دوري الدرجة الأولى.. دين آجل

د.جابر البواب

 

 

انطلق دوري أندية الدرجة الأولى لكرة القدم في شهر سبتمبر بعد ثلاث مراحل من التأجيل والتأخير، وبعد تنفيذ مرحلة الذهاب التي شهدت نجاحا كبيراً وتوفيقاً من الله ثم لفرع الاتحاد العام بصنعاء وحضرموت رغم شحة الإمكانيات وعدم صرف المخصصات المالية، إلا أن دافع الرغبة والشغف لعودة الأنشطة الرياضية، ومتابعة منافسات وبطولات كرة القدم والنهوض بمستوى الكرة اليمنية، المتوقفة منذ فترة طويلة نتيجة للظروف التي تمر بها اليمن من عدوان وحصار، وكذلك نتيجة للخلل المالي والإداري الذي أصاب اتحاد كرة القدم، مما أدى إلى تفشي وباء الفساد وعدوى ضعف الضمير المهني، وضيع الانتماء والولاء الوطني والوظيفي.
لكن وعلى الرغم من كل الصعوبات والمعوقات التي شهدتها الكرة اليمنية والرياضة، اليمنية عامة، خلال سنوات العدوان والحصار، إلا أن طابع الصمود والتحدي والإرادة التي يمتلكها الكثير من أبناء العمل الشبابي والرياضي، والبعض من قيادات وزارة الشباب والرياضة هيأت الظروف الملائمة لتفعيل الأنشطة الرياضية، كما أن تفاعل المخلصين من رجال المال والأعمال وحرصهم على توفير المناخ الرياضي التنافسي والترفيهي، أزاح بعضاً من منغصات وهموم الحياة، وخفف من الآلام والأحزان التي إصابت الشارع اليمني العام والرياضي، فكان لهم دور وطني هام تمثل في تنظيم الفعاليات والمنافسات والملتقيات الرياضية والشبابية، كالملتقيات التي ينظمها نادي وحدة صنعاء بدعم من مجموعة شركات جمعان، وأيضا الأنشطة والفعاليات التي ينظمها نادي اهلي صنعاء بدعم من مجموعة الكبوس التجارية ومجموعة الحباري التجارية، كل ذلك ساعد على استمرار اليسير من الأنشطة والبرامج الرياضية خلال الفترة الصعبة التي مرت بها اليمن من حصار وعدوان.
اليوم وكل يوم لا يزال الكثير من عشاق كرة القدم ينتظرون وبشغف انطلاق المرحلة الثانية من دوري كرة القدم الخاص بأندية الدرجة الأولى “مرحلة الإياب” التي تأخرت عن موعدها نتيجة لمشاركة المنتخب الوطني.
ما واجهه الدوري العام في بداية الانطلاق يواجهه الآن ونحن في انتظار المرحلة الثانية “منافسات الإياب” ولا تزال نفس المشكلة قائمة وهي سوء الإدارة المالية التي تسيطر على عقول بعض أعضاء مجلس إدارة اتحاد كرة القدم والتي يعاني من مواقفها فروع الاتحاد والاندية بالمحافظات، والفرعان اللذان تحملا مسؤولية تنظيم الدوري وتجاوزا جزءاً كبيراً من الصعوبات المالية أثناء تنظيم المرحلة الأولى وبجهود ذاتية على امل ان يستشعر القائمون على سير أنشطة الاتحاد بالظروف المالية الصعبة التي تعيشها الأندية ويوفون بالالتزامات الحتمية من خلال صرف المخصصات المالية المعتمدة لتنفيذ المرحلة الثانية المقرر انطلاقها منتصف ديسمبر، بدلاً من الإعلان عن نية الصرف على أقساط لاستمرار إقامة دوري عام بدين المؤجل.

قد يعجبك ايضا