يحتفلُ اليمنُ اليوم الخميس، بالذكرى التاسعة للثورة الشعبية اليمنية الكبرى، 21 سبتمبر عام 2014م، المتممةِ لنضال وكفاح الشعب اليمني، لأكثر من نصف قرنٍ من الزمان، منذ ثورة السادس والعشرين من سبتمبر سنة 1962م، التي أدخلتها القوى الخارجية والإقليمية في نفقٍ مظلمٍ، بتخطيط إنجليزي، وتنفيذٍ سعوديٍّ، لم يعجبهُ أن يعيشَ الشعبُ اليمنيُّ حالةَ استقرارٍ ونماء، أو أن يهنأ بثورته، ولا بثرواته.. حيثُ ظلتْ (السعودية) تحيكُ المؤامرات، لإحباط المشاريع التنموية، وإفشالِ الرؤى والخطوات التقدمية، وتدبر الانقلابات على كل دولة وحكومةٍ وطنيةٍ نزيهة، وكان من أبرز ما جَنَتهُ على اليمن وشعبه قتل الرئيس الحمدي، وإسقاط المنظومة الوطنية، ووضع منظومة فسادٍ لم يشهد العالمُ مثيلاً لها خلال الربع الأخير من القرن العشرين والعقد الأول من الألفية الثالثة، ما أتاحَ لها زرع العملاء، وتوزيع الرواتب الشهرية على لفيف من المسؤولين ومشائخ القبائل وقادة الرأي العام، ودفعت بسخاءٍ لضرب كافة القطاعات الاقتصادية في اليمن، بما فيها السياحة، بافتعال جرائم التقطع وخطف السوَّاح منذ ثمانينيات القرن العشرين، وحاربت حتى التعليم بنشر الوهابية، وبناء المعاهد العلمية، وسعت إلى زرع الفرقة والفتنة بين الزيدية والشافعية، وانطلق دعاتُها بـ (التكفير) لكل من يخالف القواعد الوهابية الماسونية، وقامت بنشر البدع تحت عنوان محاربة البدعة.
• إن كل ما أنتجته جارة السوء في اليمن، لم تكن نتائجه إلا الفقر والجهل، ولمن يقول: أين الدولة اليمنية لتقاوم؟ نقول: في جيب الملك السعودي.
لقد لعب الريال السعودي لعبته، حتى أفاق اليمنُ من غفلته، وانفجر في ثورة 2011م، إلا أن خيوط المؤامرة ظلت تلاحقه، وهي ممسكةٌ بتلابيب الحكم والمعارضة، فلم يكن (التجمع اليمني للإصلاح) سوى تجمع عميل للهدم والتخريب، فسرعان ما دخل الإصلاح في اللعبة، وحوَّل مسار الثورة الشبابية لصالحه، وبإيعاز من أمريكا والسعودية، دُفِعَ بالمؤامرة الخليجية، التي أسموها بـ(المبادرة الخليجية)، وسرعان ما انقلب (حزب الإصلاح) على كل شعاراته التي رفعها إبّان الثورة الشبابية، ومبادئه التي أعلنها ووعد الشعب اليمني بها، وأعلن بكل وقاحةٍ جرعته القاتلة، فأعلن الشعبُ اليمنيُّ رفضه لها، وخرجت التظاهرات والمَسيرات المليونية، رافضةً للجرعة، ومعلنة الثورة على النظام العميل الجديد.
• لقد أسقطت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر منظومةَ الفساد الجديد، الذي تجاوز كل معقول ومنطقي في وعي الإنسان العادي، فقد أُعطيت المناصب الوزارية للجهلة من خريجي جامعة التكفير الوهابية، التي يطلقون عليها اسم جامعة الإيمان، وللأبواق الإخوانية التي ازدحمت بها ساحة التغيير في صنعاء وغيرها.. واستبعدت الكفاءات، وأُقصيت الشخصيات الفاعلة في ثورة الشباب، وزاد النهم لجمع الثروات، وتنمية الحسابات، وفتح المشاريع خارج البلد، وعمليات غسيل الأموال، في الوقت الذي تضاعفت فيه كشوف التجنيد للعمالة مع السعودية..
• وفوق ذلك كله انتشرت عصابات الإجرام من القاعدة وداعش، بكل حرية، لارتكاب أبشع جرائم القتل الجماعي، كما حدث في كل من (حضرموت) بقتل 14 جندياً مسافراً، واقتحام مستشفى العرضي، وقتل جميع من فيه من مرضى وأطباء وممرضين وعاملين، واقتحام السجن المركزي وتهريب بعض السجناء، بالإضافة إلى عمليات الاغتيالات لمئات من الضباط الشرفاء من جهاز الأمن السياسي، واستهداف الشخصيات الاجتماعية والسياسية الفاعلة، ناهيك عن التفجيرات والسيارات المفخخة، كما حدث في مسجدي (بدر، والحشحوش)..
• لذلك كان لا بد من أن يثور الشعب اليمني برمته، ويلتف حول قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي، رضي الله عنه، إذ وجد فيه الشعبُ اليمني الخلاص، ولمسوا الصدق في خطاباته، وفي رقي تعامل المنتسبين إلى المسيرة القرآنية، وفي عدالة وصدق توجه، وفي حكمة كل خطوة وكل توجيه يشير به، فقد كان نعم الناصح لشعبه، غيوراً على شعبه، منتصراً لحقوقه، فانتصر الشعبُ اليمني به.
• ها نحن في الذكرى التاسعة للثورة المباركة نرى أن كل من كان على سدة الحكم من منظومة الفساد قد التحقوا بالسعودية، وباركوا وشاركوا في قتل الشعب اليمني، منذ بداية العدوان الأمريكي السعودي عليه سنة 2015م، وإلى الآن ما زالوا يرتكبون أبشع الجرائم بحق الشعب اليمني، كتلك التي عملوها (في السنوات الماضية) بحق أبناء مدينة تعز، وبحق آل الجنيد وآل الرميمة وآل الشريف، من قتل وسحل وتمثيل بالجثث، وقتل النساء والشيوخ والأطفال.. فماذا كنا ننتظر منهم إن بقوا على سدة الحكم؟!!
فنحمد الله تعالى على أن نصرنا، وأقام ثورتنا، وأيدنا وأنقذنا بهذا القائد الصلب الشهم الهمام المؤمن الصادق، سيدي ومولاي سماحة السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي أيده الله، ونصره، وأدام على الشعب اليمني ظله..