مسؤوليتُنا حتى لو تخاذل الآخرون

افتتاحية الثورة

 

لليوم الثاني والأربعين يواصل العدوان الصهيوني اليهودي الهمجي المدعوم من أمريكا والغرب الكافر حربه الإجرامية الوحشية على غزة، مستخدما كل وسائل الإبادة والإجرام بالقصف الجوي والبري والبحري بآلاف الأطنان من المتفجرات والقنابل الفوسفورية والأسلحة المحرمة، وبالحصار والتجويع الإجرامي الخانق، لإبادة وقتل الناس جميعاً، أطفالًا ونساء وصغاراً وكباراً، وقصفهم في منازلهم وأحيائهم ومدارسهم ومستشفياتهم، بل وملاحقتهم بالقنابل والصواريخ المحرَّمة إلى الطرقات والمساجد والمدارس والنزوح، وقصف المستشفيات وسيارات الإسعاف وقتل المرضى والجرحى والمسعفين والنازحين والأطباء والإعلاميين والممرضين.
العدوان الصهيوني المدعوم أمريكياً وغربياً بلغ في تماديه ذروة الإجرام والهمجية والطغيان والتوحش الصهيوني اليهودي، ووصل به الأمر إلى قصف مستشفيات غزة وجعلها أهدافاً أساسية للقصف بالطائرات والمدافع، واقتحامها بدباباته وقواته المدججة بمختلف أنواع السلاح ومحاصرة المرضى والجرحى والأطباء والأطفال الخدج، ومنع وصول العلاج والدواء إليهم، وقطع الماء والكهرباء عن المستشفيات وتحويلها إلى معتقلات يستبيح فيها كل الحرمات، كما بخطف الجثامين والجرحى، وسحل المدنيين بالمجنزرات، وإماتة المصابين بمنع معالجتهم.
المشاهد المؤلمة والمأساوية التي نشاهدها يومياً ويشاهدها العالم من قطاع غزة المحاصر والمظلوم ، والتي تكشف ارتكاب العدو الصهيوني وداعميه لأبشع المذابح وأفظعها، تكشف لنا حقائق مهمة، وتبين لنا حقيقة أعدائنا وتوحشهم، وتكشف مستوى عدائية العدو الصهيوني اليهودي لأمتنا، فالجرائم البشعة التي يرتكبها تبيّن عِداءه الشديد لنا كأمُّة، واستباحته لكل شيء فينا، وتوحشه في قتل الأطفال والنساء، والكبار والصغار، وتبين لنا مصاديق الآية الكريمة في كتاب الله: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}[المائدة: من الآية82]، كما تبين لنا حقيقة أمريكا والدول الغربية، وزيف عناوينها: عن حقوق الإنسان، عن الحريات، وكل العناوين المخادعة.
هذه الأحداث والمشاهد هي بحق كفيلة بإحياء الضمائر الميتة، وبإيقاظ كل السبات الذي تعيشه أنظمة العرب والمسلمين، لكن لا شيء من ذلك حدث، فالشعوب مكبلة بأنظمتها الخائبة والخائرة والفاسدة والمؤسف أن بعضها يتواطأ مع العدو جهاراً نهاراً.
هذه الحرب الإجرامية في الحقيقة فرزت الناس على حقيقتهم، ووضعت الجميع أمام اختبار كبير ما بينهم وبين الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”، فهي أكبر اختبار تبين الناس، مدى مصداقيتهم، وتكشف أين هم الصادقون في انتمائهم إلى مبادئ وقيم هذه الأمة، وتفضح من يدّعون بأنهم قادة للعروبة وحملة للراية، فقد رأيناهم يتواطؤون ويتخاذلون في القمة وخارجها، ويستجدون ببياناتهم التي يمكن أن تصدر من مدرسة ابتدائية، وكل هذا يجعلنا اليوم كشعب يمني أمام مسؤولية كبيرة يفرضها علينا انتماؤنا الإيماني وقيمنا الإنسانية وشرفنا الأخلاقي، ومن هذا المنطلق جاء موقف قائد الثورة – حفظه الله – المتقدم في نصرة غزة، والذي بدأ بإطلاق الصواريخ والمسيّرات، ثم بإدخال البحر إلى المعادلة العسكرية في نصرة غزة، وهذا كله موقف مسؤول ومشرف لنا كيمنيين ويعبر عن هويتنا وقيمنا وانتمائنا الإسلامي، وفي وسع الشعوب الأخرى أن تفعل الكثير، بدءاً بمقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية والتحرك الجماهيري في الميادين والساحات والدعم المالي للمجاهدين وللمظلومين في غزة ولن يعدم الإنسان حيلة في التحرك أمام هذا الإجرام والطغيان الهمجي.
ومن هنا، فإن استمرار التظاهرات الجماهيرية التي ستخرج اليوم في العاصمة والمحافظات أمر مهم، أولاً لتجديد الاستنكار والإدانة لهذا العدوان الإجرامي الصهيوني اليهودي، والتضامن الكامل والمطلق مع المظلومين من أبناء أمتنا في قطاع غزة، وتحميل الإدارة الأمريكية ودول الغرب المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه الحرب الإجرامية الوحشية، وثانيا لإدانة مواقف الأنظمة العربية التي لا تشرف أحداً على وجه الأرض، وإدانة ما تفعله بعض الأنظمة من تواطؤ مع العدو الصهيوني في حربه على غزة، ودعوتها لمراجعة مواقفها قبل أن يلحقها غضب الله وعقابه، وفي أن تتحمل مسؤوليتها الدينية والإنسانية إزاء ما يحدث من حرب إبادة وحشية على غزة.
وثالثاً لمباركة وتأييد موقف قائد الثورة – حفظه الله – المشرف والعظيم في نصرة غزة، والاستنفار والتعبئة والالتحاق بالتدريب ليكون الجميع جاهزاً للمشاركة في المعركة..إذا أتاح الله فرصة الالتحاق بصفوف المجاهدين في غزة..ومن الله النصر والفرج.

قد يعجبك ايضا