحاجة الكثير من الآليات المتبقية للصيانة، ناهيك عن نفاد الوقود.
وقال مهنا: “فقدنا القدرة على توصيل المياه إلى مجمع الشفاء الطبي وأزمة المياه والغذاء تتفاقم في مراكز الإيواء المختلفة في ظل التكدس الكبير للنازحين بداخلها”.
من هنا فان إعلان القوات المسلحة والذي يهدف للضغط على الكيان الصهيوني وكل من له علاقة، للسماح بتدفق المواد الغذائية والدوائية والوقود الى غزة وبصور كافية تلبي حاجة المواطنين.
هذا الفعل الإنساني الذي يصفع دول التطبيع العاجزة عن اتخاذ قرار النجدة فعليا الشعب الفلسطيني، يأتي امتدادا للتحرك اليمني الصادق مع ما يجري من حرب ابادة في غزة بالصواريخ أو التجويع.
في الـ٣١ من أكتوبر الماضي أعلنت القوات المسلحة اليمنية عبر متحدثها الرسمي العميد يحيى سريع الدخول في الحرب ضد “إسرائيل” بشكل رسمي وعلني، وهو ما اعتبره محللون من الناحية العسكرية والجيوسياسية، نقطة تحول مهمة للغاية، «إذ إن هذا التدخل أظهر عجز الدول العربية أو عدم رغبتها في تقديم المساعدة الحقيقية للشعب الفلسطيني.»
• لا خطوط حمراء أمام موقف اليمن
فرض اليمن معادلات جديدة في إطار التحامه بملحمة طوفان الأقصى ونصرة غزة، واتخذ في نصرة غزة قرارات شكلت مفاجآت صادمة للمحتشدين على غزة، بدء بإطلاق الصواريخ والمسيرات من على بعد 1800 كم، ثم قرار إغلاق البحر الأحمر أمام السفن الصهيونية، وإضافة إغلاقه مع البحر العربي أمام كل السفن العالمية المتجهة إلى موانئ الكيان الصهيوني.
وقد نفذ اليمن عمليات عديدة في سبيل نصرته لغزة، وفرض معادلات كبرى وذهب إلى اتخاذ أخطر القرارات، وكان ذلك واضحا في خطاب قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي ألقاه بتدشين الذكرى السنوية للشهيد، فقد حملت نبرات خطابه بأنه لا سقف ولا خطوط حمراء أمام الموقف المبدئي لليمن في نصرة غزة، وقال «لن نتوانى عن استهداف كل ما يمكن أن تطاله أيدينا في البر والبحر»، موضحا حجم الإجرام الذي تتعرض له غزة، والخذلان العربي الذي يرافق ذلك.
عدّة عمليات عسكرية صاروخية وبالمسيّرات نفّذها اليمن على إيلات، استدعت تفعيل منظومة الاعتراض الإسرائيلية السهم، حاول كيان العدو الصهيوني ويحاول أيضا إخفاء الخسائر والأضرار التي تسبّبت بها الصواريخ والمسيّرات اليمنية، لكنّ المشاهد التي نشرها الإعلام العبري كانت تؤكد وصول الصواريخ والطائرات المسيّرة وتسببها بأضرار.
ولم يكتفِ اليمن الذي التحم بمعركة طوفان الأقصى، رغم التهديدات الأمريكية التي أوصلت إلى السيد القائد، وفي 18 تشرين الأوّل/أكتوبر، نفذت اليمن أول عملية قصف بالصواريخ والمسيَّرات على الكيان الصهيوني، حينها وصف معهد «الأمن القومي» الإسرائيلي العملية اليمنية بـالأكثر أهمية، متحدثا عن معادلة ردع جديدة، تواصلت العمليات واستمرت حتى قبل يومين حين نفذت القوة الصاروخية ضربة باليستية على أم الرشراش، لكن اللافت في موقف اليمن هو الذهاب إلى فرض معادلة إغلاق البحر الأحمر، حينما أعلن قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي إدخال معادلة البحر لردع كيان العدو وإجباره على إيقاف عدوانه على غزة.
