أطفالنا والفضائيات

سابقا وقبل ظهور الفضائيات كان الأطفال ينتظرون وبفارغ الصبر موعد عرض أفلام الكرتون على القناة الأرضية المحلية حيث كانوا مقيدين بفترة زمنية محددة يوميا أما الآن فقد انفكت تلك القيود بظهور الفضائيات العديدة والمتنوعة بما فيها قنوات فضائية خاصة للأطفال والتي تعرض برامج الأطفال بصورة مستمرة وبالتالي فلا بد آن يكون هناك تأثير مباشر وعكسي على الأطفال يختلف ذلك التأثير في الفترتين “قبل وبعد ظهور الفضائيات” فمن المعلوم أن الطفل غير مدرك لما يدور حوله وغير مستوعب الأشياء التي تؤثر عليه سلبا وإيجابا فالطفل بحاجة إلى توعية وتوجيه ورعاية ومحافظة.

عدم الشعور بالمسئولية
ومن الأخطاء التي يرتكبها الآباء والأمهات بحق الأطفال هو السماح لهم ولساعات أمام شاشة التلفاز لمشاهدة أفلام الكرتون وبرامج الأطفال لدرجة أن غالبية الأطفال يدمنون على مشاهدتها وبالتالي يتعود الطفل على ممارسة سلوك معين قد يكون شاذا وهذا السلوك يؤثر على نفسية الطفل خاصة إذا كان طالبا في المدرسة حيث نجد أن واجبه الأساسي هو مشاهدة برامج الأطفال خاصة الحلقات الكرتونية ولا يميل إلى مذاكرة دروسه وكتابة واجباته وبالتالي يتعود الطفل على الاهمال وكذلك على الكسل عندما يجلس لساعات أمام شاشة التلفاز ويتهرب من القيام بأي عمل يكلف به بسبب التلفاز.
برامج الكبار
وليت الأمر يتوقف على أفلام الكرتون بل نجد أن الأطفال وإلى جانب أبائهم وأخوانهم الكبار يشاهدون برامج الكبار مثل الأفلام “الحدث الدراما الكوميديا” أفلام تؤدي إلى فشل وإفساد أفراد المجتمع فما بالنا بالطفل وهو يشاهد يوميا على تلك الأفلام عمليات القتل والضرب والرعب والمشاهد الرومانسية والخليعة.. مثلا طفل في العاشرة يشاهد الممثل والممثلة على كرسي النوم وهم يمارسون عملية المداعبة والمواقف المخزية جدا .. فكيف سيكون رد فعل ذلك على الطفل.. بالطبع تتفتح مداركه لأشياء ليس من الواجب معرفتها وهو في ذلك السن وبالتالي فهل من المستحيل أن يميل ذلك الطفل إلى تقليد ذلك مع أخته الصغيرة.
الآثار النفسية
ومع استمرار الطفل لمشاهدة تلك الأفلام فإنه سيكون منحرفا عندما يكبر خاصة في بداية سن المراهقة وهو على علم بالنوافذ التي تعلمها من تلك الأفلام واليت يبحث عن وسيلة لتفريغ مشاعرة وأحاسيسه هم يعلمون كيف يدمرون شبابنا وأطفالنا بوسائلهم المختلفة المباشرة وغير المباشرة ومن أهم تلك الوسائل الغزو الفكري والإعلامي وتخريب العقول وقتل الإرادة في قلوب الشباب واشغالهم بأمور تافهة تشغلهم عن تكوين أنفسهم وبناء قدراتهم ومهاراتهم وبالتالي فهل من المعقول أن نجد الأب والأم يساعدان على قتل أبنائهم فكريا وأخلاقيا¿¿

قد يعجبك ايضا