مدير الإصلاحية المركزية بصنعاء العميد المحجري: نعاني من صعوبات عديدة أبرزها الجانب الأمني والازدحام

◄ التغذية سيئة والمؤسسة الاقتصادية لم تف بالتزاماتها وبنود الاتفاقية

◄ السجن صمم في السبعينيات لـ1200 شخص ويستوعب الآن 2500 شخص

طالب مدير عام الإصلاحية المركزية بصنعاء العميد صيفان المحجري الحكومة بتنفيذ ما وجه به رئيس الجمهورية خلال المؤتمر الثاني والعشرين لقيادة وزارة الداخلية بشأن مصلحة السجون وفروعها لما سيحقق تنفيذ تلك التوجيهات من تحسين لأوضاع الإصلاحيات والنزلاء فيها..

● وتحدث العميد المحجري خلال هذا اللقاء الذي أجريناه معه عن الصعوبات والمعوقات التي تعاني منها الإصلاحية والسجناء عموما في صنعاء وبقية المحافظات والتي أبرزها ارتفاع عدد النزلاء عن القدرة الاستيعابية المقدرة للإصلاحية وكذا سوء التغذية وعدم تنوعها.. تفاصيل أكثر في محتوى هذا اللقاء
* لو تحدثنا في البداية عن أبرز مهامكم للمرحلة القادمة..¿
ـ يعتبر الجانب الأمني في المرحلة الحالية والقادمة من أبرز مهامنا وأولوياتنا خاصة بعد الحادث الإرهابي الذي أستهدف الإصلاحية ونتج عنه خسائر بشرية ومادية هائلة.. ومن بعد ذلك يأتي عملية التأهيل والإصلاح للسجناء.. ونحن هنا نأمل بأن ذلك التأهيل يسهم بشكل كبير في إعادة تأهيل وإصلاح النزلاء وتوجيههم وإعادتهم إلى المجتمع وهم أناس صالحون وفاعلون ومستقيمون في المجتمع.
* لا شك أن إدارة الإصلاحية ستنفذ إجراءات أمنية احترازية بعد الحادث الإرهابي.. هل لنا أن نعرف بعض تلك الإجراءات..¿
نحن خلال الأيام الماضية أعدينا تقريراٍ شاملاٍ للجانب الأمني بالنسبة للإصلاحية وتم رفعه إلى رئاسة مصلحة التأهيل والتدريب (السجون سابقاٍ).. من أهم ما ورد في التقرير إعادة إصلاح كاميرات المراقبة التالفة وتوفير أخرى جديدة في الأماكن التي تفتقر للكاميرات المراقبة.. بالإضافة إلى توفير تعزيزات أمنية إضافة لما هو موجود.. وطالبنا أيضاٍ في التقرير بتوفير بوابات إلكترونية وأجهزة يدوية حديثة للتفتيش..
ونأمل أن يكون التجاوب والتفاعل من قبل الجهات المعنية سريعاٍ ويتم ترجمة ما رفع في التقرير على أرض الواقع.
* هل عنابر الإصلاحية كافية لعدد السجناء..¿
ـ الإصلاحية أنشأت عام 1976م.. والسعة الاستيعابية المحدد لها من ألف إلى ألف ومائتي نزيل.. والآن هي تحوي ما يقارب 2500 سجين, بمعنى ضعف العدد المحدد.. وهذا مما لا شك فيه يؤثر على التصنيف القانوني وإعادة التأهيل والتدريب والإصلاح..
وهنا أود أن أشير إلى أن بناء الإصلاحية وأماكن الحراسة فيها ليست مناسبة للوضع الراهن فهي تعتبر قديمة وتم تجهيزها في وقت كانت الأوضاع الأمنية فيه مختلفة عما هي عليه حالياٍ.. فالجريمة أصبحت جريمة دولية ومنظمة وبطرق حديثة وأساليب جديدة وأدوات متطورة.. وهذا يتطلب استحداثات أمنية جديدة ومساوية وأكثر دقه..mولو دققنا النظر إلى السجون التي تنشأ في الوقت الراهن سنجدها حسب مواصفات حديثة ومختلفة وبعيدة عن سجون السبعينيات.
