مجازر الاحتلال الدامية في غزة .. رعاية أمريكية بسلاح محرم دوليا
قصف مستشفيات غزة.. لماذا تستمر معاناة المدنيين؟
مصادر فلسطينية: الإصابات الناجمة عن قصف الاحتلال لم يسبق لنا التعامل معها ….والأسلحة الأمريكية المستخدمة يتم تجربتها لأول مرة
إجرام مع سبق الإصرار والترصد وفي انتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المزيد من المجازر وجرائم الإبادة الجماعية بحق المواطنين الأبرياء في غزة وبأسلحة محرمة دوليا على مرأى ومسمع من الجميع، في دليل واضح على سياسة الإجرام والقصف الوحشي التي ينتهجها الكيان الصهيوني الغاصب للتغطية على الانتكاسة المدوية التي تعرض لها خلال عملية طوفان الأقصى وما تلاها من هزائم نكراء على أيدي المقاومين في فلسطين .
وفي الوقت الذي يشهد فيه القطاع الصحي في غزة انهياراً تاماً للمنظومة الصحية ، يستغل العدو الصهيوني الصمت الدولي الجبان والغطاء الأمريكي الغربي لمواصلة ارتكاب المزيد من الجرائم البشعة واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا التي عجزت الأجهزة والمختبرات الطبية من تحديد نوع الأسلحة المحرمة التي يستخدمها الكيان الصهيوني في غاراته الوحشية على المدنيين والأطفال المصابين بإصابة خطيرة وحروق مشوهة نظرا لاستخدام الأسلحة الفسفورية والمحرمة من قبل الاحتلال.
قضايا وناس / مصطفى المنتصر
وعلى امتداد جغرافية قطاع غزة المحاصرة التي تبلغ مساحتها 360 كيلومترا تكشف الأرقام المهولة التي كشف عنها الكيان الصهيوني لعدد الغارات الذي شنها العدو على هذه المساحة الصغيرة والتي تقدر بأكثر من 13 الف هدف وغارة خلال شهر واحد من عمر العدوان الصهيوني الظالم على قطاع غزة. وهو ما يؤكد حجم المجازر البشعة التي ارتكبها الاحتلال عبر سلسلة الغارات الإجرامية والتي تجاوز عددها الف مجزرة .
مجزرة جباليا
في واحدة من ابشع المجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني الغاصب بحق سكان غزة القى الاحتلال الإسرائيلي بـ6 قنابل تزن كل واحدة طنا من المتفجرات، على حي سكني وسط مخيم جباليا والذي دٌمر بالكامل وسقوط اكثر من 400 شخص ما بين شهيد وجريح جلهم من الأطفال، وقالت مصادر صحية إن ضحايا القصف الإسرائيلي على المخيم يعانون حروقا وتشوهات تٌظهر استخدام الاحتلال الإسرائيلي “أسلحة محرمة دوليا”، في قصفه على الحي السكني الذي كان يأوي عدداً كبيراً من النازحين والمدنيين الأبرياء .
ويستمر الاحتلال الصهيوني في ارتكاب المجازر الوحشية في غزة مستعينا بالسلاح الأمريكي المحرم دوليا فضلا عن الضوء الأخضر الذي أعطي للكيان الصهيوني من قبل تحالف الشر برئاسة أمريكا والتبرير المستمر للجرائم البشعة التي يشنها ضد المدنيين والأطفال في غزة بصورة تعري حقيقة الوجه القذر للقوى الغربية وتخفيها وراء أكذوبة الإنسانية المزيفة وحقوق الأنسان الذي لطالما تتغنت بها الأنظمة الغربية في المحافل الدولية .
استهداف المستشفيات هدف أمريكي
المتابع لمجريات الوضع في الحرب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة يستطيع أن يرى أن الاستهداف الإسرائيلي على المستشفيات والقطاع الصحي بغزة يتزامن بشكل مباشر بحضور أمريكي رسمي في أروقة القرار الإسرائيلي ، وقد تكرر هذا الأمر مرتين الأولى مجزرة مستشفى المعمداني بحضور بايدن في إسرائيل والتي تسببت باستشهاد اكثر من 500 شخص، الجمعة الماضية وفي الوقت الذي يتواجد فيه وزير خارجية أمريكا في غرف عمليات الكيان الصهيوني ارتكبت طائرات الاحتلال مجازر بشعة بحق القوافل الطبية للحالات الإنسانية الحرجة والتي عجزت المستشفيات والطواقم الطبية عن تلبية المستلزمات الضرورية لحالاتها الحرجة ما دفعها للتنسيق مع المؤسسات الدولية والصليب الأحمر من اجل إنقاذ تلك الحالات من المصابين ونقلها إلى مصر، وأثناء طريقها إلى معبر رفح قام الطيران الإسرائيلي على الطريق باستهدافها بشكل مباشر حتى اجبرها العدوة إلى المستشفى، ليعاود بشن غاراته الإجرامية أمام بوابة مستشفى الشفاء الذي يأوي اكثر من 50 الف نازح من المواطنين مخلفا مجزرة بشعة بحق المدنيين والمصابين والطواقم الطبية المرافقة للمصابين.
ولم يكتف العدوان البشع بتلك الجريمة أمام بوابة مستشفى الشفاء وبما يؤكد الضوء الأمريكي الأخضر الذي تلقاه لاستهداف المستشفيات واصلت طائرات الاحتلال استهدافها المباشر للمستشفيات مستهدفة محيط مستشفى الإندونيسي ومستشفى القدس .