ثم شهد العالم قراراً عسكرياً نُفّذ على الميدان بالاستيلاء على سفينة صهيونية، ثم ضرب سفينتين، لتتسع المعادلة يوم أمس بإعلان القوات المسلحة استهداف كافة السفن المتجهة إلى موانئ الكيان الصهيوني، ما يعني أن بنك الأهداف الذي وضعه قائد الثورة تحديداً عند باب المندب (المنفذ البحري الأهم لإسرائيل) والبحر الأحمر، وما يحاذي المياه الإقليمية اليمنية، قد اتسع وباتت المعادلة متصاعدة تكرس التنفيذ الفعلي للقرار الذي اتخذه قائد الثورة، وتصعد بمستويات متواصلة، وهي الترجمة الفعلية لتأكيد قائد الثورة «لن نتوانى عن كل ما ستطاله أيدينا في البر والبحر».
حرب مفتوحة
قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وفي خطابه بذكرى الشهيد، كان قد أكد توسيع دائرة النار، وتنفيذ «عمليات إضافية في كل ما يمكن أن نناله من أهداف صهيونية في فلسطين أو في غير فلسطين»، وهو أمر من شأنه أن ينقل اليمن إلى مرحلة متقدّمة من العمليات العسكرية نصرة لغزة، ما شهدناه أمس يشير إلى ذلك، ويؤكد بأن اليمن ذاهبة إلى حرب مفتوحة مع الكيان الصهيوني وبلا خطوط حمراء.
أوراق اليمن كثيرة ومتعددة، وما نفذته القوات المسلحة من عمليات في البحر وفي البر يؤكد القدرات العسكرية والصاروخية التي تمتلكها اليمن، ومقتضاها سنضرب كيان العدو الصهيوني، وسنغلق البحار والمضائق أمامه.
ومن ناحية اغلاق البحار أمام السفن الإسرائيلية، وتوسيع المعادلة إلى إغلاقه أمام السفن المتجهة إلى الكيان الصهيوني، بقدر ما يعطي مؤشراً مهماً على انتقال الحرب التي يشنها العدو الصهيوني بدعم أمريكي ضد غزة إلى مراحل متقدمة، نظراً إلى الموقع الجيوسياسي الذي تتمتع به اليمن، فإنه يلحق بالعدو خسائر لا يستطيع تحملها.
مشاركة اليمن في معركة الانتصار لفلسطين وغزة
ومثلت مشاركة القوات المسلحة في معركة الانتصار لفلسطين ضد الكيان الصهيوني الغاصب الحدث الأبرز في جولة العدوان الجديدة التي تنفذها ميليشيات كيان الاختلال.
وبدأ ظهور مشاركة القوات اليمنية إلى جانب حماس بتهديد الكيان في اليوم الثاني من عمليته ضد غزة، ليتحول التهديد الى فعل في 19 أكتوبر، لتشمل اولى الهجمات إطلاق صواريخ كروز وطائرات مسيّرة، زعمت سفن أمريكية في البحر الأحمر وأنظمة اعتراضية في السعودية، اعتراضها.
وفي الأثناء تعزز قلق الكيان الامريكي من ثورة بجهات محور المقاومة واتساع رقعة الحرب ودخول المنطقة في فوضى لن تكون في صالح الكيان الصهيوني ومصالح الكيان الامريكي وباقي القوى الاستعمارية، وتبلور ذلك في حادثة الحدود السعودية مع اليمن، التي تمثلت في هجوم أسفر عن مصرع أربعة جنود سعوديين أعاره مراقبون عملًا انتقاميًا لاعتراض أحد الصواريخ التي أطلقتها القوات المسلحة اليمنية على إسرائيل. خصوصا مع تماهي الموقفين السعودي والإماراتي مع عدوان الكيان الصهيوني.
لتتوالى العمليات اليمنية في حدث أربك كل الحسابات، فرغم الركون الأمريكي والإسرائيلي إلى أن بعد المسافة الفاصلة بين اليمن والكيان والذي سيعني لهم فرصة كبيرة لتتبع مسار أي جسم معاد والسيطرة عليه، إلا أن القوات المسلحة نجحت حتى الآن في تنفيذ (12) عملية هجومية بالصواريخ والطائرات المسيّرة,، وسيطرت على سفينة جالكسي، إلى جانب عمليات منع السفن الإسرائيلية أو ذات العلاقة بالكيان في اطار معادلة البحر الأحمر، وآخرها كان الأحد الماضي، حيث نفَّذت، القوات المسلحة، عمليةً نوعيةً وتاريخية جديدة استهدفت خلالها سفينتَين “إسرائيليتين” في باب المندب بصاروخٍ بحري وطائرة مسيَّرة بَحْرية، وذلك بعد تجاهل السفينتين للتحذيرات؛ الأمر الذي يجدد ترسيخ المعادلة البحرية اليمنية وتثبيتها كواقع جديد لا مخرج للعدو منه سوى وقف العدوان على غزة.
