الثورة نت../
احتضن ميدان التحرير في العاصمة صنعاء، مساء اليوم، حفل إيقاد شعلة العيد الـ61 لثورة 26 سبتمبر الخالدة، نظمته وزارة الشباب والرياضة وجمعية الكشافة والمرشدات.
وفي الحفل، الذي بُدئ بالسلام الجمهوري بحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، ووزير الدفاع اللواء الركن محمد العاطفي، ووزير التعليم الفني والتدريب المهني غازي أحمد علي، وأمين العاصمة الدكتور حمود عباد، تقدّم قائد الاستعراض الشبابي الكشفي، عبدالحميد المطري، بالاستئذان لبدء العرض.
عقب ذلك قام أشبال وشباب الكشافة برفقة خيالة كشفية بالمرور من أمام منصة الاحتفال، على هيئة استعراض جسّد فيه المشاركون أهداف الثورة اليمنية الستة، ومبادئها العظيمة، وهتفوا رافعين أعلام اليمن بشعارات الحرية المعبّرة عن عظمة ومكانة هذه الثورة الشعبية الوطنية في نفوس اليمنيين ووجدانهم.
وعبرت فقرات العرض الشبابي الكشفي، مصحوباً بالموسيقى العسكرية والمعزوفات الوطنية، عن الكثير من المدلولات التي تعبّر عن أفراح أبناء الشعب اليمني وابتهاجهم بحلول هذه المناسبة السبتمبرية الخالدة وفرحتهم بالعيد الـ61 للثورة المجيدة.
وفي الحفل، ألقى وكيل وزارة الشباب والرياضة المساعد لقطاع التخطيط، طارق حنش، كلمة الوزارة هنأ فيها السيِّدَ القائد عبدَالملك بِنْ بدرِ الدين الحوثي، والقيادةَ السياسيةَ ممثلةً برئيسِ المجلسِ السياسيِّ الأعلى المشيرِ الرُّكن مهدي المشاط وأعضاء المجلسِ السياسيِّ الأعلى، وجماهيرِ الشعب اليمنيِّ العظيم بذكرى مولدِ الرسولِ الأعظم، عليه وعلى آلِه أفضلُ الصلاة وأتمُّ التسليم، وأعيادِ الثورةِ اليمنيةِ سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر.
وبارك للسيدِ القائد، الخطواتِ الحكيمةَ التي أعلنَ عنها في خطابِه بمناسبةِ العيد التاسع لثورةِ الحادي والعشرين من سبتمبرِ المباركة، والمتمثلةِ في تنفيذِ إجراءاتِ التغييرِ الجذريِّ في مؤسساتِ الدولة؛ لتلبيةِ المطالبِ الجماهيريةِ والسعيِّ لبناءِ الدولةِ اليمنيةِ الحديثة، دولةِ المؤسساتِ والعدلِ والنظامِ والقانونِ والتنمية.
كما بارك لجماهيرِ الشعبِ اليمني، ما شاهدهُ من منجزاتِ الصناعاتِ الحربيةِ الاستراتيجيةِ التي تم الكشف عنها في العرض المهيب في ميدانِ السبعين، والتي تؤكدُ للعالمّ أجمع، أن اليمنيين شبُّوا عن الطوقِ، وأثبتوا أنهم ذوو إرادةٍ صُلبةِ لا تنكسر، وعزيمةٍ لا تلين.
وقال حنش: “ونحنُ نحتفي بالذكرى الحاديةِ والستين لثورةِ السادسِ والعشرين من سبتمبرِ المجيدة، علينا أن ندركَ عددًا من الحقائقِ ونعي الكثيرَ من المُعطيات التي عايشَها أبناءُ شعبِنا اليمنيّ العظيم لعقودٍ تلت قيامَها، لعلَّ أبرزَها أنه سبقَ هذهِ الثورةَ جُملةٌ من العواملِ والظروفِ والإرهاصاتِ التي بناءً عليها تمَّ إعلانُ أهدافِ الثورةِ الراميةِ للتغييرِ والتطويرِ ورفضِ الاستبدادِ والتجهيلِ والاستعمار”.
وأضاف: “كان بالإمكانِ أن تتحولَ الآمالُ الطموحةُ والتوجهاتُ الخيرةُ عبر هذهِ الأهدافِ الثوريةِ إلى واقعٍ أفضلَ تسودُهُ الحريةُ والاستقلالُ والازدهار؛ لكن الأعداءَ التاريخيين لهذا الشعبِ قد أصرُّوا على تفريغِ أهدافِ الثورةِ المعلنةِ من محتواها ومضمونِها عبرَ إسنادِ الثورةِ والجمهوريةِ إلى أدواتٍ مرتهنةٍ للخارج، لإفراغِ أهدافِ الثورةِ والإبقاءِ على اليمنٍ هزيلًا ضعيفًا فاشلًا فاقدًا للسيادة، تابعًا للخارجِ الذي قامَ بالاعتداءِ على اليمنِ قديمًا وحديثًا”.
