الثورة /محمد الجبري
يواصل العدو الصهيوني جرائمه الوحشية وحرب الإبادة في غزة للشهر الثاني على التوالي على مرأى ومسمع من العالم العربي والإسلامي والغربي الذي اكتفى بالشجب والتنديد دون أي خطوات عملية لوقف هذا العدوان الوحشي.
وفي هذا الصدد أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، بارتفاع حصيلة ضحايا عدوان الاحتلال “الإسرائيلي” على غزة، إلى 11078 شهيداً، بينهم 4506 أطفال و3027 سيدة و678 مسنًا، وإصابة نحو 27490 مواطنا بجراحٍ مختلفة.
وقال القدرة في بيان صحفي، أمس السبت، إن الاحتلال ارتكب 12 مجزرة كبيرة خلال الساعات الماضية راح ضحيتها 260 شهيداً لترتفع بذلك عدد المجازر التي ارتكبها الاحتلال منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى 1130 مجزرة.
وأضاف أن الانتهاكات “الاسرائيلية” بحق المنظومة الصحيّة أدت الى استشهاد 198 كادراً صحياً وتدمير 53 سيارة اسعاف، مشيراً الى استهداف الاحتلال 135 مؤسسة صحية اخرج منها 21 مستشفى و47 مركزاً صحيا للرعاية الأوليّة.
وأشار إلى اعتقال قوات الاحتلال اثنين من سائقي الإسعاف خلال عودتهم من جنوب قطاع غزة إلى شماله رغم التنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر، لافتاً إلى أنّ قوات الاحتلال تحاصر مستشفيات الرنتيسي والنصر للأطفال وتعرض حياة آلاف المرضى والطواقم الطبية والنازحين للموت المحقق بالجوع والعطش والقصف المباشر.
وأكدّ أن قوات الاحتلال “الاسرائيلي” استهدفت مجمع الشفاء الطبي 5 مرات متتالية ولا زال يستهدف محيط المستشفى.
وحذّر من أنّ مستشفيات غزة وشمال غزة امامها ساعات حرجة للخروج التام عن الخدمة نتيجة عدم دخول الوقود مشيراّ وصول الوزارة أكثر من 2700 بلاغ عن مفقودين منهم 1500 طفل لا زالوا تحت الأنقاض.
ويتواصل العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزة لليوم الـ(37) على التوالي، بارتكاب أبشع المجازر الدموية على مرأى ومسمع العالم، ضاربًا بعرض الحائط كافة المواثيق الدولية والإنسانية والحقوقية، ليخلف ما يزيد عن 11 ألف شهيد، ونحو 29 آلف جريح، ناهيك على الدمار الكبير في البنية التحتية والمباني السكنية.
إلى ذلك قال مدير مستشفى الشفاء بغزة محمد أبو سلمية، إن “ساعات تفصلنا عن الموت وما زال العالم يشاهدنا ونحن نموت، ولسنا أرقامًا”.
وأضاف أبو سلمية في تصريح صحفي، أمس السبت، أن جثث الشهداء متكدسة، وسنحاول دفنهم داخل المستشفى.
وأفاد بأن الاحتلال “الإسرائيلي” استهدف قسم العناية المركزة وتم إصابة من هم مصابون أصلًا بهذا القصف، مشيرًا إلى أنه لا يوجد “ليس لدينا ماء ولا غذاء ولا كهرباء ولا إنترنت، وأصبحنا معزولين تمامًا عن العالم”.
وأشار إلى بدء موت الأطفال والمرضى داخل المستشفى، حيث توفي طفل في قسم الحضانة بسبب البرد بعد انقطاع الكهرباء عن حضانته، كما استشهد مريض آخر في قسم العناية المركزة.
ولفت إلى وجود حريق داخل المستشفى وفي خيم النازحين، معربًا عن خشيته من أن يمتد للمستشفى بأكمله.
وطالب أبو سلمية برفع الحصار عن المستشفى وتزويده بالوقود لتجنب خروجه عن الخدمة.
وحذر من أن خروج المستشفى عن الخدمة سيكون كارثة حقيقية، مطالبًا العالم بالتحرك لإنقاذ المرضى والنازحين.
إلى ذلك، قال وكيل وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال استهدف الساحات الداخلية لمجمع الشفاء، ما أدى لاندلاع الحرائق.
وأوضح أن الموت سيكون نتيجة الحرق وليس العطش، مضيفًا أن “عداد الموت بدأ يشتغل ولا يوجد لدينا ماء للشرب”.