هجمات ناجحة
12 عملية عسكرية نفذتها القوات المسلحة اليمنية ضد كيان العدو الصهيوني، والبداية المُعلنة كانت في الـ 31 أكتوبر الماضي، حين اعلنت القوات المسلحة أولى بياناتها التي أكدت فيها قيامها بإطلاقِ دفعةٍ كبيرةٍ من الصواريخِ الباليستيةِ والمجنحةِ وعددٍ كبيرٍ من الطائراتِ المسيرةِ على أهدافٍ مختلفةٍ للعدوِّ الاسرائيليِّ في الأراضي المحتلةِ. وكانت هذه العمليةَ حينها هي العمليةُ الثالثةُ نصرةً لإخوانِنا المظلومينَ في فلسطينَ.
وفي الـ19 من نوفمبر المنصرم نفذت القوات البحرية عملية نوعية تمكنت خلالها من الاستيلاء على سفينة اسرائيلية واقتيادها إلى السواحل اليمنية.. كما تمكنت القوات البحرية في الـ3 من ديسمبر الجاري من استهدافٍ سفينتينِ إسرائيليتينِ في بابِ المندب، وهما سفينة “يونِتي إكسبلورر” وسفينة” نمبر ناين”، حيثُ تم استهدافُ السفينةِ الأولى بصاروخِ بحري والسفينةِ الثانيةِ بطائرةٍ مسيّرةٍ بحرية.
وفي 1 نوفمبر الماضي أطلقت القوات المسلحة اليمنية دفعة كبيرة من الطائرات المسيّرة على أهداف عدة في عمق الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة وقد وصلت إلى أهدافها بفضل الله.
وفي 6 نوفمبر أطلقت القوات المسلحة اليمنية دفعة من الطائرات المسيّرة على أهداف مختلفة وحساسة للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، وكان من نتائج العملية توقف الحركة في القواعد والمطارات المستهدفة ولعدة ساعات.
وأطلقت القوات المسلحة في 9 نوفمبر الماضي دفعة من الصواريخِ الباليستيةِ على أهدافٍ مختلفةٍ وحساسةٍ للكيانِ الإسرائيليِّ جنوبيِّ الأراضي المحتلةِ منها أهدافٌ عسكريةٌ في منطقةِ أُمِّ الرشراشِ (ايلات) وبفضلِ اللهِ تعالى فقد حققتِ العمليةُ أهدافَها بنجاحٍ وأدتْ إلى إصاباتٍ مباشرةٍ في الأهدافِ المحددةِ رغم تكتمِ العدوِّ على ذلك.
وفي الـ14 من نوفمبر نفذت القوات المسلحة عمليتين عبر إطلاق دفعات منَ الصواريخِ الباليستيةِ على أهدافٍ مختلفةٍ للعدوِّ الإسرائيليِّ في الأراضي الفلسطينيةِ المحتلةٍ منها أهدافٌ حساسةٌ في مِنطقةِ أُمِّ الرشراشِ “إيلات”
وفي الـ22 من نوفمبر الماضي أطلقت القوة الصاروخية بالقوات المسلحة اليمنية دفعة من الصواريخ المجنحة على أهداف عسكرية مختلفة للكيان الإسرائيلي في أم الرشراش جنوبي فلسطين المحتلة.
وفي الاثناء، حاول الكيان الامريكي التدخل بجمع المعلومات الاستخبارية من اليمن فأرسلت طائرتها التجسسية MQ9 الى أجواء المياه الإقليمية اليمنية للقيام بأعمال عدائية والرصد والتجسس، الا ان الدفاعات الجوية اليمنية لم تجد صعوبة في اصطيادها في الـ8 من نوفمبر.
ورغم مزاعم الكيان المتكررة بإسقاط الصواريخ اليمنية الا أن الإعلام العبري فضح في أكثر من مرة اجراءات دفاع وحماية اتخذها الجيش الصهيوني، ما يشير إلى وصول الوجع الى الداخل الإسرائيلي البلطجي بالنيابة عن أمريكا على شعوب المنطقة، وفي عملية الخامس من نوفمبر أعلن الكيان الاسرائيلي عن طائرة معادية، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن المؤسسة الأمنية الاسرائيلية قدّرت في البداية أن الطائرة التي لم تكشفها منظومات الإنذار أُطلقت من اليمن.