الغطاء الأمريكي القذر الذي يوفره لكيانه الهزيل في مواصلة ارتكاب مزيد من المجازر في مساعيه لمحاولة تعويض خسائره الفادحة التي يتلقاها في عدوانه البري على قطاع غزة عبر استهداف المدنيين الأبرياء والمستشفيات المكتظة بالجرحى والنازحين لحصد اكبر قدر ممكن من الضحايا ليرفع بتلك المجازر معنويات قواته الهالكة والمعرضة للتنكيل وبصورة فاضحة من قبل أبطال المقاومة الفلسطينية .
25 الف طن من القنابل
قال“المرصد الأورومتوسطي” لحقوق الإنسان، إن الكيان الصهيوني أسقط ما يزن 25 ألف طن من المتفجرات على قطاع غزة، منذ بدء العدوان بما يعادل قنبلتين نوويتين.
وأوضح المرصد في بيان له، اعتراف جيش الاحتلال الإسرائيلي باستهداف طائراته أكثر من 12 ألف هدف في قطاع غزة وهي حصيلة قياسية ونادرة لحجم هذه القنابل التي استخدمت في مساحة صغيرة ومكتظة بالمدنيين ، بحيث تتجاوز حصة كل فرد 10 كيلو جرامات من المتفجرات.
التقرير أشار إلى أن وزن القنبلة النووية التي أسقطتها أمريكا، على هيروشيما وناجازاكي في اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية في أغسطس 1945 قدر بنحو 15 ألف طن من المتفجرات أي أن حجم ما اسقط على غزة من قنابل ومتفجرات والذي بلغ حجمها 25 الف طن أي ما يعادل قنبلتين نوويتين من حجم القنابل التي أسقطت على هيروشيما، ناهيك عن مدى التطور الذي طرأ على تلك القنابل وزيادة فاعليتها مع ثبات كمية المتفجرات، فضلا عن تعمد إسرائيل لاستخدام خليط يعرف بـ”آر دي إكس” (RDX) الذي يطلق عليه اسم “علم المتفجرات الكامل”، وتعادل قوته 1.34 قوة “تي إن تي”.
أسلحة محرمة دوليا
جروح دامية وأجساد مبتورة وحروق وصلت حد العظم، مصير مؤلم يكشف حجم الإجرام الإسرائيلي بحق الجرحى والمصابين الناجين من غارات الاحتلال الوحشية بحق المدنيين والأطفال منذ السابع من أكتوبر، وسط تحذيرات من استمرار الكيان الصهيوني من استخدام الأسلحة المحرمة ضد المدنيين والأبرياء في غزة.
منظمة “هيومن رايتس ووتش” في بيان صادر عنها في 12 أكتوبر أعربت عن استهجانها لاستخدام الجيش الإسرائيلي مادة الفوسفور الأبيض الحارق في عمليات القصف التي شملت مناطق مأهولة في غزة ،وفي تصريح لمديرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمنظمة قالت لمى فقيه، “في كل مرة يُستخدم فيها بمناطق مدنية مكتظة، يشكل الفوسفور الأبيض خطرا كبيرا يتمثل بإحداث حروق مؤلمة ومعاناة مدى الحياة. الفوسفور الأبيض عشوائي بشكل غير قانوني عند انفجاره جوا في مناطق حضرية مأهولة، حيث يمكن أن يحرق المنازل ويلحق ضررا فادحا بالمدنيين».
ويعتبر الفوسفور الأبيض من أخطر الأسلحة المحرمة والذي يعد واحداً من مشتقات مادة الفوسفور، والذي يتميز بصلابته وقابليته الشديدة على الاشتعال، بكثافة الأدخنة المنبعثة من احتراقه، نظرا لقدرته الهائلة على امتصاص الرطوبة في الهواء وفي الأنسجة الحية، الأمر الذي يكسبه قدرة هائلة على التدمير، وهنا مكمن خطورته على الأشخاص، إذ يتسبب في الاختناق والحروق الشديدة في آن واحد.
وتختلف القنبلة الفوسفورية -في تركيبتها الكيميائية- جذريا عن قنابل النابالم التي تُشكل المشتقات النفطية قاعدتها الأهم، ورغم ذلك فإن القنبلة الفوسفورية لها قدرة تدميرية أكبر بكثير من النابالم، وإن كانت القنبلتان تنتميان للقنابل الحارقة التي تُحرم القوانين الدولية استخدامها في المناطق المأهولة بالمدنيين في أوقات الحرب.
القطاع الصحي المتهالك نتيجة الاستهداف المباشر والحصار الإسرائيلي يقف عاجزا أمام تلك الحالات الحرجة الناجمة عن استخدام الأسلحة المحرمة دوليا من قبل الكيان الصهيوني ضد المدنيين في غزة الأمر الذي كشفه مصدر طبي في قسم الحروق في مستشفى الشفاء والذي أكد أن المستشفى لم يسبق له التعامل مع حالات مماثلة، وذلك نتيجة لاستخدام جيش الاحتلال صواريخ وقنابل لأول مرة في قطاع غزة.
ويؤكد رئيس قسم الحروق في مستشفى الشفاء، أن القنابل والصواريخ المستخدمة ضد المدنيين في غزة هي أميركية وجديدة تستخدم لأول مرة ضمن ما يعتقد محليا بأنه سياسة التجارب على الفلسطينيين.
بدورها أكدت منظمة أطباء بلا حدود، أن حالات الحروق التي تظهر على المصابين من المدنيين التي تعاملت معها طواقم المنظمة بغزة نتيجة الحرب من الدرجة الثالثة، وهي حالات عميقة جدا وصلت إلى الأنسجة الداخلية والعظم وهو ما يؤكد أن الأسلحة المستخدمة هي أسلحة محرمة ولم يسبق أن تم استخدامها من قبل .