في تراثنا العربي قصص جميلة تشعرك .. تدهشك .. تتنوع من التراث والأسطورة .. الحروب .. البطولة .. الكرم .. الحكم الرشيد .. تجد في تلك القصص عبرا وعظات.
زرقاء اليمامة .. قصة امرأة عربية اليمامة .. من جديس .. لم تكن كاهنة .. لكنها كانت حادة البصر .. ترى كما جاء في حكاوي العرب وتراثهم بقوة النظر لمسافة ثلاثة أيام .. وكان قومها يصدقون ما تراه على البعد ويصدقون كل ما تقوله لهم.
كانت زرقاء اليمامة .. كل صباح تتكحل بالاثمد .. ثم تقف على رابية على أرض فساح .. أو واسعة .. ثم تلقي بنظرها الثاقب الى الأمام لا تشعر بحرارة شمس ولا يحرقها زمهرير .. من الصباح حتى المساء .. تراقب القوافل والسيارة .. تحرس قبيلتها لم تكن قبيلة عربية .. تجرؤ على أن تغير على اليمامة .. لأن نظرها الثاقب .. كان يفضح مسار القبيلة .. فتفشل خططهم.
في صباح قائض .. والصحراء تنفث حرارتها .. كانت القبيلة هادئة .. الماعز والماشية ترعى آمنة .. وكان رجال القبيلة مشغولين بأعمالهم .. وكان القضاء والقدر ينسج نهاية قصة زرقاء اليمامة وقبيلتها.
فكرت القبيلة بفكرة جهنمية .. قلعت أشجارا وطالبت من المقاتلين التغطي بها والسير نحو القبيلة .. جديس .. كانت القبيلة تخشى من نظر الزرقاء كانوا يسيرون وهم ملتفون بالأشجار .. يقتربون من مضارب القبيلة .. كانت عيون زرقاء اليمامة تراقب الصحراء بصبر رأت أشجارا تمشي أو تسير وابلغت القبيلة .. قالت لهم .. يا قوم إني أرى أشجارا تسير .. ما هذا الجنون .. المرأة خرفت لكبر سنها .. كذبوها .. أشجار تسير .. ياقوم هل الأشجار تسير .. ما هي إلا ساعات وتهجم القبيلة على جديس .. حتى كانت القبيلة كلها تحتضر.. وامسك الغزاة بعدوتهم اللدودة زرقاء اليمامة .. وقلعوا عينيها .. تلك التي منعتهم أعواما من غزو القبيلة .. ويا هول ما اكتشفوه .. لقد وجدوا وهم يقلبون عينيها عروق الإثمد الذي كانت تتكحل به كل صباح.
Prev Post
قد يعجبك ايضا