غزة تتصدر وسائل إعلام العالم، نقلا مباشرا، تقارير إخبارية وتحليلات سياسية وعسكرية، هذه المدينة المنكوبة أصبحت محط أنظار العالم ، مليارات يتابعون أخبارها، الكل مهتم بما يحدث فيها ، الكل يترقب، الكل يحلل، الكل يشيد ببطولات وشجاعة أبطال المقاومة الفلسطينية.
هذه المدينة تتعرض لحرب إبادة جماعية، تستخدم أنواع الأسلحة الجوية، والصواريخ والقنابل الفسفورية، لتدمير مدينة غزة، أحياء دمرت بأكملها فوق رؤوس ساكنيها، آلاف الشهداء والجرحى، سقطوا…
ومئات الآلاف من أبنائها محاصرين، لا يجدون شربة ماء، ولا جرعة دواء، انقطعت عنهم الكهرباء، مجازر صهيونية بحق المدنيين الفلسطينيين…
كل هذه الوحشية والأجرام الذي يرتكبه الصهاينة بحق أبناء غزة، لا لشيء اقترفوه، أو ذنب أذنبوه، إلا أنهم يدافعون عن أرضهم، ورافضوا ترك منازلهم ومغادرة أرضهم وهجرانها…
كل هذا الأجرام يحدث لأبناء غزة في ظل صمت دولي وأممي، لم نسمع منظمات حقوقية، ولا منظمات إنسانية، ولا أمم متحدة، ولا مجلس أمن، الكل يتفرج بل يبرر ويبيح للصهاينة قتل أبناء غزة…
ليس هذا وحسب؛ بل إن من يسمون أنفسهم عرباً، ويتفاخرون بعروبتهم، وعددهم مئات الملايين، يتفرجون على إخوانهم الفلسطينيين، يشاهدون أطفال غزة وقد مزقت أجسادهم إلى أشلاء متناثرة، يسمعون عويل وصراخ النساء، وآهات الأمهات اللائي فقدن أطفالهن، يسمعون أنين المفقودين تحت أنقاض المنازل، يشاهدون الدمار الذي لحق بمدينة غزة، والتي تحولت إلى كومة من مخلفات البناء، وأصبحت مدينة أشباح، من نجا من سكانها، تشاهده وهو يبكي على أطلال منزله…
خذلان عربي… لأبناء غزة، عار عليكم أمة الإسلام… ما يحدث لإخوانكم الفلسطينيين…
سجلوا لكم موقفا مشرفاً… سيلعنكم التاريخ… لأنكم لم تشاركوا في النصر، الذي صنعه المجاهدون الأبطال في معركة طوفان الأقصى… وهزموا الصهاينة الأنجاس شر هزيمة، وحققوا ما عجزت جيوشكم العربية طيلة العقود السبعة أن تحققه.
أبناء غزة يسطرون أروع الملاحم البطولية، التي ستكتب في انصع صفحات التاريخ، لا يخافون طيران الصهاينة ، ولا يهابون صواريخهم، بل أن شعارهم نعيش أحراراً فوق تراب فلسطين، أو نموت شهداء وندفن تحت ترابها…