لقاء / صقر الصنيدي –
ارتضينا بالأقاليم … حــفــاظــا عــلــى الـــوحـــدة
قبل إعلان الوحدة بعقود كانت الأحزاب القومية الناشئة في شطري اليمن لاتعترف بالجغرافيا ولا تؤمن بالحدود الفاصلة بين شعب واحد ويحسب لها تقريب وجهات النظر الذي كان محصورا بين كوادرها .
الأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوي الناصري محمد مسعد الرداعي يتحدث عن هذا الدور الهام للقوميين الذين ما زال حلمهم في أمة عربية واحدة قائما رغم مرور وقت طويل من عمره لكنه من وجهة نظرهم يزيد من أهميته وحاجتنا إليه .
* يختلف كل طرف في فلسفته لتحديد اللحظة التي أصبحت الوحدة اليمنية فيها ضرورة فمتى كانت بالنسبة لكم ¿
– عندما اكتمل نضال الشعب اليمني وقدم التضحيات لأجل تحقيقها ,وعندما أصبحت مطلباٍ ومصلحة للجميع وهدفاٍ لتقدم اليمنيين وأنهى خلافاتهم الشطرية التي كانت موجودة .
* ومتى تم تهديد بقائها ¿
– عندما حدث سوء إدارة لها فوصلت إلى ما هو أسوأ من تمزيق النسيج الاجتماعي بدليل أن الآمال التي كانت مطلوبة منها لم تتحقق وشعر الناس بذلك .
حدوث التغيير
* هل يوجد أي تغيير في وضع الوحدة خاصة ما أعقب ثورة الشباب ¿
ونحن اليوم في إطار وضع جديد أعقب خروج الشعب لاستعادة حقوقه ووحد صفوفه في 11 فبراير 2011م بحيث أن اليمنيين كلهم رغم خلافاتهم وتمزق نسيجهم الاجتماعي اتفقوا على المطالبة بإقامة الدولة اليمنية الحديثة دولة الشراكة والحقوق في الثروة والسلطة .
جاء الحوار الوطني الذي وصل إلى مخرجات وقرارات هي في طريقها نحو صياغة العقد الاجتماعي الجديد ” الدستور ” الذي أتى ليثور على المركزية وجاء ليحقق التوزيع العادل للسلطة والثروة .
الناس هم الضامن
* يريد الناس ضمانات تؤكد لهم الالتزام من جميع الأطراف فمن هو الضامن ¿
الناس بوجودهم هم الضامنون لتنفيذ هذه المخرجات وتنفيذ هذه الآمال .
أفضل ما حققه الربيع
* ولكن الوضع قد لا يسمح بالسير نحو أي إنجاز ¿
مقارنة بما حصل في دول الربيع العربي اعتقد أن اليمنيين كانوا بمستوى الحكمة اليمنية وبحوارهم حققوا التجربة الوحيدة الناجحة في إطار دول الربيع العربي .
في سبيل الحفاظ عليها
* تم الاتفاق على نظام الأقاليم ألا يتنافى هذا مع قناعاتكم كحزب يدعو لوحدة أكبر ¿
أنا كوحدوي اعتبر أن الأقاليم هي تراجع عن قضية الوحدة لكن في سبيل الحفاظ على الوحدة مما وصلت إليه من تمزيق للنسيج الاجتماعي التي أثرت فيه حرب 94 وغيرها من الصراعات الممولة وجميعها تهدف لتنفيذ سياسة فرق تسد – فمن أجل إعادة الثقة التي زعزعت والتي مع فقدانها أصبح الناس يطالبون بفك الارتباط مع أن هذه الوحدة لم تفرضها الأنظمة بل الشعب في الشمال والجنوب في الفترات السابقة .
