المحللون المبررون المعللون لجرائم الاحتلال الصهيوني المسمى(إسرائيل) دوماً لا يعدمون الوسيلة في اصطناع الحجج ونسج المبررات وتحليل وإباحة كل جرائم هذا الاحتلال مهما بلغت درجة بشاعتها، وبين هؤلاء في أوساط من يدعون الإسلام من هم أكثر وقاحة وأشد نبرة من بعض المنتمين إلى الديانة اليهودية وهم من اتخذوا من المظالم المزعوم ارتكابها ضدهم وسيلة لاحتلال فلسطين وتشريد أهلها معتمدين على سردية تاريخية وسيناريوهات معلومة، ومن المؤكد أن في كل الديانات السماوية والأرضية فِرق ومذاهب وشيع وأحزاب وجماعات يتهم بعضها بعضاً بالضلال والخروج عن الدين الصحيح، وكل منها يدعي أنه على صواب وأن الآخرين على خطأ وضلال، وكلما كانت صلة القربى بين المختلفين أوثق كانت مظاهر الفرقة وعدم القبول بل والحقد بينهم أشد فتكاً وضراوة، وعلة العلل لدى المحللين المبررين لما يجري اليوم من إبادة جماعية أن حركة حماس حركة إرهابية تستخدم الدين الإسلامي في ممارسة الإرهاب شأنها شأن القاعدة وداعش وغيرهما من المنظمات التي تستخدم الإسلام لتحقيق أهداف سياسية غير وطنية ومصالح فئوية ومذهبية تتصادم مع المشروع الوطني الجامع، وأنها تسيء إلى الإسلام بارتكاب جرائم ضد المدنيين الإسرائيليين(الصهاينة) تصوروا؟! ، وكأننا إزاء كيان نشأ بصورة طبيعية وكوّن دولته على أرضه ولم يحتل أرض فلسطين بل وبين هؤلاء المحللين من يجاهر بكل صلف بالقول أنه لاوجود لوطن اسمه فلسطين ولا لشعب اسمه الشعب الفلسطيني الذي يضم المسلمين والمسيحيين واليهود وكل الأديان والطوائف معتمداً في هذه الأقاويل والأكاذيب على بعض النصوص الدينية والتفسيرات التي تخدم المشروع الصهيوني وتتعامل مع بعض الروايات وكأنها نظريات علمية في محاولة لطمس حقائق التاريخ القريب والجغرافيا وتصنيع هذا الكيان وتثبيت وجوده على حساب وجود الفلسطينيين الذين تجري محاولات محوهم من الوجود لولا قدرة الشعب الفلسطيني الأسطورية الجبارة على مقاومة كل أساليب الإجرام والمؤامرات القذرة ذات الأبعاد الدولية الخطرة التي وجدت مع الأسف بيئة عربية وإسلامية ساعدت على تمرير الكثير من سيناريوهات المشروع الصهيوني.
أعلم أن اتخاذ قرار القيام بأي عملية استراتيجية في مسار الثورة الفلسطينية كعملية (طوفان الأقصى) قرار لا يخص منظمة ولا حركة ولا جماعة ولا حزب ولا سلطة بذاتها، ولكنه كقرارات السلم والحرب في أي دولة أو شبه دولة قرار وطني بحاجة إلى دراسة وآلية وطنية لاتخاذه يراعى فيها كل المحاذير وتدرس فيه المقدمات بحيث تؤدي إلى نتائج محسوبة لمصلحة القضية الفلسطينية التي واجهت من المؤامرات ما يفوق الوصف ويندر إن لم ينعدم وجود ما يماثلها.
إن جرائم هذا الكيان الممنهجة لم تتوقف منذ خمسة وسبعين عاماً وهو كيان أثبت أنه لا يحتاج إلى مبررات أو أعذار للقيام بما يقوم به من جرائم فقد قام على الجريمة ويتغذى بالجريمة وينمو ويتوسع من خلال التفنن في ارتكاب أبشع الجرائم مستنداً إلى ما يسمى الشرعية الدولية التي تتلاعب بها أمريكا وحلفها الذي دأب على إعطاء المحتل حق الدفاع عن النفس وحرمان الواقع تحت الاحتلال من المقاومة، هذه حقائق لا يستطيع أحد إخفاءها مهما امتلك من أساليب التضليل والمغالطات أو نسج من الأكاذيب، ولا أعتقد أن المثل الشعبي اليمني القائل : (لكل حالة مقالة وكل دقة بَرَع) الموازي للمثل (لكل حادث حديث) لا أعتقد أنه يبعد عن أذهان أحرار فلسطين وفصائل مقاومتها، في مواجهة من يحاول الاصطياد في المياه الصهيونية العكرة وهم على وعي تام بأن كل من له رأي مخالف لما تم بعد عملية (طوفان الأقصى) التي اتخذت مبرراً للإبادة الجماعية المستمرة التي تتعرض لها غزة والفلسطينيون عموماً لا تسمح اليوم بمناقشة أهلية وجدوى من اتخذ قرار البدء بعملية الطوفان التي تعد جزءاً من حق المقاومة، وما ينبغي هو تركيز الجهود وتوجيهها باتجاه التصدي لكل هذه البشاعات، وبعد صد العدوان يمكن المناقشة الجادة لكيفية اتخاذ القرارات الاستراتيجية المتعلقة بالمقاومة وبرنامج التحرير والخروج من حالة الانقسام الفلسطيني والتطييف السياسي التي تخدم العدو الذي لا حدود لوحشيته أيما خدمة، وتساعده على تنفيذ مخططاته التوسعية الخطيرة، هذه دعوة لإنهاء حالات الانقسام والطائفية السياسية في فلسطين وكل الأقطار العربية والإسلامية التي تصب في مصب واحد فتجعل من هذه الأمة أضعف أمة أخرجت للناس.
ناطحات السحاب
تشيّد من جماجم شعب فلسطين
والشعوب التعيسة
تصنع كل العروش الكسيحة
وتملأ كل الكروش
من دماء أطفاله
ترتوي قاذفات الصواريخ الذكية
وتغفو على وجع الأمهات.