* ما هي خطتكم لتطوير وتحديث الإصلاحية.. ¿
ـ يقتصر عملنا على وضع مقترحات ورفعها لرئاسة المصلحة وهي بدورها تقوم برفعها إلى وزارة الداخلية.. ونحن رفعنا خطة لإعادة تصميم جدران السجن.. وتوفير الأجهزة الإلكترونية الحديثة.. ونحن الآن في إطار إعداد خطة خاصة بتطوير وتحديث طرق وأساليب التأهيل والتدريب والإصلاح.
* ماذا عن التأهيل والتدريب .. وهل تأثر هذا الجانب من الحادث الإرهابي¿
ـ لدينا الآن خطة جارية لعملية التأهيل والتدريب.. لكن الحادث الإرهابي أثر عليها سلباٍ وعلى سير عملية الإصلاح والتأهيل, وبدأنا خلال الأيام الماضية نعيد تشغيل عجلة الإصلاح إلى مسارها الصحيح.. لكننا لم نصل إلى حد الآن إلى ما نسعى ونصبوا إليه في قضية التأهيل والإصلاح لأن المؤمل في التأهيل غير الواقع.. إذ أننا نطمح إلى أن عملية التأهيل تشمل كل السجناء وأن يلتحقوا جميعهم في مختلف الدورات التدريبية سواء في مجال المعامل أو الكمبيوتر أو تعلم اللغة الإنجليزية أو إصلاح الأدوات المنزلية أو الأجهزة التلفونية.. لكن الإمكانات المتوفرة لدينا ضئيلة جداٍ وهذا ما جعل العدد محدود.. وأنا هنا أناشد بتوفير الإمكانات الكافية من الجهات ذات العلاقة ومنظمات المجتمع المدني حتى يكون لدينا برنامج تأهيلي ناجح وشامل.
* ماذا عن التغذية في الإصلاحية كيف تتم ¿
ـ منذ أن تعينت عملت على تحسين مستوى التغذية من جانب طباختها وتقديمها للنزلاء فور طباختها حتى يكون للسجين قابلية في تناولها.. ونتمنى أن تتنوع التغذية كونها نمطية وتتكرر بشكل مستمر.. كما أننا نعاني من إشكالية مع المؤسسة الاقتصادية كونها من توفر التغذية للإصلاحية, إذ أنها في بعض الأوقات تنزل بعض المواد وهي غير جيدة وبثمن المواد الممتازة.. وهنا أتمنى وأناشد المؤسسة الاقتصادية مراعاة النزلاء في توفير المواد الغذائية بالمواصفات التي تضمنتها عقود الاتفاق بينها وبين وزارة الداخلية ممثلة بمصلحة التأهيل والتدريب.
كما أن هناك آلية واستمارات تحدد استحقاق كل سجين.. وهناك لجنة من المصلحة والإصلاحية تشرف على الوجبات بشكل يومي ودوري وخلال كل وجبه غذائية.
* ماذا عن الصعوبات التي تواجهكم¿
ـ الصعوبات والمعوقات كثيرة… أبرزها الازدحام الذي تشهده الإصلاحية بالنزلاء وقلة الإمكانات سواء كانت في الجانب الصحي أو التغذية أو في العربات التي تنقل النزلاء إلى المحاكم والنيابات وكذا في التأهيل والتدريب.. هي كثيرة بالفعل ونحن وبالتعاون مع المصلحة نسعى إلى حلها بكل الطرق والوسائل المتاحة لنا..
لكني هنا ومن خلال صحيفة الثورة أناشد الحكومة بتنفيذ ما وجه به رئيس الجمهورية خلال المؤتمر الثاني والعشرين لقيادة وزارة الداخلية بالاهتمام بمصلحة السجون وفروعها إلا أننا لم نلمس أي اهتمام حتى الآن .

قد يعجبك ايضا