الاحتلال يعترف بأنه يتعامل لأول مرة مع تحدٍّ لا يعرفه منذ قيامه على مختلف المستويات

 

الاستخبارات البريطانية تصدم إسرائيل بشأن قوة حماس وتؤكد أن تدميرها بعيد المنال
دراسة.. قرار اجتياح غزة يسوده التردد وسط تحذيرات من أن تنتهي العملية كتجربة 2018م

الثورة / متابعة /محمد الجبري

لايزال الحديث عن نوايا دولة الاحتلال الإسرائيلي من اجتياح قطاع غزة يلقى صداه محدثاً ضوضاء في معظم القنوات العربية والغربية كأن تلك القنوات تقدم للعدو خدمة دعاية مجانية بعد أن أصبح ذلك الإعلام المساير لأجندات الاحتلال للأسف غير مدركة حقيقة الأمر من قدرة و استطاعة ذلك الكيان القذر من تنفيذ ما يحلم به فلا زالت هواجسه تراوده في كل لحظة من مساعيه الرامية لقيام اجتياح بري رغم أنها تعي صعوبة تنفيذه على أرض الواقع و تصريحات لمسؤولين غربيين من فشل هذا المخطط حيث فجرت الاستخبارات البريطانية، أمس الخميس، قنبلة جديدة بوجه الاحتلال الإسرائيلي حول حديث إسرائيل وأمريكا عن تدمير حماس عبر اجتياح قطاع غزة بأنه “مبالغ فيه” مؤكدا بأن تدمير الحركة “بعيد المنال”
الاستخبارات البريطانية
اعتبر الرئيس السابق للاستخبارات البريطانية وسفير بريطانيا السابق لدى الأمم المتحدة جون ساورز أن حديث إسرائيل وأمريكا عن تدمير حماس عبر اجتياح قطاع غزة “مبالغ فيه” مؤكدا بأن تدمير الحركة “بعيد المنال”.
ونصح ساورز في مقال نشرته صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية قادة الاحتلال الإسرائيلي بإدراك حقيقة أن لدى حماس قاعدة شعبية وجماهيرية كبيرة ودعم خارجي واسع خصوصا من إيران وأن على نتنياهو وحكومته التفكير بخطة لتحقيق الاستقرار في القطاع على المدى الطويل ومن العنف والتحول إلى صراع إقليمي.
وكشف ساروز أن هدف حماس من هجوم السابع من أكتوبر لفت الأنظار لقضيتها الأساسية والاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة بحق الفلسطينيين، مطالبا حكومة الاحتلال بمراجعة خياراتها بعناية لان حرب المدن ستكون صعبة ومعقدة مستشهدا بماريوبل الأوكرانية.
واستبعد ساورز تحقيق الاحتلال الإسرائيلي – الأمريكي للأهداف المعلنة بإغلاق غزة وحصارها، أو حتى إعادة احتلالها مقترحا تفويض مجلس الأمن بتشكيل إدارة ذاتية للقطاع تشرف عليها الأمم المتحدة.
حكومة الاحتلال
أوضح عضو حكومة الطوارئ للاحتلال الإسرائيلية بيني غانتس أن الاجتياح البري لقطاع غزة “هو مرحلة واحدة فقط من سلسلة مراحل قد تستغرق سنوات”.
وأكد غانتس أن “الجيش على الحدود الشمالية (مع لبنان) يهاجم بقوة بعد إخلاء المنطقة من السكان”، مشيرا إلى أن “دولة الاحتلال الإسرائيلية تتعامل مع تحدٍّ لا تعرفه منذ قيامها على المستويات العسكرية والسياسية والاجتماعية”.وأنه يتحمل مسؤولية فشل 7 أكتوبر وكل من شارك في قيادة دولة إسرائيل، لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يزيل المسؤولية عن نفسه، بما في ذلك أنا”.
وأضاف: “كنت أتولى مناصب أمنية وسياسية رئيسية في إسرائيل منذ أكثر من 20 عاما. ولا أعفي نفسي من المسؤولية لا عن أشياء حدثت ولا عن أشياء لم تحدث”، مشددا على “أننا سنواصل هذه الحملة، وسنفوز بها”.
واعتبر غانتس أن “دخول حكومة الطوارئ وتشكيل حكومة الحرب كان الخطوة الصحيحة لدولة إسرائيل وهذه الخطوة أثبتت نفسها بالفعل، في صنع القرار، في السلوك السياسي الأمني، في الرسالة الداخلية للمجتمع الإسرائيلي وفي الرسالة الخارجية إلى أعدائنا”.
وكان صرح نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي مساء الأربعاء الماضي إن “الجيش يستعد للهجوم البري على قطاع غزة”، لافتا إلى أنه “لن يكشف موعد الدخول البري لغزة ولن نشر الاعتبارات التي تحدد ذلك”.
وأكد أن “إعادة الأسرى والرهائن الإسرائيليين في قطاع غزة تشكل أحد أهداف للحرب الإسرائيلية على القطاع”، مبينا أن الهدف الذي حددته حكومته للحرب على غزة، يتمثل بـ”القضاء على حركة حماس وقتل جميع عناصرها”.
وأضاف: “جميع أعضاء الحركة “تحت الأرض أو فوقها، محكوم عليهم بالموت”، لافتا إلى أنه “سيتعين على الجميع تقديم إجابات حول الفشل الأمني في غلاف غزة، بما في ذلك أنا، لكن بعد الحرب”.
إلى ذلك اعتبرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أنه أمام حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خياران كلاهما صعب، على خلفية الوضع في قطاع غزة.
