الريَّاضُ وأبوظبي تُوقِّعانِ على اتفاقيَّةِ خطِّ (البهارات) معَ العُدوِّ الصُّهيونيِّ الاسرائيليِّ

أ.د.عبدُالعزيزصالح بنُ حبتُور

 

 

تقولُ الخبريَّة الأخيرةُ – على لهجةِ أهلنا في لبنان – بأنَّ هناكَ اتفاقيَّةً اقتصاديَّةً هامَّةً جدَّاً قد وُقِّعتْ في دولةِ الهند أثناءَ انعقادِ مُؤتمرِ الدُّول الـ 20 في شهرِنا سبتمبر 2023 م، وهي اتفاقيَّةٌ تمَّ التَّوقيعُ عليها بينَ كُلٍّ من دولةِ الهند، ومَشيخَةِ الإماراتِ العربيَّةِ المُتَّحدةِ والمملكةِ السُّعوديَّة ( خادمةِ الحَرمينِ الشَّريفينِ )، والمملكةِ الأردنيَّةِ ( الهاشميَّة )، ومعَهم دولةُ الكيانِ الصُّهيونيِّ الاسرائيليِّ، وبمُباركةٍ منَ الإدارة الحاليَّةِ للولاياتِ المُتَّحدةِ الأمريكيَّةِ، ليمُرَّ هذا الخطُّ البحريُّ من مدينةِ مُومباي بالهند لتضعَ حُمولاتِها في ميناءِ جبلِ علي بالإماراتِ المُتحدةِ؛ لتواصلَ رِحلةَ القطاراتِ المُزمَعِ تصنيعُها ليقطعَ الأراضيَ العربيَّةَ المُقدَّسةَ عرضاً بالمملكةِ السُّعوديَّةِ لتمُرَّ بأراضي المملكةِ الأردنيَّةِ الهاشميَّةِ فتواصلَ رحلتَها إلى أرضِ فلسطينَ المُحتلةِ وتحديداً إلى ميناءِ حَيفاء، وبعدَها تتولَّى السُّفنُ الأوروبيَّةُ نقلَ البضائعِ إلى أراضي اليابسةِ في القارَّةِ الأوروبيَّة .
ما يهمَنا هو أنْ يعرفَ الرَّأيُ العامُّ اليمنيُّ والعربيُّ حجمَ الدَّورِ المشبوهِ الذي قدمتْهُ المملكةُ السُّعوديَّةُ ومشيخةُ الإماراتِ العربيَّةِ المُتَّحدةِ، وبقيَّةُ دولِ الخليجِ العربيِّ منذُ نشأتها في القرنِ الماضي ـــ مُنذُ القرنِ العشرينَ؛ لخدمةِ وتخادُمِ أعْرَابِ الخليجِ معَ الكيانِ الصُّهيونيِّ المزروعِ في أرضِ فلسطينَ، حيثُ كانتْ تُقدِّمُ الخِدْماتِ العلنيَّةَ والسِّريَّةَ لهذا الكيانِ المُغتصِبِ، وآخرُها التَّوقيعُ على هذه الاتفاقيَّةِ المشبُوهةِ، وهي مُوجَّهةٌ كطعنةِ خنجرٍ مسمُومٍ في خاصرةِ الأمَّةِ العربيَّةِ والاسلاميَّةِ، ولقضيَّةِ الأمَّةِ المركزيَّةِ «فلسطين المُحتلَّة» على وجه الخُصُوص.
هذا المشروعُ الموبوءُ لو تحقَّقَ فعليَّاً على الأرض سيخدمُ كلَّ تلكَ البلدانِ المُوقِّعةِ على بُنودِ اتفاقيَّتِهِ، لا شكَّ في ذلكَ، لكنْ سيخدمُ في المُقدِّمةِ بدرجةٍ أساسيَّةٍ موانئَ المُحتلِّ الإسرائيليِّ الصُّهيونيِّ، وهيَ بدايةٌ للتَّطبيع العلنيِّ بينَ النظامِ السُّعوديِّ الذي يدَّعي بُهتاناً أنَّهُ حامي الحقوقَ الإسلاميَّةَ ومُدافعٌ عنها ( بوصفه خادماً للحرمينِ الشَّريفينِ)، وفي الوقتِ ذاتِهِ نجدُها تقدِّمُ خِدْماتٍ لوجستيَّةً واقتصاديَّةً وثقافيَّةً سَخيَّةً ومجَّانيَّةً لحُكومةِ العُدوِّ الصُّهيونيِّ.
