م/نبيل ثابت الطاهوش
إن تأمين الأمن المائي والغذائي واستيعاب أهميته يعد من الأولويات التي يجب الاهتمام بها، والتركيز عليها، نظرا لارتباطها بالأمن القومي، والحرية والاستقلال والتحرر من الاستعمار الغذائي.
وكثيرا ما تحث عليه قيادتنا الثورية والسياسية، وتنفيذا لهذه الموجهات، فقد تحرك المجتمع وأطلق العديد من المبادرات المجتمعية، ففي مديرية مغرب عنس بمحافظة ذمار تم إطلاق أكثر من سبعين مبادرة زراعية، حيث أصر أبناء عزلتي أكمة الفتوح وعزلة بني عفير أن تكونا مثالا للخير ونواة لبقية عزل المديرية مشمرين في زراعة الأرض وتأمين الغذاء من خلال
توسيع نطاق الزراعة وتحفيز التعاون المجتمعي وبناء منظومة زراعية متكاملة لإنتاج الحبوب والبقوليات؛ كونها أهم المحاصيل الاستراتيجية في تأمين الغذاء، والعمود الفقري لاقتصاد البلد ككل، وذلك بإيجاد عوامل قيامها إنتاجا وتنوعا كما، وكيفا واستمراريتها بجميع فصول السنة بما فيها فصل الشتاء بتنفيذ سدود وكرفانات لحصد مياه الأمطار الغزيرة، زد على ذلك موسميتها وتذبذبها من عام لآخر، وسياسات حفظ تلك الأمطار من أنجح سبل استغلالها واستخدامها لري المساحات المجدبة واستثمارها في تأمين الغذاء وري الأراضي المحدودة، واستغلال الطبيعة الجغرافية المسيطرة عليها قواعد الجبال وأقدام التلال مما أهل المديرية لأن تكون خزانا عظيما لحفظ المياه واستغلالها في الفصول الخوالي وإنتاج المحاصيل بطول العام.
إذ تهدف هذه المبادرات إلى تنفيذ سياسات اقتصادية وتوفير الغذاء لشعوبهم والعالم ككل.
هذه المبادرات والتي منها مشاريع السدود والحواجز المائية، تحتاج إلى لفتة كريمة من السلطة المحلية لاستكمالها، ودعم أبناء المجتمع المبادر والمتحرك والمتفاعل بمادتي الأسمنت والديزل، حتى تستكمل وترى النور، وتحصد مياه الأمطار، ويجني ثمارها أبناء المجتمع، وترفد الاقتصاد الوطني بآلاف الأطنان من الحبوب والبقوليات، وأن تكون هذه المشاريع نموذجا عمليا لبقية القرى والعزل والمديريات، بل إنها ستكون هي الشرارة التي ستشعل ثورة مجتمعية في إنشاء وتشييد السدود والحواجز والكرفانات المائية في المحافظة.