ضربات يمنية حيدرية نصرة للأقصى.. قراءة في الأبعاد والرسائل

أحمد عبدالله المؤيد

 

 

ليس مُهِماً أن يعرف العالم ما نوع وعدد ومدى الفاعلية، أو القدرة التدميرية للصواريخ والمسيَّرات، التي أطلقها الجيش اليمني، تجاه أهدافِ عسكرية صهيونية، في عمق الأراضي الفلسطينيةِ المحتلة، ولكن المهم هو أن يعرف العدو الصهيوني، وأن يعرف الأمريكي والدول الأوروبية، أن اليمن يمتلك قائداً علوياً شجاعاً صادق الوعد، أصيل الهوية، صريحا في عداوته لليهود، يده خفيفة على الزناد، يمتلك قبل السلاح يقينا راسخا بوعد الله تعالى، ورجالا يتوقدون شغفاَ لقتال اليهود، وإبادةِ الكيان الصهيوني الغاصب، مهما كان ثمنُ ذلك، لتصبح الجمهورية اليمنية هي الدولة الوحيدة إقليميا وعالميا، التي امتلكت الجرأة قبل أن تمتلك السلاح، وما إن امتلكته لم تتوان في ضرب أهداف ومواقع للكيان الغاصب، ولأكثر من مرةِ واحدة، كترجمة فعلية لاستجابة السيد القائد – يحفظه الله – والجيش اليمني، لمطالب جماهير الشعب المتكررة، غير مبالٍ وإن صَنَّفته المنظمات ومجلس الأمن الدولي بأن فعله ذاك هو عدوان على إسرائيل، فلليمن أن تفخر بكونها أول دولة في العالم، تعتدي على الكيان الصهيوني الغاصب، ولا عدوان إلا على الظالمين.
لقد أطلقت القوات المسلحة اليمنية، رشقات من الرسائل الصاروخيةِ والمُسَيَّرةِ، ذات المعاني والدلالات الصريحة، التي مفادها واضح للدول العربية، التي تحالفت ضد اليمن، بأن اليمن لم يتخذكم يوماً من الأيام عدواً، ولكن العدو الصهيوني، هو الذي أتخذكم أذرُعا وأدوات ودروع وحواجز، تدافعون عن وجوده الطارئ، فصواريخنا ومسيَّراتنا، أهدافها واضحة، فلا تحوّلوا مساراتها إليكم وإلى بلدانكم، وإِن وجهة اليمنيين المجاهدين، هي تحرير الأرض والمقدسات، ونصرةَ المستضعفين – من رجالِ ونساءِ وأطفالِ فلسطين – من شر وإجرام العدو اليهودي الصهيوني الغاصب، والشعب اليمني المجاهد عازم بالله على استئصال الغدة السرطانية، من جسد الأمة، فلا تكونوا دروعاً لليهود، فتُحَوِّلُوا وجهة اليمنيين إلى استئصالكم، فاليهود لن يستطيعوا حمايتكم، وإن أوهموكم بذلك، لأنهم لا يستطيعون حماية أنفسهم، بل يريدون منكم حمايتهم، بالتصدي لمجاهدي اليمن، ومن العار أن يتحوَّل بعض القادة والأفراد في مارب والجنوب اليمني المحتل، إلى أحذية لدول التحالف، فيتحرك تعبيرا عن رغبتهم، مدافعا عن الكيان اليهودي الصهيوني العاجز.
إن العملية الجهادية، التي أُطلِقَتْ من اليمنِ نصرةَ للفلسطينيين، لهي واجب ديني وتكليف إلهي وقضية مصير عربي إسلامي ومسؤولية مقدسة، أخذها اليمنيون بقوة على عاتقهم، وستبقى القوةُ إرثاً شعبياً، يتنامى عبر الأجيال، لإزالة إسرائيل من الوجود، غير عابئين بقرارات مجلس أمن، أو عقوبات من دول وتحالفات عالمية أو حتى عربية، وبقدر ما يفتخر سُذَّج العالم بعلاقتهم مع اليهود الصهاينة، فإن الشعب اليمني يفتخر بعداوته للكيان الصهيوني المحتل وأمريكا ومن خلفهما من القوى الشيطانية الإجرامية.

قد يعجبك ايضا