لدَيهم شِعارات وأقوَال ولدَينا مضَامين وأفعَال ..

مطهر يحيى شرف الدين

 

ليعلم يقيناً من يتغنى ويتشدق بالشعارات والعناوين الوطنية والتي تكشفت بشكل جلي حقيقة دوافع أصحابها ومن يقف وراءها من عملاء وأدوات الأجنبي البغيض أن كل يمنيٍ حر شريف لديه الغيرة والحمية على الدين والوطن، هو من يأبى السلوكيات المنحطة المبتذلة المتسخة بروائح العمالة والارتهان لأعداء الله ورسوله، و التي يعبث أصحابها بالوطنية برفع الشعارات والأعلام، وعليها أن تدرك وأن تتذكر أن العلم اليمني قد رفعه رجال الرجال من الجيش واللجان الشعبية في جبهات العزة والشرف وقد ضحوا بأرواحهم وجوارحهم ودمائهم في سبيل الله وفي سبيل عزة وكرامة الوطن وهم يواجهون قوى الاستكبار العالمي الطامعة .
فهل أدرك العملاء عبثية ممارساتهم وتحركاتهم المشبوهة، وأنهم يسعون بحماقتهم وسذاجتهم إلى تهيئة الساحة في المحافظات الشمالية لتكون على غرار المحافظات الجنوبية انفلاتاً أمنياً وانهياراً اقتصادياً واغتيالاً للهوية الجامعة، وقد أضحت بيئةً خصبة للمكونات المتناقضة والفصائل المسلحة والتوجهات المتباينة الرؤى والمختلفة الأهداف ؟
هذا الواقع السيئ و المرير إنما سببه القيادات الجنوبية ومن ينتمون إلى ما يسمى بالشرعية الذين جعلوا من أنفسهم بمثابة مجندين و شرطة ينفذون أجندات وسياسات التحالف الأعرابي الغربي الملعون في المنطقة .
ألم يدرك أولئك حقيقة ما ترمي إليه قوى الطاغوت و الإستكبار الطامعة المحتلة للمحافظات الجنوبية مستهدفةً بذلك الدين الإسلامي والنيل من مبادئه و قيمه ووحدة صف أبنائه، وكذلك بسط نفوذها وسيطرتها على البحار والمواقع الإستراتيجية الهامة والممرات المائية في العالم !!
ألم يدرك أولئك الأغبياء أنهم بممارساتهم تلك إنما يرسخون الصورة الذهنية لدى كل العالم بأنهم فعلاً أدوات رخيصة بيد القوى الإستكبارية الطامعة التي برهنت على مدى تسع سنوات أنها لا تريد الخير لليمن وأبناء اليمن، وأنها لو أرادت خيراً ونماءً واستقراراً أمنياً لاستطاعت وفعلت ذلك في أيام معدودة .
ألم يدرك أصحاب المصالح الذاتية والضيقة ممن يتبعون ويوالون أعداء الله ورسوله من يمثلون الطاغوت على هذه الأرض أنهم مجرد أوراق ومبررات وقتية تتذرع بهم قوى العدوان في تحقيق مآربهم في المنطقة، ومن ثم تتخلى عنهم وترمي بهم في أقرب مقلب للنفايات، فيصبحون كما قال سبحانه في كتابه العزيز :
«إذ تبرأ الذين اتُبعوا من الذين اُتَبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب»
أو يكون واقعهم كما يقول سبحانه على لسان الشيطان :
“فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمونِ من قبل”
وهذا فعلاً ما نشاهده واقعاً في الكثير من النماذج ممن يمثلون أنظمة الدول العربية العميلة كيف يتم الإستغناء عنهم والتبرؤ، ذلك لأنه لا أمان لهم ولا عهد ولا ميثاق فهم خونة لأوطانهم فكيف بهم وبمواقفهم مع أوطان غيرهم .
بعد تسع سنوات من العدوان الجبان والحصار المطبق على أبناء اليمن من قبل تحالف العدوان، ألا يكفي ما تشاهدونه أيها المرجفون ما هو الحال الذي هم عليه الآن المنتمون لما يسمى بالشرعية، وأين هم وكيف يتم التعامل معهم وطبيعة علاقتهم مع بعضهم البعض، وكيف أصبحت المحافظات الجنوبية تستقبل الجنود الأمريكيين وغيرهم على دفعات ومجاميع في انتهاك واضح وسافر للسيادة الوطنية إن كان هناك بقية من سيادة .
وفي المقابل، ألا تشاهدون ما وصلت إليه المحافظات الشمالية من وحدة الصف الوطني وقوة وبأس الجيش والموقف الواحد والهوية والانتماء للدين تحت قيادة رشيدة وحكيمة ومن عزة وسيادة واستقلال القرار السياسي ، فهل من متعظ ؟
وأخيراً أقول لتلك الأدوات العابثة المريضة، لا تجعلوا المقامرة و الكبر والغرور يسيطر عليكم ويتحكم في أمزجتكم ، واتركوا عقدة أنا خير منه جانباً ، واستفيدوا من التجارب ومن الواقع الذي يتعامل به التحالف، ما لم فالعاقبة وخيمة ونتائج العمالة والارتهان ذلةٌ وخزيٌ وخسرانٌ ، فالحق أبلج، والباطل لجلج .

قد يعجبك ايضا