لاعب لم يهزم إلا في المباراة الأخيرة وبفارق النقاط وليس بالضربة القاضية أمام اللاعب الأمريكي وبعد 12 جولة من النزال القوي والمثير والعنيف وبالمخالفة لآداب وقواعد اللعبة ومع ذلك قضى الحكام بفوز الأمريكي على حساب معلم الملاكمة البرنس نسيم بفارق النقاط.
كان يسقط خصمه بالحلبة من الجولة الأولى للنزال وبالضربة القاضية، كان لاعباً مثيراً وقوياً وحاسماً وممتعاً في لعبه، البرنس كان يحول مباراته من مجرد نزال إلى مباراة مشوقة وملفتة لأنظار وعشاق الملاكمة في العالم، كان الناس ينتظرون منازلاته بفارغ الصبر ويسهرون الليل لمتابعة ومشاهدة الملاكم العالمي نسيم حميد وما سيحققه من انتصار مذهل ومثير.
اليمنيون كانوا يسهرون الليل ويحتشدون خلف الشاشات لتشجيع ومتابعة نزال وحركات نسيم حميد في حلبة الملاكمة، فهو اللاعب الوحيد في عالم الملاكمة الذي يواجه خصمه وهو لا يغطي وجهه بالقفاز واليد، بل ينازل خصمه مكشوف الوجه ويتمايل يمينا وشمالا وبرقصات مشوقة ومثيرة للمشاهد واللاعب الخصم.
مازلت والكثير من المتابعين وعشاق نسيم حميد كشميم خاصة نتذكر تلك الحركات والرقصات وعملية الانقضاض على الخصم بلكمات قوية ومتتالية وسريعة لا تمنح الخصم الرد والمواجهة، فلا نرى خصم نسيم إلا صريعا وجسده ملقياً على خشبة الحلبة والحكم يوقف الملاكم نسيم ويطمئن على سلامة الملاكم الخصم ويتأكد من قدرته على المواجهة، وفورا يعلن البرنس نسيم فائزا.
في آخر مباراة للملاكم نسيم أمام الأمريكي الذي لا أتذكر أسمه وفاز بالنقاط بعد 12 جولة كم ذرف الشعب اليمني والعالم العربي والإسلامي والأوروبي الدموع على تلك الخسارة والمباراة المثيرة والظالمة أيضا لنسيم، بكى بطلنا نسيم وأبكى العالم معه، والتي بسببها اعتزل اللعبة، لكنه ظل أسطورة عالمية في الملاكمة دون منازع.
يا له من ملاكم محترف وقوي وملهم وعاشق للعبته، بل هو بطل عالمي لن يتكرر في عالم الملاكمة ولا أظن أن الزمن سيأتي بمثل نسيم.
مؤخرا تابعت نزال نجله الشاب آدم نسيم حميد كشميم، ورغم فوزه بالضربة القاضية وبالجولة الأولى إلا أنه لم يقنعن ومعي البعض ممن تابعوا لقاءه مع التشيكي فوتك هردي، بالأداء كما كان عليه أسطورة الملاكمة والده نسيم، ربما لضعف الخصم أو لعدم الأداء المقنع للشاب آدم أمام خصمه في تلك المنازلة بالشكل المطلوب، ومع ذلك يبقى الشبل من ذاك الأسد وهي البدايات الأولى، ومع ذلك نتمنى أن يقدم في نزالاته القادمة أفضل مما كان وما قدمه من أداء، لمَ لا، بل إنه أمر متوقع أن يظهر بشخصية أكثر قوة وبمهارات أعلى تمكنه من الحسم ويقنع بها متابعيه ومشجعيه كما كان عليه والده العملاق نسيم، أقول ذلك لأن المعلم والمدرب والمشرف عليه هو أسطورة العالم الذي أبهر العالم بأدائه وقوته ولمساته السحرية، ولم يكن خلفه سوى والده حميد الأب الأكبر مشجعا ومحفزا، فما بالكم بالمعلم والمدرب والمشجع والمحفز.. تمنياتي للشبل الشاب اليمني الأصيل آدم نسيم حميد كشميم التألق والفوز وتحقيق انتصارات مبهرة وممتعة للعالم والشعب اليمني خاصة، لأنه شعب يبحث عن الفوز والفرحة والسعادة من أي مكان.