وأشار إلى أنه لا يوجد ماء ولا غذاء في مجمع الشفاء، والجميع فيه مستهدفون.
وأكد أن واقع مجمع الشفاء لا يمكن تخيله، وقد يكون هذا النداء الأخير.
وأشار إلى نفاد كل الوقود في المجمع، وتوقف الأجهزة بالكامل، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي، وتوقف المولدات عن العمل.
وأضاف “نحن محاصرون ولا نستطيع الخروج من أماكننا”.
وتحاصر دبابات الاحتلال التي توغلت براً منذ أيام، أربعة مستشفيات غرب مدينة غزة.
وحسب وزارة الصحة، فقد استشهد 198 من الكوادر الصحية، و36 من الدفاع المدني، وجرح أكثر من 130، بينما تضررت 60 سيارة إسعاف بينها 53 تعطلت عن العمل بشكل كامل، و51 من أصل 72 مركز رعاية صحية أولية بسبب الأضرار الناجمة عن القصف أو نقص الوقود، وتم الطلب من 24 مستشفى بالإخلاء في شمال قطاع غزة (السعة الإجمالية لهذه المشافي 2000 سرير).
كما أوقف 55 % من شركاء القطاع الصحي عملياتهم جراء الأضرار الكبيرة في البنية التحتية، فيما أدى العدوان المستمر إلى نزوح معظم الكوادر الصحية، ما أجبر المستشفيات على العمل بأقل من ثلث الاحتياج اللازم لعلاج العدد الكبير من الجرحى، ولا تزال المستشفيات تعاني من نقص حاد في الوقود، ما يؤدي إلى تقنين صارم واستخدام محدود لمولدات الكهرباء في الوظائف الأساسية فقط.
ونوهت إلى احتمال توقف حاضنات حديثي الولادة التي تؤوي 130 طفلا، لافتة إلى وجود 350 ألف مريض من المصابين بالأمراض غير المعدية، و1000 مريض بحاجة إلى غسيل الكلى، حيث إن 80 % من آلات الغسيل موجودة في مشافي شمال غزة.
من جانبه أدان المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، تخلي المؤسسات الدولية عن مجمع الشفاء الطبي وتركه يواجه الموت دون تدخل منهم.
وطالب المكتب في بيان أمس السبت منظمة الصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة أوتشا والأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية بالتوجه الفوري والعاجل إلى مجمع الشفاء الطبي لحمايته من الكارثة التي يتعرض لها.
وحمل المجتمع الدولي وجميع المؤسسات الدولية المسؤولية الكاملة عن سلامة الطواقم الطبية وجميع الجرحى والنازحين المتواجدين في جميع المستشفيات، وخاصة في مجمع الشفاء الطبي والذين ينتظرون القتل من قبل قوات العدوان الصهيوامريكي مع سابق الإصرار.
وفي سياق متصل دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، اللجنة الدولية للصليب الأحمر على التحرك العاجل لإنقاذ حياة الأطفال حديثي الولادة في مجمع الشفاء الطبي في غزة في ظل تعرضه لانقطاع الكهرباء وهجمات إسرائيلية مكثفة.
وطالب الأورومتوسطي الصليب الأحمر إلى إدخال مولد كهربائي مع ما يحتاجه من كميات وقود بشكل عاجل إلى قسم الأطفال حديثي الولادة في مجمع الشفاء من أجل إنقاذ حياتهم في ظل خطر الموت الذي يهددهم.
فيما حذر الصليب الأحمر، من أن نظام الرعاية الصحية في قطاع غزة الذي مزقته الحرب ويواجه هجمات متكررة مع تضاؤل إمداداته، “وصل إلى نقطة اللاعودة”.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان صحفي، إن نظام الرعاية الصحية في غزة الذي يعمل فوق طاقته وبإمدادات ضئيلة ويفتقد للأمان على نحو متزايد، وصل إلى نقطة اللاعودة مما يعرض حياة الآلاف من الجرحى والمرضى والنازحين للخطر”.
ويتواصل العدوان “الإسرائيلي” على قطاع غزة لليوم الـ(35) على التوالي، بارتكاب أبشع المجازر الدموية على مرأى ومسمع العالم، ضاربًا بعرض الحائط كافة المواثيق الدولية والإنسانية والحقوقية، ليخلف ما يزيد عن 11 ألف شهيد، ونحو 29 آلف جريح، ناهيك على الدمار الكبير في البنية التحتية والمباني السكنية.