ما مَضارُّ هذهِ الاتفاقيَّةِ على المُسلمينَ كافَّةً والعربِ على وجهِ الخصُوص :
أوَّلاً :
تُمثِّلُ أراضي المملكةِ السُّعوديَّةِ الثِّقلَ الاستراتيجيَّ والجُغرافيَّ على السَّاحةِ العربيَّةِ والإسلاميَّةِ، ومعروفٌ أنَّ الكيانَ الصُّهيونيَّ قدِ احتلَّ أراضيَ الفلسطينيينَ بخُدعةٍ غربيَّةٍ أطلسيَّةٍ من خلالِ قرارِ التَّقسيمِ الصَّادرِ من مجلسِ الأمن الدَّوليِّ رقم ( 181 )؛ بتاريخ 29/ نوفمبر / 1949 م، وحينَها كانتْ مُعظمُ الدُّولِ العربيَّةِ تحتَ الانتدابِ والاحتلالِ البريطانيِّ أو الفرنسيِّ، بما فيها فلسطينُ العربيَّةُ كلُّها كانتْ تحتَ الانتدابِ البريطانيّ .
إنَّ الكيانَ الصُّهيونيَّ الإسرائيليَّ خِنجرٌ مسمُومٌ أمعنوا في غَرسِهِ في خاصِرةِ الأمَّةِ العربيَّةِ والإسلامية كلِّها، في ظلِّ التزامٍ وواجبٍ دِينيٍّ ووطنيٍّ وعُروبيٍّ واسلاميٍّ مُحيطٍ بجميعِ العربِ والمُسلمينَ في تحريرِ الأرضِ والإنسان الفلسطينيِّ، ولا يجوزُ ولا يصحُّ بالمُطلقِ أنْ يتمَّ طعنُ الأمَّةِ الإسلامية والعربيَّةِ والغدرُ بها في رابعةِ النَّهارِ دونَ حياءٍ أو حُمرةِ خجلٍ، والتنَّصُلِ المَقيتِ عنِ الالتزامِ والمسؤوليَّةِ الدِّينيَّةِ والأخلاقيَّةِ من قِبَلِ حُكَّامِ عربِ الخليج .
ثانياً :
كُلُّ الدُّولِ والدُّويلاتِ العربيَّةِ في الكفَّةِ اليُمنى منَ الميزانِ، وحُكومةِ مملكةِ آلِ سُعُود في الكفَّةِ اليُسرى في التزاماتِها تُجاهَ الأمَّتينِ العربيَّةِ والاسلاميَّةِ، وبالذَّاتِ التزامُها تُجاهَ الشَّعبِ العربيِّ الفلسطينيِّ من جميعِ الوُجوهِ، ليسَ لثِقلِها السُّكانيِّ أوِ الجُغرافيِّ أوِ الاقتصاديِّ، لا وربِّ الكعبةِ، وألف لا، لكنْ لأنَّها كما تدَّعي بأنَّها خادمةُ الحَرمينِ الشَّرفينِ؛ لأنَّ فيها بيتَ اللهِ العتيقَ العتيدَ العظيمَ، ومهبطَ أعظمِ رِسالاتِ السَّماءِ، وقِبلةَ كلِّ شُعوبِ الأرضِ المُسلمةِ التي تقصدُها كلَّ حينٍ؛ لمُمارسةِ الشَّعائرِ المُقدَّسةِ، وتحتضنُ الحرمَ المدنيَّ وقبرَ أشرفِ خلقِ الله، الرَّسُولِ الأعظمِ / مُحمَّد بن عبدِالله- صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – وهذا بحدِّ ذاتِهِ يُعدُّ التزاماً أصيلاً ومُقدَّسَاً يُلزمُ حُكَّامَ السُّعوديَّةِ بأنْ تحترمَ مسؤوليَّاتِها والتزاماتِها الدِّينيِّةِ والأخلاقيَّة.