وأشار إلى أن الخارج سعى لمصادرةِ سيادة اليمن وتدميرِ مُقدراتِه، فكان الواقعُ المؤسفُ حقيقةً مُرةً ومؤسفة، واستمرَّ الوضعُ المزيَّفُ المُفْرَغُ من السيادةِ والحريةِ لعقودٍ طوالٍ مؤطَّراً بالإخفاقات، نتيجةَ عواملَ داخليةً وخارجية.
وأردف: “مضت عقودٌ من عمرِ الثورةِ وحكامُ الجارةِ الكبرى يُحيكون المؤامراتِ بشكلٍ مباشرٍ وغيرِ مباشر ويشترون الولاءاتِ والقبائلَ والمرتزقةَ ويجندون العملاء، ومرَّ اليمنُ بواقعٍ مأساويٍّ مؤسفٍ لفترةٍ طويلةِ منذُ اندلاعِ ثورةِ الـ ٢٦ من سبتمبر، باستثناءِ محطةٍ بسيطةٍ حاولَ بعضُ الأحرارِ الخروجَ من عَفَنِ هذهِ العباءةِ النتنة، لكنهم دفعوا حياتَهم نتيجةَ ذلك الموقف، بمساندةِ وتواطؤ قوى محلية متمرغة في وحلِ العمالةِ للنظامِ السعودي الذي بالتأكيد لم ولن يقبلَ بنظامٍ وطنيٍّ حرٍّ في اليمن”.
وأكد وكيل وزارة الشباب المساعد أن النظام السعودي وقفَ قبلَ واحدٍ وستين عامًا ضدَّ ثورةِ ٢٦ سبتمبر، مرورًا بثورةِ الرابعَ عشرَ من أكتوبر والوحدةِ اليمنية، وصولًا إلى ثورةِ الحادي والعشرين من سبتمبرِ الشعبيةِ منذ انطلاقتِها، وانطلاقِ العدوانِ السعودي الإماراتي الصهيو أمريكي الغاشمِ على اليمن في السادسِ والعشرين من مارس عام 2015م.
ولفت إلى أن ذلك جاء بعد أن أدركَ النظامان السعوديُّ والإماراتيُّ أن الشعبَ اليمنيَّ قد امتلكَ قرارَه وحسمَ أمرَهُ بالتحررِ والخروجِ من عباءةِ التبعية والارتهان، وأفصح عن إرادته في تحقيقِ أهدافِه وتطلعاتِه.
واستدرك قائلاً: “ورغمَ تكالبِ دولِ العدوانِ على شعبِنا إلا أن أبطالَ الجيشِ واللجان الشعبية البواسل ومِن خلفِهم أحرار الشعب اليمني، سطَّروا أعظمَ المواقف، وقدَّموا أنصعَ صورِ الصمود، وحققوا الانتصاراتِ المتواليةَ بعونِ اللهِ وتوفيقِه، وأجبروا المعتدين على الرضوخِ والانكسارِ والانحناءِ للبحثِ عن فُرصِ حلٍّ عَبرَ التفاوض، تحفظُ لهم ما تبقَّى من ماءِ الوجهِ أمامَ شعوبِهم والعالمِ الذي سخرَ من حجمِ ومستوى آلتِهم وقدراتِهم العسكريةِ وعجزِها عن تحقيقِ أي إنجازٍ في ميدانِ المعركة”.
وأوضح أن العدوان وبعد أن فشل في تحقيق أهدافه، لجأ لارتكاب جرائمِ بشعة بقصفِ المنازلِ السكنيةِ والأسواقِ، وصالاتِ العزاءِ والأفراحِ، وقتلِ الأطفالِ والنساءِ والشيوخِ والمدنيين وتدميرِ المرافق المدنيةِ والمنشآتِ الشبابيةِ والرياضيةِ والتربوية والصحيةِ والتنمويةِ والمعالمِ السياحية، وغيرِها من الجرائم.
وأكد حنش أن ثورةَ الحادي والعشرين من سبتمبر، جاءت لتصحِّحَ مسارَ الثوراتِ السابقة التي خرجت عن مسارِها ولم تحققْ أهدافَها، وحررت اليمنَ من الوصايةِ والتبعيةِ والارتهانِ والخروجِ من دائرةِ الهيمنةِ الأمريكيةِ الخليجيةِ إلى آفاقِ العزةِ والكرامةِ والشموخ.
