الصحفية الفلسطينية سما حسن: نعيش حياة الجحيم بكل تفاصيلها ونصارع في جنوب غزة مرارة النزوح والبحث عن الطعام والشراب
الأسرة/ زهور السعيدي
كل دقيقة وكل لحظة تمر على أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، منذ 15 يوما من الإجرام الصهيوني تحمل في ثناياها المزيد من الضحايا المدنيين وخصوصا في أوساط النساء والأطفال.
ارتقى الآلاف من صغار ونساء فلسطين شهداء وجرحى جراء العدوان المتواصل منذ يوم السابع من أكتوبر بدم بارد وبجرائم ممنهجة ومتعمدة، آخرها مذبحة المستشفى المعمداني التي ذهب ضحيتها 500شهيد و600 إصابة اغلبهم نساء وأطفال فقد كانت هذه الفئة الاجتماعية -الأكثر ضعفا- الهدف الأول لآلة القتل الصهيونية منذ عقود والذي كشر عن أنيابه خلال عدوانه الحالي ليوقع أكبر قدر من القتلى منها.
الأعداد المهولة للضحايا من أطفال ونساء فلسطين في غزة ليس كما قد يعتقد أو يتصور البعض بأنه ناجم عن أخطاء عسكرية واردة في الحرب أو أضرار جانبية لغارات الطيران الحربي وسوء تقدير بل هو كما يقول خبراء ومحللون سياسيون عمل مدروس وممنهج إلى درجة كبيرة، فالطفل الفلسطيني في نظر قادة كيان الاحتلال هو مشروع مجاهد ومقاوم لوجوده وان المرأة الفلسطينية المحمية وفقا لكل القوانين الإنسانية والدولية هي من وجهة نظر الصهاينة مدرسة لتعليم الأجيال مبادئ وقيم الجهاد والتضحية، وبالتالي فالتخلص منهم بالقتل والتصفية الجسدية عمل مشروع وإجراء مستحب في عرف الكيان الإجرامي.
وفي السياق تقول الصحفية الفلسطينية سما حسن لـ”الأسرة” إن أكثر الضحايا من النساء والأطفال.. وانه بعد قصف المنطقة التي كانت تعيش فيها، من تبقى من الأطفال والنساء قام بالبحث عن أي سبيل للنجاة.
وتضيف: “عشنا أكثر من 100 شخص في شقة صغيرة وبالنسبة للأكل والماء اللي قدرت احصل عليه تحت يدي أوزعه الصباح لكل واحد ساندوتش، مثلا: كل أم وولادها حصتها لتر ماء طوال النهار، الحمام بالدور مع تقنين ماء الحمام”.
وتابعت: “استطعت شراء ورق وكاسات كرتون لأنه لا يوجد ما نغسل به عندنا نصف أنبوبة غاز وبعدها تغلق الأنبوبة وتتم تغطيتها ببطانية منعا لاحتراقها بسبب الغارات”.
وتابعت : “ثم نزحنا بعد ذلك، لقد كنا في شمال غزة نصارع الموت الآن في جنوب غزة وبعد النزوح والتهجير صرنا نصارع الموت ولقمة العيش وشربة الماء لقد وقعنا في المصيدة، وقعنا فيها بكل معنى الكلمة، أحكموا علينا الحصار بعد النزوح منذ الصباح نجري من اجل رغيف وشربة ماء”.
أهداف الاحتلال الصهيوني
ويقول الباحث مراد عبدالله وهو اختصاصي علم النفس الاجتماعي ان جرائم الاحتلال الصهيوني بحق النساء والأطفال في قطاع غزة ليس جديدا فقد ظلت هذه الفئة الاجتماعية هدفا مشروعا لآلة القتل الإسرائيلية طوال مراحل الصراع المستمر منذ عقود طويلة.. ويضيف الباحث عبدالله في حديثه لـ”الاسرة ” ان الدعم اللا محدود من قبل أمريكا وبلدان الغرب لكيان الاحتلال عموما وتغاضيها عن المجازر بحق الأطفال والنساء في قطاع غزة وعموم الأراضي الفلسطينية المغتصبة، شجع كيان الاحتلال على التمادي في جرائمه الممنهجة ضد نساء وأطفال فلسطين.
إبادة جماعية للأحياء والعائلات
المشاهد والصور التي تناقتلها وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية للدمار الشامل في مدن ومناطق قطاع غزة، بما فيها مدينتا رفح وخانيونس جنوب غزة “التي يزعم الكيان أنها آمنة ويحاول دفع العائلات الفلسطينية صوبها في أكبر عملية تهجير قسري، تكشف مدى إجرام وكذب وخداع دولة الاحتلال، حيث كثفت من غاراتها على مناطق الجنوب بذات المستوى من الوحشية في غاراتها على شمال القطاع ان لم يكن اشد ضراوة وبطشا لتؤكد مجددا الاستهداف المتعمد للعائلات الفلسطينية حيثما وطأت أقدامها.
وتقول وزارة الصحة الفلسطينية في غزة : إن آلة الحرب الإسرائيلية أبادت عائلات بأكملها في غارات الساعات الأخيرة، ودمرت مربعات سكنية بشكل كامل.
وتحت أنقاض المباني المدمرة، تحكي صيحات الآباء الباحثين عن أبنائهم العالقين، تحت الأنقاض والتي تتناقلها ومواقع التواصل الاجتماعي حجم معاناة سكان وسط وجنوب قطاع غزة وهي التي يزعم الكيان انها غير مستهدفة، لكنها شهدت جرائم إبادة عائلات بأكملها، ناهيك عن الفظائع في مدن شمال القطاع التي استباح العدو بيوتها وأحياءها ومستشفياتها وكل شيء فيها، لتأتي جريمة استهداف مستشفى المعمداني الأهلي التي كان غالبية ضحاياها من النساء والأطفال، كما هي عادة الكيان مع هذه الشريحة الاجتماعية .
دمار واسع
مشاهد الدمار ورائحة الدماء وأنين الآباء الباحثين عن أطفالهم تحت الركام والأنقاض، باتت روتينية ومألوفة في كل مناطق ومدن القطاع المحاصر، كما تمعن دولة الاحتلال في حصارها الخانق، فمنعت الماء والغذاء والدواء وكل أساسيات الحياة عن المدنيين واستهدفت المشافي والتاريخ الحديث ضحاياه الأبرز هم من نساء وأطفال فلسطين.