وأفادت الصحيفة بأنه “أمام نتنياهو إما صفقة تنقذ الأسرى والرهائن، أو عملية انتقامية برية في غزة تحقق الأهداف العسكرية للحرب، ولا يمكن ممارستها في نفس الوقت”، مشيرة إلى أنه “سيتعين على المستوى السياسي أن يقرر بأسرع ما يمكن إلى أين يتجه، قبل أن ينفد الوقت”.
مركز الدراسات المصرية
أكدت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن تهدد إسرائيل باجتياح برى لقطاع غزة منذ بداية عمليات “طوفان الأقصى” أى قبل نحو 3 أسابيع، يكن أجواءه التردد في تنفيذ هذا القرار كما يبدو من تأجيله مرات عدة، وسط تحذيرات من أن تنتهى العملية كما انتهت تجربة عام 2018، أن أحد الأسباب اللوجستية لتأجيل الاحتلال سيناريو الهجوم برًا هو فشلها في تقديم خطة تسليح كاملة ونهائية لـ360 ألف مجند احتياطي إسرائيلي، بل خرجت الدعوات المجتمعية للتبرع للجيش الإسرائيلي من أجل شراء المؤن واحتياجات المعيشة للمجندين.
ولفتت الدراسة التي جاءت تحت عنوان ” تأجيل المضطر: حسابات سيناريو الاجتياح لقطاع غزة”، يفسر هذا التحليل تصريح الرئيس الأمريكي بعد الانتهاء من زيارته إلى إسرائيل مؤخرًا بأنه سيبدأ في إقناع الكونجرس بتخصيص تمويل يبلغ 14 مليار دولار أمريكي لإسرائيل، لتعزيز الذخيرة الخاصة بالقبة الحديدية، ومخزون الذخيرة التي ستُستخدم في سيناريو الاجتياح.
وتأتى العوامل السياسية – الاقتصادية على رأس الأسباب، من بينها وجود خلاف في وجهات النظر بين رئيس الحكومة الإسرائيلية “نتنياهو” ووزير دفاعه “يؤاف جالانت” حول قواعد التعامل العسكري الإسرائيلي مع غزة.
إذ يرغب الأخير في الامتثال لقواعد القانون الدولي والنزول إلى الضغط الأمريكي، فيما يدفع نتنياهو حسابات سياسية أيديولوجية عنيفة ترغب فى التعامل الخشن مع أهل قطاع غزة دون النظر إلى التكاليف.
فضلا عن غياب عن إسرائيل مخطط واضح لكيف سيكون شكل قطاع غزة بعد سيناريو إسقاط الفصائل، بالإضافة إلى أن الحرب استنزفت مليارات الشيكلات من الاقتصاد الإسرائيلي، إذ وصلت قيمة الدولار ما يزيد على 5 شيكل إسرائيلي. وخصص البنك المركزي 30 مليار دولار من الاحتياطي لدعم الشيكل أمام الدولار. بالإضافة إلى هروب 60% من الاستثمارات الأجنبية المهمة من إسرائيل.
كما كشفت التقديرات الأولية للأجهزة الأمنية الإسرائيلية أن الفصائل تخطط لضرب أهداف بحرية في منطقة حقول الغاز الإسرائيلية، وأخيرا الضغط المجتمعي الإسرائيلي باسترداد الأسرى المدنيين في يد الفصائل عبر تشكيل جماعات ضغط تقابل رئيس إسرائيل وبعض أعضاء الكنيست.
وهناك أولوية للعمليات الخاصة في الوقت الحالي، حيث خصصت الولايات المتحدة مع إسرائيل أولوية أولى للفرق العسكرية المتخصصة في اجتياح المدن وتحرير الرهائن، تعمل هذه الفرق بالتوازي مع الكشف عن أماكن وجود الرهائن على خريطة الأنفاق التابعة للفصائل، كما يمنح وجود الفرق الأمريكية لإسرائيل منطقًا ومبررًا لأهمية سيناريو الاجتياح البري في حال فشل سيناريو تحرير الرهائن.
ومن بين التداعيات التي أجلت العملية، هو سيناريو “المقاومة الشعبية”، حيث اتفقت الأجهزة الأمنية الاستخباراتية على خطر الأنفاق والمقاومة الشعبية” التي قد تلاحق المجندين الإسرائيليين وتزيد من احتمالات الخطف أو الخسائر.
وبخلاف ذلك فهناك سيناريو الحرب المتعددة، فمن المحتمل أن تندلع حرب متعددة الجبهات في حال وقوع سيناريو الاجتياح، ستكون الضفة، وجنوب لبنان، وجنوب سوريا، والداخل الإسرائيلي.
وتختتم الدراسة بالتشكيك في الدعم الأمريكي غير المحدود، قائلة: “بعد انتهاء زيارة جو بادين إلى إسرائيل نفت واشنطن التقارير الإسرائيلية القائلة بدعم الولايات المتحدة غير المحدود لإسرائيل في حال انضمام حزب الله إلى الحرب، وهو ما قد يقيد إسرائيل تجاه استفزاز حزب الله وجرها إلى حرب مباشرة، بل تظل في إطار المناوشات المحدودة”.
وتشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ أكثر من أسبوعين تبادلا متقطعا لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي، و”حزب الله” وفصائل فلسطينية، منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها “حماس” في 7 أكتوبر.
ويتواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة حيث أسفر عن مقتل أكثر من 6600 فلسطيني وإصابة حوالي 18000 آخرين.
أما على الجانب الإسرائيلي، فقد قتل ما يزيد عن 1400 شخص بينهم 308 عسكريين، فيما بلغ عدد الجرحى أكثر من 5 آلاف، والأسرى لدى “حماس” 222.

قد يعجبك ايضا