الثورة نت/
نددت مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية، بأشد العبارات تعمّد قوات العدو الصهيونية استهداف المستشفيات وسيارات الإسعاف ومراكز الإيواء والتدمير الممنهج لما تبقى من مقومات الحياة في قطاع غزة، ضمن جريمة الإبادة الجماعية التي تدخل يومهًا الـ29 على التوالي، وسط عجز المجتمع الدولي عن وضع حد لها العسكري أو حتى التخفيف من آثارها.
وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنساني، ومركز الميزان، ومؤسسة الحق في بيان مشترك هذه الليلة: إنهم ينظرون بخطورة بالغة جدًا إلى المنحى الذي أخذته الهجمات العسكرية التي شنتها قوات العدو في الساعات الأخيرة والتي أظهرت بوضوح تعمّدها تدمير ما تبقى من مقومات البقاء على الحياة على امتداد قطاع غزة، مع التركيز على شمال غزة ومدينة غزة، وهي جرائم غير مسبوقة ويندى لها جبين الإنسانية.
وأكدت تعمد قوات العدو قصف واستهداف المستشفيات ومركز الإيواء والطواقم الطبية ومولدات الكهرباء ما يفاقم الوضع الكارثي بعد 29 يومًا من الهجوم العسكري على قطاع غزة.
وأشارت إلى جرائم قصف مدخل مستشفى النصر ومولد كهرباء مستشفى الوفاء، بعد قصف مدخل مجمع الشفاء الطبي واستهداف سيارات إسعاف، ومحيط مستشفيي القدس والإندونيسي.
وعبرت المؤسسات الحقوقية عن قلقها من تركز القصف الصهيوني على مشاريع الطاقة الشمسية ومولدات الكهرباء المغذية للمؤسسات أو منازل السكان، خاصة في مدينة غزة، عبر استهدافها على أسطح العمارات والأبنية السكنية وكذلك فوق معهد الأمل للأيتام ومؤسسات أهلية أخرى.
كما أشارت إلى أن الأماكن المستهدفة كانت تساهم في تأمين الحد الأدنى من مقومات البقاء بعد انقطاع الكهرباء التام عن القطاع، وهو ما يشير إلى سعي العدو الصهيوني إلى قتل الآلاف سواء بالقصف أو انعدام مقومات الحياة من غذاء ومياه وصحة، ودفع من يتبقى للنزوح القسري عبر مسار محدد تسيطر عليه تلك القوات.
ولفتت إلى استمرار قوات العدو في اقتراف جرائم قتل جماعية، دون أي محرمات، وتدمير المنازل ومراكز الإيواء على رؤوس ساكنيها، ومن أبرزها في الساعات الأخيرة، قصف طائرات العدو صباح أمس السبت، مدرسة الفاخورة في شمال غزة، التي تؤوي آلاف النازحين/ات، ما أدى إلى استشهاد وإصابة ما لا يقل عن 150 فلسطينياَ/ة.
كما قصف طائرات العدو مساء الجمعة، ساحة مدرسة أسامة بن زيد وسط حي الصفطاوي بجباليا، وهي مركز إيواء لجأ إليه مئات السكان، وأسفر ذلك عن استشهاد 15 فلسطينيا/ة وإصابة 54 آخرين وإلحاق اضرار بالغة في المدرسة.
وأكدت أن جريمة الإبادة الجماعية الجارية تتطلب تدخلاً فورياً، لوقف الهجوم العسكري على قطاع غزة والتوصل لوقف إطلاق للنار ومنع أي محاولة صهيونية لتهجير الفلسطينيين/ات، ووضع حد للانتهاكات الجسيمة التي تقترفها “إسرائيل”.
وطالبت المنظمات الحقوقية بأخذ خطوات جدية لمحاسبة الكيان الصهيوني الغاصب على جرائمه وفرض العقوبات السياسية والاقتصادية.
كما أكدت أن هذا التدخل الدولي المستعجل يجب أن يكون مصحوباً بدخول الوقود والمساعدات الإنسانية، بما في ذلك المياه والغذاء والإمدادات الطبية، دون أي معيقات، ليتم توزيعها في جميع أنحاء قطاع غزة بأكمله للتخفيف من وطأة الكارثة الإنسانية المستمرة الناجمة عن سياسة العقاب الجماعي الصهيونية ضد السكان المدنيين/ات في غزة.
واختتمت بيانها بالقول: “نؤكد موقفنا بأن هذه الجرائم والفظائع يجب أن تنتهي فوراً وألا تتكرر، وأن على المجتمع الدولي ضمان تفكيك نظام الفصل العنصري الاستعماري الاستيطاني الصهيوني”.