الآن نقول بالأقاليم من أجل سلامتها لإعادة الثقة وليشعر الناس بالسير نحو المستقبل فهناك العديد من القضايا لم تستكمل والتي كانت مهمة للتهيئة للحوار ولتنفيذ مخرجاته وتحديدا ما يخص النقاط العشرين وكثير من القضايا لم تسو وتواجه الدولة مشاكل جديدة كنشاط الجماعة الإرهابية القاعدة ونشاط القوى المتخلفة التي تآمرت على مشروع الوحدة في 11 أكتوبر1977م هي ذاتها القوى التي ما زالت موجودة ومتنفذة والتي لا تعيش إلا أن يظل اليمنيون في صراعات وثأرات .
ضمانات أخرى
* بالإضافة إلى الناس هل هناك ضمانات أخرى ¿
اعتقد أن العقد الاجتماعي ومعالجات القضية الجنوبية هي ضامن للوحدة وضامن لكل اليمنيين أن يبنوا دولتهم المدنية الحديثة دولة الشراكة والديمقراطية دولة المجتمع المدني .
دور الحمدي
* دائما تتحدثون عن جهود الرئيس إبراهيم الحمدي للوصول إلى وحدة البلاد ما هي تلك الجهود ¿
كانت الوحدة ستحقق كمشروع نهضوي حضاري في 14 أكتوبر 1977م ولولا التآمر الدولي في ظل القطبين على أساس تصفية هذا المشروع وعدم تحققه وتحديدا الدور الإقليميفتم استهداف إبراهيم الحمدي وقيادة حركة 13يونيو في 11 اكتوبر1977 قبلها بعدها بيومين فقط كان من المقرر وصول الحمدي إلى عدن لإعلان الوحدة في ذكرى 14 أكتوبر ولم يمض وقت طويل حتى تم استهداف الرئيس سالم ربيع علي في 26يونيو1978 ليضرب هذا المشروع نهائيا ويتم التأكد من القضاء على أحلام وطموحات اثنين من أبرز زعماء اليمن بشطريه وذلك لأنهما كانا يمثلان توجهاٍ واحداٍ وهو الانتماء إلى الشريحة الوسطى ولهما رؤى وحدوية وطنية واضحة المعالم والأهداف .
ومنذ تلك اللحظة واليمنيون يخسرون أبناءهم وجيشهم الذي توزع وأصبح خاصاٍ بحماية وتبعية أفراد وليس وطناٍ وهو ما أفقد الدولة قوتها وهيبتها وتراجع وجودها في عدد من المحافظات في لحظات متفرقة من تاريخها الحديث .
وصولا إلى العمل السياسي الذي كان مبادئ وقيماٍ تم تحويله إلى منافع ومصالح وحدث تضليل للكثير مما كان على اليمنيين أن يعرفوه وسوف يعرفوه .
مراحل قادمة
* ما الذي تحمله لنا المراحل القادمة ¿
– المرحلة القادمة هي مرحلة شراكة وتكاتف اليمنيين وإعادة البناء والولاء للوطن والتأسيس للدولة .
العامل الخارجي
* العامل الخارجي هل ما زال هذا التأثير قائما إلى اليوم ¿
– دول كثيرة كانت في السابق لاتريد لنا الوحدة الآن اعتقد أن كل دولة مشغولة بنفسها ولديها هواجسها المحلية وهو ما يجعل فرصة اليمنيين كبيرة في النجاح من إعادة تشابك أيديهم وينفذون مخرجات الحوار الذي اتفقوا حولها ويقيمون الدولة المدنية الحديثة المبنية على العدل الاجتماعي .
دستور الوحدة
* سبق وخصصت لجاناٍ لصياغة الدستور خاصة ماسبق إعلان الوحدة وما زلنا نتحدث عن دستور لا يلبي التطلعات ¿
– أتمنى أن تعي القوى السياسية أننا وقعنا في أخطاء كثيرة فيما يتعلق بجوانب تمس الوحدة كان هناك إفراغ لعملية صياغة الدستور وهو ما نريده أن لايتكرر وأنا من المتخوفين في موضوع تنفيذ المخرجات وسير عمل لجنة الصياغة للدستور لأنه بقدر ماتم التحاور وانتزاع قرارات في مصلحة اليمن يجب أن لا يفرغ هذا بعملية التسويف لتنفيذ المخرجات وصياغة الدستور وإنجازه .
