برغم المعوقات.. طوفان يجتاح مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات مساندة للمقاومة الفلسطينية

 

ظهر جلياً للمواطن العربي انحياز كبرى وسائل التواصل الاجتماعي للكيان الصهيوني ولعدوانه الغاشم على الشعب الفلسطيني، من خلال منع نشر أي محتوى يتعلق بما يجري في قطاع غزة من منظور يناهض الاحتلال الصهيوني وروايته التي توصم الفلسطيني بالإرهاب، كما قيد الوصول للمحتوى الذي ينشره أهالي القطاع أو غيرهم من المتعاطفين مع القضية الفلسطينية.
الثورة / هاشم السريحي

وتزامنا مع العدوان الإسرائيلي، تواصل مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وإنستجرام، التابعين لشركة «ميتا» ومالكها مارك زوكربيرج، التضييق على ملايين المستخدمين، حيث تُحظر الحسابات المتفاعلة مع القضية الفلسطينية وتُغلق الصفحات، وهو ما ندد به بعض المستخدمين والناشطين العرب.
تضييقات فيسبوك لم تتوقف على المستخدمين فقط، فقد نددت شبكات إخبارية فلسطينية بـ»انحياز» شركة ميتا الكامل لحكومة الاحتلال الإسرائيلية، واستمرارها في استهداف المحتوى الفلسطيني وتقييد وصوله، وبلغ ذروة ذلك بحذف صفحة «شبكة قدس الإخبارية» على فيسبوك، والتي تعتبر أكبر صفحة إخبارية فلسطينية وتضم 10 ملايين متابع وتعمل باللغتين العربية والإنجليزية منذ ما يزيد عن 10 أعوام على مختلف منصات التواصل الاجتماعي.
لكن برغم هذا التضييق فقد سعى المواطن العربي للمساهمة في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة التي تدافع عن مقدسات الأمة العربية والإسلامية، من خلال نشر أخبار المقاومة الفلسطينية وانتصاراتها عبر هاشتاقات #طوفان الأقصى و #غزة_الآن وغيرها من الهاشتاقات.
نشر عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد علي الحوثي، على منصة إكس، منشوراً يتحدث فيه عن انتصارين سياسيين أحرزتهما عملية طوفان الأقصى حتى الآن، من خلال: «دعوة نتنياهو لتشكيل حكومة مصغرة، استباقا قبل الإطاحة بها بعزل أو إرغام حكومته على التنحي بعد الهزيمة المدوية التي مني بها الكيان بالعملية. لذلك فإن دعوة نتنياهو تعتبر أحد صور النصر لما ستؤول إليه الوضعية التي حاول السبق والقفز منها وصدق الله القائل «والله مخرج ما كنتم تكتمون»، أما النصر السياسي الثاني الذي أحرزته عملية طوفان الأقصى حتى الآن، فهو ما أظهره خطاب بايدن المأزوم الذي كشف الوجه القبيح لأمريكا بصورة فجة وفاضحة. والذي ارتكب من خلاله مجزرة عظمى ضد القيم والأخلاق والعدل، محطّما به يافطات وشعارات أمريكا التي لطالما رفعها الأمريكان تستراً بها لإخفاء وجهها القبيح.
إن كشف الوجه الحقيقي لأمريكا هو أحد انتصارات حماس والفصائل المشاركة معها في هذه العملية المباركة، فقد كان خطاب بايدن نتيجة طبيعية للشعور بالصدمة والإحباط، وعكس ذهوله وفريقه من هول هزيمة إسرائيل وسقوط ترسانة التسليح الأمريكية في كل المجالات العسكرية والإلكترونية والأمنية لدى الكيان».
بدوره كتب الناطق باسم أنصار الله، محمد عبدالسلام، على منصة إكس: « إسرائيل كيان عاجز عن خوض معارك اشتباك والتحام فتعمد إلى الدموية لتغطية ذلك العجز البنيوي ما يجعلها دوما في حاجة للدعم الأمريكي، وهذا الدعم الأمريكي شراكة كاملة في ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني، ومردود على أمريكا ما تصف به الآخرين بالداعشية التي هي نسخة عدوانية مصنعة أمريكيا باعتراف الرئيس الأمريكي السابق ترمب ومحدًثة عن حالة عدوانية سابقة لها تسمى إسرائيل.
