بعض أولياء الأمور آباء وأمهات يعتقدون خطأ بأن مساعدة أولادهم ممن يخوضون امتحانات الشهادة العامة بشقيها الأساسي والثانوي يكمن من خلال تسهيل عملية الغش وتوفير الوسائل اللازمة التي تمكنهم من عبور الامتحانات بنجاح وتفوق عبر الغش ..
بالطبع لا يدرك أمثال هؤلاء وهم كثيرون بأنهم يخدعون أبناءهم ويعبدون أمامهم طريق الفشل في الحياة منذ خطواتهم الأولى ..
استنفار
هذه الأيام تعيش المنازل اليمنية حالة استنفار شاملة خاصة تلك التي ينتمي إليها طلبة ممن يستعدون لخوض الامتحانات النهائية للشهادتين الأساسية والثانوية لم يعد هنالك من وقت كبير قبل بدء العملية الامتحانية المقررة في العاشر من يونيو الشهر القادم..
لذلك فكثير من أولياء الأمور وخاصة من الآباء في المحافظات والمناطق النائية باتوا يعدون العدة لمساعدة أولادهم على الغش من خلال دفع الأموال أو عبر ممارسة الضغوط على أعضاء اللجان الامتحانية وحتى استخدام القوة إذا دعت الحاجة إلى ذلك ..
وشهدت الامتحانات خلال الفترات الماضية أشكالا مختلفة من الاختلالات التي ترافق الاختبارات ابتداء بحالات التجمهر ومرورا بالاعتداء على أعضاء اللجان وانتهاء بمحاولات الاقتحام للمراكز.
ويقول سليمان المشولي وهو تربوي قديم بأن مثل هذه الممارسات أصبحت ظواهر دائمة وترافق كل الاختبارات العامة على مدى عقود ..
ويضيف المشولي -المدرس بمدرسة 26 سبتمبر- بأنه وعلى مدى سنوات طويلة وخلال إشرافه على اختبارت الشهادة العامة لاحظ إصرارا غريبا من قبل أولياء الأمور على تمكين أبنائهم من الغش ولو عبر استخدام القوة والعنف وخاصة في مناطق الأرياف كما ان بعض أولياء الأمور ينقلون أبناءهم إلى مدارس تقع في الأرياف النائية ظنا منهم أنهم سيجدون بعض الغش وسيحصلون على معدلات مرتفعة متناسين أنهم بذلك أنما يدمرون أبناءهم ويعصفون بمستقبلهم فيما تجد أبناءهم قد حصلوا على معدلات ضعيفة جدا لأن الغش ليس السبيل الصحيح للحصول على النجاح .
لا يدرك هؤلاء الآباء بأنهم يحطمون أبناءهم ويحكمون عليهم بالفشل في قادم أيامهم .
ويقول محمد عبدالله الأخصائي التربوي بأن هذا الخطأ الفادح يقع فيه الكثير من الآباء ممن يعتقدون أن ضمان تفوق أبنائهم في الثانوية العامة يتيح المجال واسعا إمامهم لتحقيق التفوق والبروز في المستقبل على صعيد التعليم الجامعي أو الحياة العملية وهذه قضية اجتماعية خطيرة تجر وراءها فسادا كبيرا وخاصة من الآباء الذين يرسخون ذلك في فكر أبنائهم.
ويضيف: يجد الطلبة المساكين أنفسهم وقد وقعوا ضحايا لتفكير واعتقادات إبائهم الخاطئة وإذا بهم يصدمون بواقع آخر في المستقبل ويكونون أمام الفشل الذريع سواء في الجامعة أو في الحياة العملية .
ومع تردي مستوى التدريس إذ أصبح غير مفهوم مكمن الخلل هل هو المقرر الذي يعتبر صعبا إلى حد ما أم التلميذ الذي أصبح متكاسلا ويتكل على الغش في آخر المطاف مؤكدا أن حتى بعض المتفوقين من الطلبة يلجأون في بعض الأحيان إلى الغش لضمان النجاح حسب قولهم.
وعلى الوزارة أن تحارب ظاهرة الغش بقوة وتعمل على إيجاد حلول للحد من انتشار هذه الظاهرة لأنها أصبحت تنتج لنا كوادر يحصلون على مهن لا يستحقونها سواء المدرسين أو المحامين أو الأطباء الذين يخرجون إلى سوق العمل وهم لا يفقهون شيئا ويكونوا كارثة حقيقية على المجتمع بأسره.
آليات جديدة
الاختلالات أصبحت جزءا رئيسيا ودائما في امتحانات الشهادة العامة .
وترصد اللجنة العليا للامتحانات حالات كثيرة لمظاهر الاختلالات بشكل سنوي في جميع المحافظات .
غير أن وزارة التربية والتعليم باشرت منذ العام الماضي في اعتماد آليات جديدة في تنفيذ العملية الامتحانية وبما يضمن الحد من تلك الاختلالات ويقول الدكتور عبدالله الحامدي نائب وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة العليا للامتحانات لـ”الأسرة” بأن وزارة التربية والتعليم عاقدة العزم وأكثر من أي وقت مضى لإحداث تغيير جذري في العملية الامتحانية وإنهاء ظاهرة الغش وكل الاختلالات التي ترافق سير الاختبارات نهائيا .
ويضيف الحامدي: هناك آليات جديدة اعتمدت منذ العام الماضي للحد من عملية الغش وذلك من خلال وضع أكثر من نموذج للأسئلة في القاعة الامتحانية الواحدة وغير ذلك لجعل الغش عسيرا وشاقا.
ويرى الحامدي بأن المجتمع معني أيضا بدعم جهود الوزارة في هذا الإطار إذ لا يمكن أن يكون هناك نجاح كامل بدون تعاون مجتمعي فعال من خلال التوعية بآثار ومخاطر ظاهرة الغش على حاضر ومستقبل الشباب.