الترجمة الأدبية بين الاقتباس والافتراس

 

صدر عن دار خيال للنشر والترجمة بالجزائر للدكتورة مريم حمدوش، كتابٌ نقديٌّ بعنوان “الترجمة الأدبية.. بين الاقتباس والافتراس” (200 ص)، وارتأت المؤلفة أن تقسّمه إلى ثلاثة فصول هي: (الاقتباس تحت المجهر، وتيارات ترجمة الاقتباس، والاقتباس في بحر الأجناس الأدبية).
وتؤكّد مؤلفة الكتاب في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية، أنّها حاولت في هذه الدّراسة، التّعمّق في بحث طرائق ترجمة ظاهرة أدبية أثّرت، بشكل أو بآخر، في مسار العملية التّرجمية؛ ألا وهي الاقتباس، وبغرض تقريب الصّورة وتوضيحها قدر الإمكان للقارئ، عملت على تقديم دراسة تطبيقيّة وافيّة تضمّنت دراسة ثلاث مدوّنات، تنتمي إلى أجناس أدبيّة مختلفة؛ فانتقت من المسرح رائعة الأديب الأمريكي (يوجين ڤلادستون أونيل) «desire under the elms»، وجمعها بترجمة اقتباسية إلى اللّغة العربية، عُنونت بـ “بيت الشّغف” للمخرج المسرحي (هشام كفارنة)، في إطار دراسة تحليلية نقدية، واختارت من جنس الرّواية «Allah n’est pas obligé» للكاتب الإيفواري (أحمدو كوروما)، وقابلتها بترجمة (ثريا إقبال) حملت عنوان “لله الأمر”، وفي آخر محطّة من هذا المهاد، حرصت الباحثة على عرض قصّة (ألفونس دوديه) وهي “الشّيء الصّغير”، وترجمتها التي أشرف عليها (ناصر عكاري) عن دار الشّمال بلبنان، بدراسة وافية تحليلا وتعليلا، للخروج في آخر المطاف بإجابات أثارتها هذه التّساؤلات: هل يفضي الاحتكام إلى الاقتباس في ترجمة الجنس الأدبي دائما إلى حلول مرضية؟ وكيف يهتدي المترجم إلى المنهج التّرجمي الملائم، لنقل الرّموز اللّغوية واللّكنات المحليّة ذات الخصوصيّة العالية، سواء وقع هذا التّحويل ضمن الجنس الأدبي الواحد، أو بين جنسين أدبيّين مختلفين؟ وتضيف صاحبة هذه الدراسة أنّ بين هذه المناهج التي تفرض كلّ واحدة منها استراتيجياتها، تطرح إشكاليّة تتعلّق بقدرة المترجم على تقديم حلول نافذة، حتّى لا يتخطّى تلك الفواصل النّظرية بين الترجمة والاقتباس والافتراس، خاصّة إذا ما تعلّق الأمر بالنّصوص الهجينة ذات السّياق ما بعد الكولونيالي، مع أخذ الماضي الشّنيع الذي التصق بالتّرجمة خلال الحقبة الامبريالية بعين الاعتبار، حين استُخدمت في تحريف ثقافات الشّعوب المستضعفة وإلحاقها، فهل يكون الاحتفاء بهذا التّمايز محمودا ترجميًّا باعتماد أسلوب إعادة الصّياغة؟ أم أنّ تلك الاستراتيجيات الخاصّة بنقل هذه الأنواع من النّصوص، من سياق إلى آخر، كفيلة بالحفاظ على الخصوصيّة الثّقافية لهذه الشّعوب ورد اعتبار لدور التّرجمة الحيادي.
يُشار إلى أنّ د. مريم حمدوش، من مواليد عام 1988م بقسنطينة (شرق الجزائر)، حائزة على إجازة الدكتوراه في التّرجمة التّحريريّة والشّفهيّة (عربي/ فرنسي/ إنجليزي) عن معهد التّرجمة بجامعة وهران1. وشارِكت في عدّة ندوات علمية، وملتقيات وطنية ودوليّة، فضلا عن نشرها مقالات في مجلات علميّة محكّمة.

قد يعجبك ايضا