ما قامت به حركات المقاومة يوم السبت -السابع من أكتوبر- دفاع عن النفس بشن هجوم على مواقع عسكرية صهيونية تحتل الأرض، واستخدام القوة لتحرير الأرض حق مكفول في كل الشرائع». مضيفاً: «أما الإبادة الجماعية وقتل الأطفال والنساء والأبرياء وتدمير المنازل والأحياء السكنية فهي أعمال أمريكية إسرائيلية داعشية، ولن تستطيع أمريكا أن تضلل العالم بتشويه صورة حركات المقاومة الناصعة بأعمالها القتالية الملتزمة فيها بأخلاق المقاتل المسلم والمناضل الشريف الساعي نحو الحرية والكرامة. والتهجير لن يكون هذه المرة إلا من نصيب من جاءوا من أصقاع الأرض، ومن جنسيات متعددة، وعليهم أن يعودوا من حيث جاءوا، أما أبناء غزة فهم في أرضهم ويقاتلون لاسترداد كامل أرض فلسطين المحتلة».
وفي نفس السياق نشر عضو الجهاد الإسلامي، خالد مشعل، على منصة إكس: «الله أكبر يا أهل غزة.. لم نكرر خطأ أجدادنا.. الله أكبر.. وسائل إعلام دولية تؤكد بأن أهل غزة أفشلوا مخططاً كبيراً كان قد تم إبرامه بين دول كبرى لتهجير أهل غزة، وبرفض سكان غزة النزوح والخروج من منازلهم يصبح المشروع الذي دفعت له دول عظمى مليارات فاشلاً».
من جهته، قال المعلق الرياضي العماني، خليل البلوشي في منشور له على منصة إكس: « هذه المرة المعركة مختلفة تماماً، المعركة هي معركة وعي معركة تزييف الحقائق، هم يسخرون كل إمكانياتهم لنقل صورة مغالطة عن ما يدور في أرض الواقع، يسلطون أقلامهم ويستأجرون مؤثرين العالم لتلميع صورتهم وتشويه صورة المقاومة، لذلك اليوم نحن بحاجة للكلمة أكثر من المال وجمع التبرعات، بحاجة لكلمة حق ونقل الصورة كما هي، معركتنا هذه المرة معركة كلمة وصوت، صورة ومنشور، فيديو وبوست».
أما شيرين عرفة فكتبت: (فجأة اكتشفنا بعملية #طوفان_الأقصى أن كل الإسرائيليين لديهم جنسيات دول أخرى تدافع عنهم.. ليعرف العالم كله أن الفلسطينيين يورثون أبنائهم، مفاتيح منازلهم التي هُجروا منها، للعودة إليها عند تحرير فلسطين.. ويورث اليهود أبناءهم، جنسيات بلادهم الأصلية، للعودة إليها، عند الرحيل عن فلسطين).
ونشر حساب إبراهيم الجهضمي، على منصة إكس: «من خلال التصريحات نجد أن الحرية عند الغرب تكون للشذوذ والمثلية واختيار الجنس والحمل بدون زواج أما الإنسانية واحترام حقوق الإنسان والأديان فهي كبيرة عليهم وأعلى من مستوى قذارة معيشتهم».
مرفقا ذلك بصور للسيناتور الأمريكي ليندسي جراهام: نحن في حرب دينية، وأنا مع إسرائيل افعلوا كل ما يلزم لحماية أنفسكم عليكم بمساواة المنطقة بالأرض!
ورئيس وزراء بريطانيا سوناك: نرفض المساواة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأنا بجانب إسرائيل !!
ووزير العدل الفرنسي: من يتعاطف مع حماس سيتم سجنه 5 سنوات ومن يغرد لصالحها في مواقع التواصل سوف يسجن 7 سنوات!
ولمواجهة العوائق والتضييق التي تنتهجها شبكات التواصل الاجتماعي على كل من يتضامن مع الشعب الفلسطيني نشر حساب Zakaria Yahya على فيسبوك: “ في ظل وجود خوارزمية تصنف المنشورات وتستطيع فرزها بطريقة تتوافق مع سياستها وتحجم وصولها للناس أو تقيد الحسابات التي تنشرها.. يأتي دور هذه الرسائل التي لا تستطيع هذه المنصات فهمها.. صورة واحدة ستتكفل بإيصال رسالة كاملة المعاني بتصميم بسيط يفعل ما لا تفعله عشرات المحاضرات والمقالات..
عليكم بهم”.. مضيفاً: “جمعت لكم ما تم عمله هذه الفترة.. انشروها كما هي.. لا يجب عليكم كتابة هاشتاق ولا كابشن للتوضيح.. يدهشني فعلاً أن الناس صارت تقرأ كل الأفكار بعمق وبسهولة ويصلهم المغزى دون الحاجة للشرح وهذه الوسيلة ستكون الأنجح في مواجهة تلك الخوارزميات اللئيمة.. شاركوها للجميع”..

قد يعجبك ايضا