الثورة /متابعة/ناصر جراده
تداول ناشطون إعلاميون على مواقع التواصل شعار “نغادر البلاد معًا”، الذي يوحي بأن من في الأرض الفلسطينية من “الإسرائيليين” هم فعلًا محتلون، وانطلق هذا الشعار مع العدوان الصهيوني على غزة بعد عملية “طوفان الأقصى”، وبات اسمًا لمجموعة على فيسبوك بلغ عدد أعضائها 5 آلاف.
وبحسب محللين سياسيين فإن الهجرة العكسية باتت تقض مضجع إسرائيل، ولا سيما أن مستوطنين كثيرين يحملون جوازات أخرى، ويمكنهم السفر من دون تأشيرة، علمًا أنّ استطلاعًا في مايو2022 أظهر أن واحدًا من كل ثلاثة يريد الهجرة.
وفي هذا الإطار، قال أستاذ التاريخ في جامعة اسطنبول عبد الله معروف: إن الهجرة العكسية في إسرائيل كانت قد حدثت في فترة سابقة.
وأوضح في حديث صحفي أن “الإسرائيليين” يرون في كيان الاحتلال بأنه أساسي ويفترض أن يعيشوا فيه آمنين ومرفهين.
وكانت دولة الاحتلال قد قدمت نفسها بأنها المكان الأكثر أمانًا لليهود في العالم لكن هذه الفكرة تم ضربها بالكامل في السابع من أكتوبر الماضي ولم تعد مكانا آمنا لقطعان مستوطنيها.
أما الكاتب المصري والمتخصص في علوم التاريخ والحضارة محمود سالم الجندي، كتب على منصة “إكس” أنه في وقت يصعب فيه إيجاد رحلات طيران للخروج من إسرائيل يغادر حوالي ربع مليون يهودي بحرًا وقلة جوًا في 30 يومًا، مضيفًا أنه لطالما تحدثنا قبل “طوفان الأقصى” عن الهجرة العكسية واليوم نراها واقعًا أمامنا.
مغادرة أكثر من 230 ألف “اسرائيلي»
وتفيد المعطيات الرسمية لدائرة الهجرة والسكان في وزارة الداخلية الإسرائيلية أن هناك أكثر من 230 ألف إسرائيلي غادروا منذ بدء “طوفان الأقصى” واحتدام القتال على جبهة غزة، وتضم المجموعات المغادرة عائلات إسرائيلية ورجالاً وسيدات أعمال من أصحاب الجنسية المزدوجة، ومن يملكون جوازات سفر أجنبية.
وقدرت السفارة الإسرائيلية في نيقوسيا أن ما بين 10 آلاف و12 ألف إسرائيلي يقيمون بشكل دائم في قبرص، وبعد طوفان الأقصى أضيف إليهم نحو 4 آلاف آخرين فروا جراء المستجدات.
وعلى نفس الصعيد أشارت صحيفة “معاريف” العبرية، في تقرير لها إلى أن هناك أكثر من 756 ألف يهودي هاجروا من كيان الاحتلال حتى عام 2020 بدوافع عديدة، منها تدهور الوضع الاقتصادي، وعدم المساواة وخيبة الأمل بسبب تعثُّر التسوية مع الفلسطينيين، فضلاً عن تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية.
ومن أهم أسبابها، خوف العلمانيين اليهود من التحولات الديموغرافية والآيديولوجية المتمثلة في ازدياد نسبة الحاريديم المتدينين، وارتفاع معدلات الخصوبة والولادة لدى الفلسطينيين، ثم تأتي مشكلات الإسكان والاقتصاد وصعوبة الاندماج في مجتمع تدعي إسرائيل أنه مترابط جدًا.
واستعرض تقرير لصحيفة “دى ماركر”، لأول مرة، ظاهرة الهجرة من الاراضي المحتلة في ظل الحرب والتوتر الأمني، من خلال توثيق إفادات لعائلات اختارت الهجرة من البلاد خوفا وهربا من التوتر الأمني.
ووفقا للتقرير، فإن الظاهرة أخذت تتكشف في الأسبوع الثاني للحرب، وذلك بعد أن أعادت الكثير من شركات الطيران العالمية رحلاتها إلى مطار بن غوريون في اللد بعد أن توقفت مع انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي.
فيما تتوقع سلطات الاحتلال الإسرائيلية أن ترتفع أعداد المغادرين في المستقبل القريب في حال تصاعدت الحرب على غزة وتوسعت إلى جبهات أخرى، ودعت حكومة الكيان الإسرائيلية عبر مجلس الأمن القومي، المواطنين الإسرائيليين إلى إعادة النظر بالسفر إلى خارج البلاد، وتجنب إبراز الرموز الإسرائيلية، والهوية الدينية اليهودية خلال مكوثهم في الخارج.