ثالثاً :
فلسطينُ عُنوانٌ بارزٌ للتَّضحيَّةِ والفِداءِ منذُ كانتِ القُدسُ أولى القِبلتينِ وثالثَ الحرمينِ الشَّريفينِ، وتعرَّضتْ لأقسى الغَزَواتِ، ومنها الحُروبُ الصَّليبيَّةُ ( حروبُ الفرنجة، كما سُميتْ آنذاكَ ) وعددُها ثماني حملاتٍ صليبيَّةٍ عُدوانيَّةٍ، للفترةِ المُمتدَّةِ من [1095 م ــــ 1291 م ]، ويذكرُ التَّاريخُ أيضاً أنَّ مَن قادَ تحريرَ القُدسِ الشَّريفِ هوَ القائدُ الاسلاميُّ الكُرديُّ البطلُ / صلاح الدِّين الأيوبي – رحمةُ اللهِ عليهِ، وسيبقى خالداً مُخلَّداً ذِكْراً وسِفْراً خُلودَ الدَّهر، وأنَّ خونتَهُ اليومَ سيبقون خَونةً مُخلَّدينَ في كتبِ التَّأريخِ خُلودَ الدَّهرِ أيضاً، نعم هكذا يُكافَأ الأبطالُ، وهكذا تسوَّدُ وجوهُ الخَونَةِ، كما هي أسماءُ الخَوَنةِ مُلوَّثةً في كُلِّ زمانٍ ومكانٍ.
المُحزنُ والمُؤلمُ في المشهدِ الفلسطينيِّ اليومَ – ونحنُ نكتبُ مقالتَنا هذه – نجدُ أنَّ جُنودَ الاحتلالِ الصُّهيونيِّ، وا أسفاه تدوسُ بأحذيتِها النَّجسةِ القذرةِ مُقدَّساتِ المسجدِ الأقصى وأروقةِ ساحاتِهِ الطَّاهرةِ، وأنَّ قِطعانَ اليهودِ الخنازيرِ تُدنِّسُ حائطَ البُراق الطَّاهر الَّذي يُسميه الصَّهاينةُ زُوراً ( حائطَ المَبكى )، كُلُّ ذلكَ يحدثُ أمامَ عدَساتِ كاميراتِ العالمِ أجمع، كما نشاهدُ تضحياتِ الشُّهداءِ الأبطالِ منْ أبناءِ الشَّعبِ الفلسطينيِّ، يرتقونَ بأرواحِهمُ الطَّاهرةِ إلى السَّمواتِ العُلى في مواكبَ جنائزيَّةٍ مَهيبةٍ عظيمةٍ بالعشرات، وأحياناً بالمئات، يبذلونَ أرواحَهم فِداءً ودفاعاً عنِ المسجدِ الأقصى والقُدسِ الشَّريفِ، ولمنعِ تهويدِها من قِبَلِ قِطعانِ الصَّهاينةِ الَّذينَ جلبتْهُم أميركا وأوروبا الغربيَّةُ والحركةُ الصُّهيونيَّة .
كُلُّ ذلكَ يحدثُ في مشهدٍ تراجيديٍّ مُؤلمٍ عبرَ القنواتِ الفضائيَّةِ العربيَّةِ والاسلاميَّةِ والأجنبيَّةِ، لكنَّها لمْ تُغيِّرْ شيئاً من موقفِ القادةِ العربِ الخَوَنةِ منَ المُحيطِ إلى الخليجِ إلا فيما ندر.
