اختطافات وتعذيب واغتصابات .. من يحاسب تحالف العدوان على جرائمه في المناطق المحتلة ؟

الثورة / محمد الروحاني
ما ظهر ويظهر في المناطق المحتلة من جرائم قتل واختطاف وتعذيب وصولاً إلى الكشف عن مقابر جماعية، يؤكد أن تحالف العدوان يمارس الإجرام في ابشع صوره، دون رقيب ولا حسيب في ظل وقوف المجتمع الدولي موقف المتفرج أمام هذه الجرائم ما يجعل منه شريكاً في هذه الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية .
فمنذ العام 2015م، مارس تحالف العدوان ومرتزقته أبشع وأفظع الجرائم بحق أبناء المناطق المحتلة بشهادة التقارير الدولية والمحلية وأخرها تقرير وزارة حقوق الإنسان بصنعاء الذي كشف عن أرقام صادمة لجرائم وانتهاكات تحالف العدوان ومرتزقته في المناطق المحتلة

الاعتقالات بالآلاف
منذ العام 2015م ، اعتقل تحالف العدوان ومرتزقته عشرات الألاف من أبناء المحافظات المحتلة ، واخفاهم في سجون سرية ، ومارس في حقهم شتى أنواع التعذيب ليموت المئات منهم تحت التعذيب ، ومازال الآلاف منهم يقبعون في سجون ومعتقلات العدوان .
وبحسب تقرير وزارة حقوق الإنسان فإن أكثر من 5 آلاف سجين، ومعتقل مازالوا يتواجدون حالياً في السجون بمدينة عدن وبقية المناطق الخاضعة لسيطرة تحالف العدوان .
الوزارة كشفت في تقريرها عن وجود 58 سجناً تم التعرف عليها في عدن وبقية المحافظات المحتلة لم ترد في التقارير الدولية والأممية .. مشيرة إلى أن لديها معلومات تؤكد وجود مقبرة سرية بمحافظة لحج تسمى مقبرة الحسوة يدفن فيها من تمت تصفيتهم أو قتلهم بالتعذيب .

عمليات تعذيب وحشية
في مطلع أغسطس الماضي كشفت ” دائرة الحقوق والحريات ” في ما يسمى بمجلس الحراك الثوري الجنوبي عن عمليات تعذيب وحشية تمارسها ميليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيا، ضد المختطفين والمخفيين قسراً في سجونها المختلفة.
وقالت الدائرة في بيان إن مليشيا الانتقالي لديها على امتداد الشريط من منطقة “جولدمور” إلى منطقة “الفتح” وبمساحه لا تتجاوز ثلاثة كليو مترات، ستة سجون سرية تمارس فيها كافة أنواع التعذيب والتنكيل، بما يلحق ضرراً بالغاً بالذين مورست عليهم من المعتقلين.. مضيفة أن بعض المعلومات أكدت إصابة بعض المعتقلين المخفيين قسراً في سجون مليشيا الانتقالي بالجنون، في حين أصيب آخرون بأمراض القلب والسرطان والشلل بسبب قسوة التعذيب اليومي الذي يطالهم .
وفي منتصف مايو الماضي، طالبت رابطة أمهات المختطفين في عدن بإظهار 61 مخفياً قسراً والكشف عن مصيرهم والإفراج عنهم مع 37 معتقلاً، يعانون أسوأ أوضاع الاعتقال ودون أدنى الحقوق الإنسانية في سجون المليشيا.

جرائم الاختطاف
مازالت جرائم الاختطاف والتعذيب في المناطق المحتلة هي المسيطرة على المشهد، فلا يكاد يمر شهر دون تسجيل عملية اختطاف وتعذيب، ومن أبرز هذه الجرائم اختطاف مليشيا الانتقالي للمواطن محمد حسن عبده وتعذيبه حتى الموت في محافظة أبين وهو أصم وابكم في يوليو الماضي، وكذلك اختطاف المواطن عبدالرحمن ثابت، وتعذيبه بقسوة، ما أدى إلى وفاته ، في مناطق سيطرة مرتزقة الإصلاح بمحافظة تعز، وجريمة اختطاف مليشيا الانتقالي للشاب عاطف سعيد محمد الحرازي في اكتوبر
2021م، بلحج، وتعذيبه حتى الموت، والذي كان يعمل مع منظمة “أطباء بلا حدود”، وسبقت هذه الجريمة جريمة اختطاف وقتل الشاب عبدالملك السنباني .

