عائشة الطويلي –
سيصهرنا عما قليل ذلك الوجع الذي يشف عن تفاصيل انسلت من أطرافها الخيوط المتشابكة لتبعث في القلوب نورا كابيا من ذلك المكان المبشر بالضوء.
ساعات طوال تمر على عائلات ينتظرون بترقب ذلك الغائب الحاضر , الشريك الرئيس في تحمل أعباء الحياة وتربية الأطفال كبارا وصغارا .
رغم أن الدهر قد أجهز على نصف العمر , وخبت شعلة الحياة أو هي على وشك الترمد كليا, ويزداد الأمر سوءا عندما تعتصر الألم تلك المسكينة بمفردها, وتعد لحظاته لحظة بلحظة.
مسؤوليتها تضاعفت ومهام القيادة بمفردها لا تقوى على تحملها, وبالأخص نظرات أبنائها الذين يرصدون حركات وسكنات غيرهم من الأطفال الذين ينعمون بحضن ورعاية أبويهم كلاهما جنبا إلى جنب, ويراقبون مساحة السعادة والسرور اللذين لا يفارقان ملامحهم, وبها يحيون حياة متكافئة ومستقيمة لا تتخللها منعطفات من الضعف أو الفتور بل التماسك والتنظيم والسلامة .
كان بإمكاننا مشاهدة ملامح الحزن والألم وهي تحط رحالها على جدران منازلهم, أولئك المحرومون من حنو آبائهم وأن نصغي بأذاننا لنواحها وأنينها, كان لابد من انثيال المشاعر وتدفقها, لتصبح هتافات ترددها الأيام الغاضبة..
أين أنتم أيها الآباء من معاناة أبنائكم¿
معاناة لم تخطها أناملهم المشردة, لكن القدر خط على جبينهم ملامح اليأس والحزن معا, فمتى سيشعر أولئك الآباء,الإخوان, تفاعلات الشوق والاحتياج لحضورهم وضمن التئام الأسرة بأبنائها¿
هذا النوع من البشر, عليه أن يعي أن ثمة من يوشك على الإفلاس, ولم يعد بمقدوره الرضا بأنصاف الحلول!
نداء أوجهه عبر هذه السطور: اتقوا الله في أهلكم وذويكم, وتخيروا راحتهم وسعادتهم واعلموا ان الحياة فانية, وأن العمر زائل, فبدلا من كسب المال والركض الدءوب في هذا المضمار الذي يعجز عن إدخال السعادة الحقيقية في نفوس أبنائكم.. اكسبوا راحتكم وراحة أبنائكم وأسركم, في العودة إليهم, والاكتفاء بالرزق اليسير والعمر الطويل.