وفي الاحتفال الذي حضره أمين عام المجلس المحلي لأمانة العاصمة أمين جمعان، وعدد من القيادات العسكرية والأمنية والشبابية والرياضية والإدارية والثقافية، وقيادات أمانة العاصمة، ومفوض عام الكشافة عبدالله عبيد، وسكرتير جمعية الكشافة مطهر السواري والقيادات الكشفية، قُدّمت لوحة فنية استعراضية بعنوان “كشاف يا وجه العلا” من الموروث الكشفي، أداء فرقة “موروث يماني” بقيادة طه السارعي.
وعبرت اللوحة الفنية عن دور الشباب في الثورة والحفاظ عليها والنهوض والتنمية بالوطن وحمايته من الأخطار المحدقة به.
وقدمت الفرق الكشفية رسالة وفاء وعرفان رفعها شباب الجمهورية اليمنية إلى فخامة المشير الركن مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، قرأها القائد الكشفي لؤي البكري جاء فيها:
نيابةً عن شبابِ الوطنِ يسرُّنا أن نرفعَ لفخامتِكم أطيبَ التهاني وأسمى الأماني، ومن خلالِكم لأعضاءِ المجلسِ السياسيِّ الأعلى، ومجالسِ النوابِ، والوزراءِ، والشورى، والقضاءِ الأعلى، ولجماهيرِ شعبِنا اليمنيِّ الأبيِّ الصامد؛ بمناسبة الذكرى الحاديةِ والستين لثورةِ السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، متمنِّين لكم دوامَ التوفيقِ والنجاحِ في مهامِكم الوطنيةِ الكبيرة.
فخامة الأخ الرئيس:
لقد تابعنا بكلِّ تقديرٍ ما جاءَ في خطابِ السيِّد القائد عبدِالملك بدرِ الدينِ الحوثي – يحفظُه الله – بمناسبةِ العيدِ التاسع لثورةِ الحادي والعشرين من سبتمبرِ المباركة، والذي أعلنَ فيه عن تنفيذِ إجراءاتِ التغييرِ الجذريِّ في مؤسساتِ الدولة، في ذكرى المولدِ النبويِّ الشريف، ونحنُ على ثقةٍ تامَّةٍ في نظرتِه الثاقبةِ وحكمته اليمانيةِ باتِّخاذِ هذا القرارِ الشُّجاعِ والخطوةِ الجبَّارةِ في سبيلِ بناءِ الدولةِ اليمنيةِ الحديثة.
وزادَ من بهجتِنا وشعورِنا بالفخرِ والاعتزاز ما شاهدناهُ خلالَ العرضِ العسكريِّ والأمنيِّ في ميدانِ السبعين من صناعاتٍ حربيةٍ وقدراتٍ استراتيجيةٍ، جسَّدت إرادةَ الإنسانِ اليمنيِّ وعزيمتَه، وأكدت للعالمِ بأسرِهْ أنَّ هُنا يمنًا قويًّا مُقتدرًا عَصيًّا على الأعداءِ لا ينحني للعواصف وشعبًا عزيزًا صامدًا شامخًا لا يعتريهِ وَهَنٌ ولا تثنيهِ المُلمَّات، بعونِ اللهِ وفضلِه، مهما تكالبَ عليهِ المعتدون.
فخامة الأخ الرئيس:
نحن على ثقة من صواب خطواتكم في مسار بناء الدولة اليمنية الحديثة في ظل المسيرة القرآنية المباركة..
وفَّقكم اللهُ وسدَّدَ على طريقِ الخيرِ خًطاكم.
عاش اليمنُ حرا أبيا مستقلا موحدا.
الرحمةُ والخلودُ للشهداء.. الشفاءُ للجرحى..
الحريَّةُ للأسرى.. الخزيُ والعارُ للخونةِ والعملاء.
عقب ذلك قام المفوض العام للكشافة عبدالله عبيد، ومفوض الكشافة بأمانة العاصمة علي شملان، بتسليم رسالة الوفاء والعرفان إلى رئيس الوزراء ووزير الدفاع لتسليمها إلى رئيس المجلس السياسي الأعلى.
ووسط الهتافات الوطنية لشباب وأشبال الكشافة وابتهاج وفرحة جموع الحاضرين والجماهير الغفيرة في ميدان التحرير بصنعاء والمعزوفات الوطنية للموسيقى العسكرية، قام رئيس الوزراء ووزير الدفاع وأمين العاصمة، ووكيل وزارة الشباب المساعد لقطاع التخطيط، ومعهم رئيس لجنة الشعلة القائد الكشفي علي الجرموزي، بإيقاد شعلة العيد الـ61 لثورة 26 سبتمبر المجيدة.
واختتم حفل إيقاد الشعلة بخروج طابور العرض على هيئة استعراض للفرق الكشفية وبرفقة خيالة الكشافة وسط المعزوفات الوطنية ومن ثم السلام الجمهوري.