
أوضح مدير عام اتحاد الغرف التجارية والصناعية اليمنية محمد قفلة أن الوحدة اليمنية كانت الانطلاقة لاتساع النشاط الاقتصادي في جميع قطاعات الدولة وفي مختلف المناطق اليمنية التي كانت تفتقر لأبسط المقومات الاقتصادية , وأضاف أن ذلك ساعد على التبادل الصناعي والتجاري وكذلك الخبرات فيما بين المحافظات والذي أدى بدورة إلى تحرك عجلة التنمية إلى الأمام وأحدث نهضة اقتصادية للبلاد .
وأكد قفله في حوار مع (الثورة) على أهمية تطبيق مخرجات الحوار الوطني التي اتفق عليها جميع الإطراف السياسية لما من شانه تحقيق دولة مدنية حديثة تضمن الحقوق لجميع المواطنين دون استثناء , وأفاد ان دور القطاع الخاص شكل رافداٍ حقيقياٍ في دعم الاقتصاد المحلي وزيادة الإنتاج الزراعي والاقتصادي مشيرا إلى أهمية الحفاظ على الوحدة كمكسب تاريخي عظيم لا يجب التفريط فيه.تفاصيل أكثر في سياق الحوار التالي :
• ما الذي قدمته الوحدة للاقتصاد اليمني منذ العام 1990م ¿
– من الملاحظ للتاريخ الاقتصادي الحديث لليمن أن الوحدة اليمنية أدت إلى اتساع رقعة مساحة الوطن والسكان وأيضاٍ الموارد وتوسع القطاع الخاص , وشكلت الوحدة أملاٍ لزيادة النشاط الاقتصادي وتوسيعه في كافة المجالات واستطاع اليمنيون في مختلف المجالات أن يقوموا بتبادل مصالح مع بعضهم البعض فمثلا كانت هناك كثير من المنتجات تشتهر بها المناطق الشمالية قبل الوحدة أصبح الآن لها سوق في المحافظات الجنوبية وأيضاٍ كانت هناك منتجات ومحاصيل زراعية موسمية في المحافظات الجنوبية وجدت لها أسواقاٍ في الشمال وكل ذلك تم بعد الوحدة حيث توسعت أعمال القطاع الخاص في كثير من المحافظات بعد أن كانت محدودة في بعض المحافظات وكذلك أقيمت الكثير من المنشآت الصناعية في الجنوب التي كانت في أمس الحاجة إليها وأهم مكسب للوحدة هو إيجاد الشراكة فيما بين المواطنين اليمنيين في العديد من المجالات وقد استطاعوا بالفعل أن يزيدوا من نشاطهم ويشغلوا العمالة ولهذا فالوحدة اليمنية أحدثت ثورة اقتصادية عظيمة فهي ليست منجزاٍ سياسياٍ وتاريخياٍ فقط بل منجز اقتصادي وبالحفاظ عليها سيجعل اليمن دولة اقتصادية متميزة بحكم أننا نمتلك العديد من الموارد والثروات وإمكانية إقامة مناطق صناعية في عديد من المحافظات وتوسع النشاط السياحي, ولهذا بتكامل المحافظات والأقاليم مستقبلاٍ ستكون اليمن دولة اقتصادية قوية على مستوى المنطقة العربية بل وحتى العالم .
• كيف أصبح وضع القطاع الخاص بعد الوحدة ¿
– استطاع القطاع الخاص أن يتوسع ويجد له سوقاٍ كبيراٍ ويجد له شركاء ويوفر القوى العاملة المتميزة وهذا ساعد القطاع الخاص على الإحلال بدلاٍ عن العمالة الأجنبية التي كانت تأتي إلى اليمن فكانت الكفاءات المدربة من القطاع الخاص تتنقل للعمل في المحافظات التي لا يوجد فيها فروع للقطاع الخاص ونستطيع ملاحظة النقلة التي حدثت من خلال توسع المدن الرئيسية والأسواق والإنتاج الزراعي والاقتصادي وهذا أكبر دليل على ثمار الوحدة على الاقتصاد.
• ما رأيك بمخرجات الحوار الوطني , وهل ستلبي كل طموحات الشعب¿
– كل اليمنيين تابعوا مؤتمر الحوار الوطني والمخرجات أصبحت حصيلة لعناصر كانت متباينة في آرائها وفي وجهة نظرها ولكنها اتفقت في الأخير على هذه المخرجات , وكل إنسان يمني يتمنى أن تنفذ هذه المخرجات وهي عبارة عن دليل في مختلف القضايا التي كان يوجد تباين في وجهات النظر فيها , فإذا أراد اليمنيون الخروج من واقع التخلف والفقر والمكايدات فعليهم أن يعملوا جميعا بكل فئاتهم من أجل مخرجات الحوار الوطني وخاصة فيما يتعلق ببناء دولة مدنية حديثة التي لا تبنى إلا بالكفاءات , ولو تم تنفيذها وتحقيقها وخاصة فيما يتعلق بالاستقرار الأمني والسياسي ثم نهضة اقتصادية ممكن أن تحدث نقلة غير عادية وتخرجنا من مأساة الفقر وعدم التشغيل والبطالة والمشاكل الاجتماعية وتردي الأوضاع في مختلف المناطق كل هذا ناتج عن ضعف الأداء الاقتصادي , فلو ساهمت المخرجات في بناء دولة قوية ونهضة اقتصادية فلاشك أنها ستلبي كل طموحات الشعب اليمني وخاصة الفئات المتضررة من تدهور الأوضاع والتي تنعكس عليهم سلباٍ.