رابعاً :
لنذكِّرَ القارئَ الكريمَ بموقفِ دَولتي العُدوانِ السُّعوديِّ ـــ الإماراتيّ، بأنَّهما قامتا بالعُدوانِ الوحشيِّ على صنعاءَ بتاريخ 26/مارس / 2015 م من أجلِ ألاَّ تتمدَّدَ الحركةُ الحُوثيَّةُ كذراعٍ مُتقدِّمةٍ للجمهوريَّةِ الاسلاميَّةِ الايرانيَّةِ في جنوبِ الجزيرةِ العربيَّةِ حدَّ زعمِهم، وأنَّهُم سيخمدونَ هذهِ الحركةَ في شهرينِ أو أقلَّ؛ ويُعيدونَ (السُّلطةَ الشَّرعيَّةَ اليمنيَّة إلى صنعاء )، وأذكِّرُ القارئَ اللبيبَ بأنَّ صوتَ المُقاومةِ للمشروعِ الصُّهيونيِّ، قد تحدثَ به وعنهُ قائدُ الثَّورةِ اليمنيَّةِ الحبيبُ عبدُالملك بدرالدِّين الحُوثي قائلاً بأنَّ محورَ المُقاومةِ للمشروعِ الصُّهيونيِّ قد تشكَّلَ في الشَّرقِ الأوسطِ بشكلٍ قويٍّ يبدأ من طهرانَ شرقاً مُروراً ببغدادَ ودمشقَ وبيروتَ وفلسطينَ كلَّ فلسطينَ وصنعاءَ .
هذا المشروعُ الفكريُّ الجِهاديُّ التَّحرُّريُّ الفُولاذيُّ هو بعيدٌ كلَّ البُعدِ عنِ المذهبيَّةِ والطائفيَّةِ وحتَّى الدِّينيَّة؛ لأنَّ المُجاهدينَ الأحرارَ ينتمونَ إلى كلِّ الدَّياناتِ والطَّوائفِ والأممِ والشُّعوب .
خامساً :
جمهوريَّةُ مصرَ العربيَّةِ هيَ قلبُ الأمَّةِ العربيَّةِ النَّابضُ، وعقلُها الحيويُّ، وينتسبُ إلى أهلِنا في مصرِ العُروبةِ أزيدُ من 100 مليونِ إنسان، وقدَّمتْ قوافلَ منَ الشُّهداءِ والجرحى والمفقودينَ من أجلِ الدِّفاعِ عن قضايا الأمَّةِ العربيَّةِ قاطبةً، وبالذَّاتِ القضيَّةُ الفلسطينيَّةُ، وهذه الاتفاقيَّةُ لا شكَّ أنَّها ستضرُّ ضرراً كبيراً بحركةِ الملاحةِ الدَّوليَّةِ التِّجاريَّةِ في قناةِ السُّويس، لذلكَ تمثلُ هذه الاتفاقيَّةُ حلقةً من حلقاتِ التَّآمُرِ على الشَّعبِ العربيِّ المصريِّ، وستُضعفُ مواردَهُ الماليَّةَ منْ خلالِ تحويلِ طريقِ الملاحةِ عبرَ القناة إلى طريقٍ آخرَ .
وهل تحتاجُ مشيخةُ الإماراتِ ومملكةُ آلِ سُعود – التي لا يتعدَّى سُكَّانُ الأولى مليونَ انسانٍ، وسُكَّانُ الأخرى 29 مليونَ انسانٍ، هل تحتاجانِ إلى مزيدٍ منَ المالِ والثَّروة ؟، وهمُ الذينَ يصرفونَ أموالَهم على مجالاتِ التَّرفِ غيرِ الاخلاقيِّ والبذخِ الفاضحِ والإسرافِ الجائرِ والسَّفهِ المُشينِ، وما تبقَّى لديهُم منْ أموالٍ يصرفونها على المُرتزقةِ؛ لتدميرِ الدُّولِ العربيَّةِ وسحقِ شُعوبِها الحُرَّةِ، كما فعلتْ في العراق، وسُوريا، ولبنانَ، ومصرَ، والسُّودان، وليبيا، وتونس واليمن وقبلَها في العشريَّةِ السَّوداءِ في الجزائر الشَّقيقِ، يعني أنَّ أموالَهم لا تُعدُّ ولا تحصى، ولا يحتاجونَ إلى المزيد منها، سِوى أنَّ هدفَهم إلحاقُ الأذى والضَّرر بالشَّعبِ العربيِّ المصريِّ العظيم .