لأنه مثلما أفرغت القضايا في عهد النظام السابق أخشى أن يكون هناك من لم يتعلموا الدرس ويفرطوا في إخراج دستور يلبي التطلعات .
واثبت اليمنيون أنهم قوى حريصة تنظر إلى المستقبل وبالتالي كانت كل القوى حريصة نتمنى أن تكون صياغة الدستور والأداء الحكومي وأداء رئيس الجمهورية جميعها هادفة إلى أن تكمل مثل هذا الجانب وأن لا نراهن على الخارج لأن الرهان على الخارج هو سبب مشاكلنا وعلينا أن نكون جادين في حل مشاكلنا بأنفسنا .
كنا متحدين قبل الوحدة
* ما الذي فعله الناصريون للوصول إلى 22 مايو ¿
– كنا موحدين في الشمال والجنوب منذ تأسس الوحدوي الناصري في 1965م ولم يكن هناك تنظيمان بل تنظيم واحد لعب دوراٍ كبيراٍ في تقريب وجهات النظر وتذليل المخاوف التي كانت موجودة لدى البعض .
وعملنا هذا يأتي ضمن قناعاتنا في الوصول إلى امة عربية واحده حتى قضية الأقاليم أخذناها على مرارة .
وحدة عربية
* هل معنى هذا أنكم ما تزالون متمسكين بمبدأ أمة عربية واحدة¿
– إذا تمكنت الدول الأوروبية من التوحد رغم الاختلافات الثقافية والفكرية بينها فما بالك بحالنا ونحن لدينا هويتنا الواحدة وتاريخنا الواحد – المستقبل هو في وحدتنا نحن العرب غير مستفيدين من ثرواتنا التي يستحوذ عليها غيرنا وتذهب مقدراتنا إلى أماكن أخرى رغم احتياجنا إليها والسبب هو تفرقنا وبقاء كل واحد منا في كيانه الخاص .
رؤية اقتصادية
* قد يصلح ما تقوله لوحدة سياسية خالصة ويتم إهمال الجانب الاقتصادي الذي يقف عائقاٍ.. فهل تمتلكون رؤية بهذا الشأن ¿
– لدينا رؤية اقتصادية في برنامجنا السياسي يوضح هذا نحن نطور في برنامجنا السياسي ونخضعه للتطوير ومع تطويره يخضع الجانب الاقتصادي للتحديث .
وببساطة رؤيتنا تنظر إلى أمر هام وهو التكامل الاقتصادي بين الأعضاء ” الدول ” فهناك ثروة لدى البعض ولكن ليس لديهم أيدي عاملة وتضطر إلى استقدامها من دول أخرى وتذهب الفائدة لتطوير أماكن بعيدة بينما تزداد الفجوة الاقتصادية بين الجيران.
الآخرون سبب مشاكلنا
* من يستطيع أن يتحد معك ويشاركك في مشاكلك المعقدة ¿
– ليست لدينا مشاكل.. مشكلتنا أن الآخرين لا يريدوا أن يتركوا لنا حالنا ويتسببوا في تهيئة بيئة للمشكلات المستوردة .
* القبيلة ليست مستوردة مثلا فهل نريد تصديرها من خلال وحدة أوسع مع من تخلصوا منها ¿
– اعتقد أن القبيلة لها جانبان سلبي وإيجابي هناك من يريد أن يبقى على الجانب السلبي فقط تلك القوى هي التي لا تريد إقامة مدرسة لكنها تريد أخذ المستخلص لهذه المدرسة التي لا تقام وهي القوى التي تحرص على إبقاء القبيلة بوضع سلبي ولا تقدم لها أي نوع من التطوير وتحرص على وسمها بصفات سيئة دائما .