• تم طرح عدة رؤى اقتصادية على مؤتمر الحوار من قبل عدد من الخبراء الاقتصاديين. هل ستحقق هذه الرؤى التنمية المستدامة للبلاد في حال تطبيقها¿
– في مؤتمر الحوار تم تقديم العديد من الرؤى من قبل وزارة الصناعة والتجارة وفريق التنمية وكذلك القطاع الخاص وقد اجتهد الكثير ممن لديهم رؤية اقتصادية وكان الحوار حاضنة لكل الأفكار والآراء التي طرحت ولهذا ما طرح في الجانب الاقتصادي يشكل برنامج عمل من شأنه يحل العديد من المشاكل التي يعاني منها الاقتصاد اليمني, وبالنسبة لرؤية القطاع الخاص فقد ركزت على أن تكون للدولة إستراتيجية اقتصادية واضحة وتحسين بيئة الأعمال وتشجيع ومنح حوافز للاستثمارات والقطاع الخاص الذي يعمل في القطاعات الاقتصادية الواعدة وزيادة الإنتاج والناتج المحلي الإجمالي وحل مشاكل القضاء , بمعنى توفير المناخ المناسب لبيئة الأعمال الجاذبة لراس المال الوطني والأجنبي والذي إذا توفرت له البيئة المناسبة سيعمل في كافة المجالات التي تنهض بالاقتصاد اليمني بما يحقق التنمية الشاملة في جميع قطاعات الدولة .
المعروف أن الموارد الاقتصادية كثيرة جدا وما يعطل استغلالها هو ضعف بيئة الأعمال والإدارة السيئة وعدم وجود قوانين وأنظمة محفزة فهذه الأشياء لو توفرت للقطاع الخاص واستطاع أن ينطلق نحو مشاريع استثمارية كبيرة فإن ذلك سيساهم في حل المشاكل الاقتصادية.
• برأيك. هل سيتحسن وضع الاقتصاد في البلاد في ظل نظام الأقاليم¿
– نظام الأقاليم وكما أثبتت العديد من تجارب الدول في العالم التي اتجهت نحو نظم اتحادية والتي أعطت صلاحيات أهم ميزة لهذا النظام إنه تنهض بعض الأقاليم بصورة سريعة هذا الشيء يشكل نموذجاٍ إيجابياٍ لبقية الأقاليم الأخرى التي وضعها الاقتصادي أضعف ولديها موارد , ومن هنا سيحصل نوع من التنافس وسيحصل نوع من تبادل الخبرات فيما بين الأقاليم ثم سيحصل تكامل فيما بينها.
• ما الصعوبات التي حالت دون تطور الاقتصاد في البلاد وأودت به إلى الهاوية¿
– هذا الموضوع تكلم عنه الكثير من الاقتصاديين ومن وجهة نظري أن أهم مشكلة هي ضعف أداء إدارة التنمية لأنها في يد الدولة لأنها هي دائماٍ الرائدة في التنمية وهناك جهات مسئولة عن الملف الاقتصادي في الحكومة وهي وزارة الصناعة والتجارة ووزارة التخطيط والتعاون الدولي ووزارة المالية والبنك المركزي, وضعف هذه الجهات هو الذي أضعف النمو الاقتصادي ولكي تلعب الدولة دوراٍ رائداٍ لابد أن ترتفع الجهات المسئولة عن الملف الاقتصادي إلى درجة المسؤولية وتقود مسيرة التنمية وفق إستراتيجية واضحة من برامج وخطط عمل والاستفادة من تجارب الآخرين والبعد عن أي مما حكات من شأنها تعيق أي عمل والدفع بكل ماهو تنموي في جميع المحافظات .
• كلمة أخيرة تود أن تقولها بمناسبة عيد الوحدة 22 مايو¿
– أتمنى من جميع اليمنيين المحافظة على هذا المكسب والمنجز التاريخي ومهما كانت هناك خلافات حدثت وتحدث فيجب على جميع العقلاء اليمنيين من خلال التفاهم والحوار وألا يذهبوا إلى ما ذهب إليه الآخرون بإعادة التفكك الذي له نتائجه السلبية على الجميع وفي الوقت الحاضر لا مكان للدول الضعيفة واليمنيين بوحدتهم سيكونون دولة قوية وبتفككهم سيكون أضعف مما هم عليه وسيكونون لقمة سائغة للآخرين يستغلونهم , فلابد أن نحافظ جميعاٍ على هذا اليوم التاريخي ونحاول حل الإشكالات التي تواجهه لنبقى متحدين نواجه كل المشاكل التي تعاني منها اليمن بيد واحد ففي الاتحاد قوة والتفرق شتات.