سَادساً :
هذه الطريقُ الصَّحراويَّةُ لو تمَّ انجازُها، ستضرُ بشكلٍ مُباشرٍ الموانئُ العربيَّةُ الأخرى التي تقعُ في الطَّريقِ بينَ موانئِ الهند شرقاً ومضيقِ قناةِ السُّويس غرباً، تلكَ الموانئُ هي موانئُ مسْقط بعُمان، وموانئُ المكلا وعدن والحُديدة باليمن، وموانئُ جيبوتي وأريتريا والسُّودان، كلُّ هذه الموانئِ سيصيبُها ضررٌ مُباشرٌ جرَّاءَ نقلِ مركزِ الثِّقلِ البحريِّ إلى النقلِ بالقطارات، أي أنَّ تلكَ الموانئَ لم تَعُدْ قادرةً على تقديمِ خدماتِها للسُّفنِ والمراكبِ والنَّاقلاتِ العابرةِ منَ الشَّرقِ إلى قناةِ السُّويس، وبالتَّالي هذه الطريقُ لنْ تُلحِقَ الضَّررَ بمصرَ وحدَها بل بجميعِ الأقطارِ العربيَّةِ المُطلَّةِ على بحرِ العربِ وخليجِ عدن والبحرِ الأحمر، وهذا هو الهدفُ البعيدُ لصُنَّاعِ هذا المشروعِ الخبيثِ الصُّهيونيّ.
سابعاً :
معركتُنا الاستراتيجيَّةُ الانسانيَّةُ والدَّينيّةُ معَ الكيانِ الصُّهيونيَّ، وهذهِ المُحاولاتُ التَّطبيعيَّةُ هي مُحاولاتٌ بائسةٌ وفاشلةٌ؛ لأنَّها تفاهُماتٌ بينَ الأنظمةِ الحاكمةِ العربيَّةِ المفروضةِ على الشُّعوبِ العربيَّة .
فالأمَّةُ العربيَّةُ والإسلامية فُرضَ عليها التَّطبيعُ معَ الكيانِ الصُّهيونيِّ الإسرائيليِّ المُغتصبِ لأرضِ فلسطينَ، وهيَ حالةٌ استعماريَّةٌ استيطانيَّةٌ شاذَّةٌ ومُؤقَّتةٌ، ولا يمكنُ لها أن تدومَ بالمُطلق؛ لأنَّهُ كيانٌ عارضٌ دخيلٌ مُؤقَّتٌ ومُغتصبٌ وأجنبيٌّ ومعزولٌ شعبيَّاً، ويعيشُ خلفَ أسوارٍ أسمنتيَّةٍ، وبحمايةٍ عسكريَّةٍ مُدجَّجةٍ من حلفِ الناتو المُعادي لشُعوبِنا العربيَّةِ كُلِّها .
الخُلاصة :
كُلُّ المشاريعِ السِّياسيَّةِ والثَّقافيَّةِ والاقتصاديَّةِ التَّطبيعيَّةِ بينَ الأنظمةِ العربيِّةِ والإسلاميَّةِ معَ الكيانِ الصُّهيونيِّ ستؤولُ إلى الفشلِ الذَّريع، وأنَّ حركةَ المُقاومةِ بكُلِّ أنواعِها في عالمِنا الإسلاميِّ والعربيِّ وفلسطينَ على وجهِ الخُصُوصِ كفيلةٌ بإجهاضِ كُلِّ تلكَ المشاريعِ التي تروِّجُ لها ليلَ نهارَ الحركةُ الصُّهيونيَّةُ حولَ العالمِ، ومن خلفِها الدَّوائرُ الأمريكيَّةُ المُتصهينةُ، وبدعمٍ منَ الدُّولِ الغربيَّةِ الأوروبيَّةِ الاستعماريَّة ،كُلُّ تلكَ المُحاولاتِ ستسقطُ لا محالةَ، والتعويلُ الكُليُّ هوَ على الارادةِ العربيَّةِ الحُرَّةِ ومن خلفِها أحرارُ العالمِ أجمع، وإنَّ غداً لناظرِهِ لقريبٌ باذنِ الله .

* رئيسُ وزراءِ حُكومةِ الإنقاذِ الوطنيّ

قد يعجبك ايضا