تعرفت على شباب مبدعين كنت اعتقد أنهم مجرد هواة يجدون في المسرح ضالتهم.. إلى أن شاهدت لهم عملا صغيرا غاية في الروعة ضحك الجمهور حتى النهاية.. أنهم فتية كبار بأعمالهم وبإبداعاتهم بعد العرض الأول الذي حضرته عبرت لهم عن رأيي مع بعض الملاحظات مع أنني لست ناقدة واتعامل مع المسرح كمتلقية فقط.. دعاني العزيز إبراهيم قطينة لحضور عرض مسرحيتهم “التوهان” في المركز الثقافي دعوت بدوري بعض أفراد الأسرة وكان عرضا مكتمل الجوانب من تمثيل وإضاءة موسيقى اخراج… الخ.
مسرحية التوهان بإشراف المبدع الرضم تحكى معاناة شاب تعلم وحصل على الشهادة الجامعية لم يجد وظيفة تحطمت آماله وأدمن الخمر.. ومعاناة رجل فقد ابنه وظل يبحث عنه إلى أن وجده وقد أطلق شعر رأسه وذقنه وربط وسطه بحزام ناسف وفتاة مصرية تركها زوجها “حمود” وعاد إلى اليمن أيام الثورة 2011م جاءت هي تبحث عنه. وتاجر يتعامل مع الإرهاب والإرهابيين.. مجموعة مشكلات تتشابك وشخوص يحملون هموما ليست عادية كل يبحث عن حل وآخر من اللاجئين الصومال كيف أصبح يمنيا و… الخ.
المسرحية هادفة وفيها عدة مسارات كل يمثل قضية منفصلة إلا أن الأداء ناغم بينها.
ملاحظاتي أن الانفعال الزائد في أداء بعض الممثلين لم يخدم أدوارهم وجود اللاجئ الصومالي فقط لننتقد مصلحة الأحوال المدنية ونقول أنها هي السبب في منح الهوية اليمنية لغير اليمنيين لم تكن موفقة وأيضا ربط الصومالي بتفجر أنابيب النفط وإمدادات الكهرباء لا علاقة وكان يمكن توجيه رسائل لهذه الفئة من خلال شخصية الشاب المتطرف.
عموما التوهان ليست توهانا يقدر ما هي تركيز على مشكلات حقيقية تؤرق المجتمع وأداء الممثلين يدل على أنهم كفاءات مبدعة تحتاج إلى رعاية من وزارة الثقافة ويا حبذا لو وفرت لهم منحا لدراسة التمثيل والإخراج .. يستحقون والله.
سعدت بحضور الصديقة العزيزة الأستاذة هدى ابلان نائب وزير الثقافة هذا العرض وهذا يدل على أنها ووزارتها تولى هؤلاء الشباب اهتماما خاصا.. أرجو المزيد يابنت ابلان فهؤلاء ثروة إبداعية ونواة لمسرح نوعيا يبحث في قضايا المجتمع والقضايا المسكوت عنها.
التحية لكل العاملين في مسرحية التوهان وأتمنى أن يكون عرضهم القادم قريبا ويسوق له إعلاميا بشكل جيد.
Prev Post
Next Post
قد يعجبك ايضا