وقالت وسائل إعلام عبرية، إن محاولات اليمن ستستمر في استهداف “إسرائيل” رغم كل منظومات الحماية والطائرات الحربية التي تُجري دوريات فوق البحر الأحمر.
بالتزامن مع ذلك، قالت “القناة الـ13” العبرية: إن “إسرائيل” ما زالت أمام لغز بشأن كيفية وصول المسيّرة إلى إيلات.
ولفت المعلق العسكري في “القناة الـ13″، ألون بن دافيد، إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي وضع كل أجهزة الاستشعار في الجو وعلى الأرض والرادارات في سفن سلاح البحرية في حال استنفار، وجعلها كلها موجَّهة نحو الجنوب، ولم يتم اكتشاف المسيّرة من أين أتت إلى إيلات.
وأشارت “القناة الـ12” العبرية إلى أن محاولات اليمن استهداف إيلات مستمرة، قائلةً إن “اعتراض صاروخ باليستي هو حدث معقد”.
وفيما حاول الكيان الأمريكي التقليل من تأثير الصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية، كشف الإعلام العبري عن مغالطة الطرح الأمريكية لحقيقة السلاح اليمني، وتحدّثت وسائل إعلام عبرية، عن صواريخ ذات رؤوس حربية، تزن “ما مجموعه 1.6 طن”، أطلقتها صنعاء، في اتجاه منطقة الفنادق في “إيلات”.
الكيان وكيل أمريكا
يقول رئيس مركز الرؤية الجديدة للدراسات الاستراتيجية، محمد علي صنوبري، على الرغم من التحليلات السطحية التي صدرت عن بعض المحللين الذين عدّوا دخول اليمن في الحرب حالة رمزية فقط، وكذلك الأمر بالنسبة إلى أولئك الذين شككوا في قدرة الصواريخ اليمنية على الوصول إلى “إسرائيل”، فإن الجيش اليمني كان مجهزاً بخطة إستراتيجية شاملة وتدريجية للتعامل مع ملف “إسرائيل”.
ومع استمرار الهجمات الصاروخية اليمنية على مدينة إيلات الإسرائيلية، أدرك الكيان أنه بات محاطا ببيئة كارهة ونابذة لها خصوصا وأنه يقاتل بالوكالة عن الكيان الامريكي وباقي دول الشر من الغرب، ولعل تصعيده ضد المدنيين في غزة والضفة تعبير واضح عن حالة اليأس الاحباط الذي يعانيه بفعل فشله عن تحقيق أهدافه.
وتذهب التحليلات إلى أن الكيان الامريكي قد اتخذ خطوة انتحارية بتحريكه الكيان الصهيوني ضد المقاومة الفلسطينية بقصد تهييىة متاهات المخططات الاقتصادية التي تريد من خلالها واشنطن الرد على التنين الصيني القادم بقوة إلى اكتساح العالم بحضوره الاقتصادي وتأثيره على مجريات الأحداث وصولا إلى إسقاط البيت الأبيض من كرسي الهيمنة على. العالم.
وتؤكد التحليلات أن أمريكا رمت بكل ثقلها على الميليشيات الصهيونية لإرهاب المنطقة التي يعتبر السيطرة عليها ضمان للمخزون المالي والتفكير الذي سيعينها على مواصلة البلطجة حول العالم، لذلك فإن رد الفعل المقاوم من قبل القصف ل الفلسطينية ثم تحرك محور المقاومة جعلها تقاتل من اجل استعادة الهيئة الصهيونية التي سحقتها المقاومة يوم السابع من أكتوبر الماضي لتقدم للعالم تحركا عمليا على هذه الحقيقة التي كانت ولا زالت تؤمن بها المقاومة ودول المحور.
يؤكد السفير الديلمي والكاتب الدكتور جواد الهنداوي ان مُشاركة اليمن في نصّرة غزّة، ودعم القضية الفلسطينية، مؤثّرة عسكرياً و اقتصادياً وسياسياً، وتشكّلُ عامل ضغط كبير على أمريكا اولاً واسرائيل ثانياً وحلفائهما ثالثاً.