مارب والمخا
لم يختلف الوضع في مناطق سيطرة العدوان ومرتزقته في مارب والمخا، فوفق تقرير لمنظمة إنسان أصدرته في الـ 19 من مايو الماضي، بلغ عدد المختطفين المدنيين خلال الفترة 2021 – 2023م فقط قرابة ألف و200 مختطف بينهم نساء وأطفال .
المنظمة كشفت في تقريرها أيضاً عن ٦٤٥ حالة اعتقال طالت مدنيين في محافظة مارب فقط، كما وثقت السجون التي يقبع فيها المختطفون بمارب، وأبرزها سجن معهد الصالح، وهو أحد السجون السرية، وكذا سجون بن غريب، والأمن السياسي، والاستخبارات العسكرية، والأمن المركزي، والمنطقة العسكرية، والمحكمة، والبحث الجنائي .
ورصدت منظمة إنسان (١٨) جريمة قتل في سجون مارب أبرزها حدثت في سجن معهد الصالح المخفي وسجن الأمن السياسي.
ولم تقتصر الاختطافات على الرجال فحسب، بل طالت النساء أيضاً، حيث رصدت منظمة إنسان (١٠) حالات اختطاف نساء بالإضافة إلى أن هناك نساء تمت تصفيتهن، من ضمنهن صفاء خالد الأمير، ورجاء الصنعاني.
وكما في مارب، يمتلك مرتزقة العدوان العديد من السجون والمعتقلات السرية في الساحل الغربي، والذي تمارس فيها شتى أنواع التعذيب بحق المعتقلين، وبشهادة المنظمات التابعة للعدوان ومنها منظمة “سام للحقوق والحريات ” التي كشفت منتصف في مايو الماضي عن انتهاكات جسيمة يتعرض لها سجناء داخل سجون سرية يديرها المرتزق طارق عفاش آخرها جريمة قتل مواطن يعاني من حالة نفسية تحت التعذيب في أحد معتقلات الخوخة في يونيو الماضي .
كما تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في ديسمبر 2022م صورا لإحدى زنزانات السجون السرية في الساحل الغربي، التابعة للمرتزق طارق عفاش، وهي ممتلئة بالمحتجزين .
وأظهرت الصورة غرفة صغيرة وهي ممتلئة بالمحتجزين من أبناء تهامة، في ظل ارتفاع درجات الحرارة وغياب المكيفات أو المراوح.
وأثارت الطريقة التي تتعامل بها فصائل مرتزقة العدوان في المخا ومدن أخرى في الساحل الغربي ردود أفعال غاضبة لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين وصفوا المشهد بأنه أشبه بسجون جوانتانامو .

جرائم الاغتصاب
إلى جانب جرائم الاعتقالات والاختطافات، ارتكب مرتزقة العدوان العديد من جرائم الاغتصاب بحق النساء والأطفال في المناطق المحتلة، فوفق منظمة انتصاف لحقوق المرأة والطفل فقد بلغ عدد ضحايا جرائم الاغتصاب من النساء والأطفال في المناطق المحتلة حتى نهاية عام 2022م، 456 جريمة اغتصاب، و423 جريمة اختطاف منها 72 حالة اختطاف للنساء، وفي منطقة الساحل الغربي بلغ العدد التقريبي لجرائم الاغتصاب 696 جريمة من بينها 244 جريمة اغتصاب منها 132 جريمة اغتصاب نساء و84 جريمة اغتصاب أطفال، فيما بلغت جرائم الاختطاف 414 جريمة منها 56 جريمة اختطاف نساء و145 جريمة اختطاف أطفال، فيما تم الإبلاغ عن 443 جريمة اغتصاب في محافظة عدن .

قد يعجبك ايضا