كما يؤكد السفير العراقي أن اليمن بدخوله شعباً وحكومةً في نُصّرة فلسطين وترسيخ دوره في محور المقاومة سيعزّز مكانته دولياً وإقليماً وستحسب له أمريكا حساب في مواقفها تجاه المنطقة وتجاه اسرائيل، وسيكون لأصدقاء ولأعداء أمريكا في المنطقة حساباتهم و تصوراتهم تجاه اليمن، كما سيشكّل اليمن مركز عربي كبير ومقتدر في المنطقة، لدعم المقاومة ضّدَ الكيان الاسرائيلي والوجود الامريكي، دعماً سياسياً وعسكرياً وجماهيرياً.
فيما يرى الكاتب والمحلل عبدالخالق النقيب الى أن اليمن فرض معادلة جديدة للمقاومة واسقط استراتيجية الردع الإسرائيلية إلى غير رجعة.
وقال: لقد دخل الصراع مرحلة اللاعودة بعد أن أعلن سماحة السيد عبدالملك الحوثي تقديم الإسناد الاستراتيجي الفعلي للمقاومة ونصرة غزة وعدم تخليه عن القضية المركزية الأولى للأمة، وتحول القول إلى فعل وتمكن الجيش اليمني من تنفيذ تهديداته ضد العدو الإسرائيلي على الفور ودون تردد، انطلاقاً من قصف ايلات والنقب بصواريخ بالستية ومجنحة وطائرات مسيرة، ومروراً بإعلان حظر مرور للسفن التابعة للعدو الإسرائيلي من خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر والمحيط الهندي وخليج عدن، ثم السيطرة على سفينة الشحن الإسرائيلية جالكسي لايدر في عمل مؤلم جداً لإسرائيل وكل من يدعمها.
وأكد النقيب أن اليمن تحول إلى فاعل مؤثر وقوة عسكرية فرضت تواجدها في خارطة الصراع العربي الصهيوني، وان فعل المقاومة جعل اليمن أكثر اتساقاً مع مبادئه وشعاراته، بمواقف بطولية زادت من رصيد الأمة العربية وليس فقط من رصيد اليمن، وبفضل ذلك صار الشارع العربي المتعطش للبطولة والدفاع عن المقدسات والمظلومين حسب النقيب أكثر قرباً من الجيش اليمني وقيادته.
عجز الكيان
غاب عن حسابات الأعداء أن ما اعتبروها عائقا على اليمنيين هو في الأصل عائقا على قوات العدو، فنجحت صنعاء في الوصول، فيما يتعقد الأمر على النتنياهو، فالمسافة الى جانب المجازفة بأي عمل عدائي ضد دولة عربية يعني ثورة للشارع العربي والاسلامي ستلتهمه ومن يقف خلفه.
واحتمالية دخول الوكلاء الإماراتيين والسعوديين في ضربات انتقامية لحساب الكيان ضد صنعاء يبدو موجعا للدولتين اللتين ذاقتا ضربات صنعاء وتدركان أن القوات المسلحة اليمنية قد أدركت مواطن الضعف للدولتين وعدم فدقظرتهما على تحمل تبعات اي ضربات، ما يعقّد الأمر على انتقام تأمله العصابة الصهيونية، لذلك ذهبت أمريكا الى التلويح من جديد بتصنيف صنعاء من المنظمات الإرهابية لكن هذا الأمر ايضا بدأ أمرا سخيفا وساذجا لأن عواقبه ستكون مدمرة على دول مثل كيانات الشر السعودي والإماراتية.
وفي العموم فإن الهجمات اليمنية اكدت على ظهور قوة لا يمكن بأي حال تجاهلها أو تجاوزها، وتدفع لأخذها في الاعتبار في أي متغير قد يطرأ على المنطقة أو تحرك لدول في المنطقة من الممكن أن يشكل خطرا على دول أخرى كحال التطبيع الذي حول دولا كالإمارات والسعودية كدول معادية.
في السياق تضمنت الهجمات اليمنية كما وعمليات محور المقاومة بشكل عام العديد من الرسائل الواضحة الميان والاسرائيلي والأمريكي مفادها أنه لن يعد بالأماكن الركون الى الوضع الآمن لهمجية الكيان الصهيوني وتحركات الكيان الامريكي بكل حرية كما كان، فهناك عيون ساهرة وأياد على الزناد بإمكانها توجيه الضربات القاتلة للكيانات السعودية والإماراتية الهشة.
مِنْ قصفِ إيلات إلى إغلاق البحار.. القرار اليمني يتصاعد والأوراق بيده كثيرة ومتعددة
دماء غزة غالية.. واليمن ذاهب إلى أوسع مستوى من التصعيد