مثقفون وأكاديميون لـ “الثورة “: الإمام زيد حارب الفساد وكرس مبدأ الوعي والبصيرة حفاظا على الأمة من الرضوخ لأعدائها!!

 

أوضح مثقفون وأكاديميون أن الإمام زيد عليه السلام كان يعي ويدرك جيدا ان الذي يجعل الناس يرضخون للباطل والفساد هو الجهل وانعدام الوعي والبصيرة، وان الفريضة الإلهية التي تكمن في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب ان تكون قائمة ومستمرة في كل زمان ومجتمع، وان الجهاد في سبيل الله هو التوجه الحكيم الذي يردع الظلم ويحقق العدل للناس، مبينين أن التاريخ يعيد نفسه لأن واقع الأمة اليوم بحاجة ماسة إلى الوعي والبصيرة وإقامة العدل في واقعها الداخلي وحين يحصل ذلك سوف تتمكن من التغلب على أعدائها من أهل الكتاب الذين يهيمنون عليها ويستذلونها..

استطلاع / أسماء البزاز

فضيلة العلامة حسين السراجي أوضح أن ثورة الإمام الأعظم زيد بن علي عليهما السلام شعلة وقّادة في زمن الإستبداد والظلم والطغيان وقد حملت بين طياتها هدف إيقاظ الأمة من سباتها وخنوعها واستسلامها لواقع التحريف والتزييف الذي بدأه الطلقاء وطبقه ملوك بني أمية .
وبيّن السراجي أن الدماء التي سفكت في كربلاء وما تلاها من أحداث مؤلمة وموجعة في تاريخ الإسلام وصولاً لثورة حليف القرآن الإمام زيد كانت تبتغي إعادة المسار وتقويم الاعوجاج فالإسلام بات شكلياً والناس ما بين ساكت وصامت ومداهن ومدافع عن الملك وكان لا بد من تحريك المياه الراكدة.
وتابع السراجي أن مشكلتنا الحقيقية أننا لا نقرأ فتحركات الوهابية التي سقطت في عقر دارها هجّنت وعي الأمة ورسمت للأمة الأحداث التي تريد، وعملت بكل جهد على تحريف الوعي وطمس الهوية وتزييف الحقائق بهدف طمس حقائق الثورات التي قادها الأئمة والمجددون وطعنوا فيها وفي رجالاتها وقادتها ليخدموا الحكام الظالمين ويحموا كراسي ملكهم كافاهم الله بما يستحقون ﴿ بِئسَمَا اشتَرَوا بِهِ أَنفُسَهُم أَن يَكفُروا بِما أَنزَلَ اللَّهُ بَغيًا أَن يُنَزِّلَ اللَّهُ مِن فَضلِهِ عَلى مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ فَباءوا بِغَضَبٍ عَلى غَضَبٍ وَلِلكافِرينَ عَذابٌ مُهينٌ ﴾ البقرة 90 .
وأضاف : ولو استقرينا التاريخ في مراجعة مصادره السنّية كـ كتاب الكامل لابن الأثير ومروج الذهب للمسعودي والبداية والنهاية للحافظ ابن كثير والإصابة لابن عبدالبر وغيرها من مراجع التأريخ والسير لعرفنا الحقيقة وعلمنا مقدار الزيغ والانحراف والتآمر على الإسلام وعظمة الذين قادوا ثورات الوعي وتصحيح المسار ولكننا لا نقرأ أو نستصعب القراءة ونميل لمتابعة مهرجي الفيديوهات بشكل هستيري.
وتابع : لو يقرؤون ما حدث في واقعة الحرة وكم قتل بنو أمية وجلاوزتهم وأشقياؤهم من الصحابة وكيف استحلوا الحرم ورموا الكعبة بالمنجنيق واستباحوا المدينة والأحداث المأساوية لعلموا حجم البغي والظلم والكفر والارتداد عن الإسلام والممارسات الخبيثة التي يمارسها حكام الجور لتعدلت الأفكار وساهمت في استعادة الوعي ولكن من يقرأ ويستوعب؟
واردف قائلا : يعلم الله أن أي حديث عن ثورة قادها مجددو الإسلام ليست من باب عصبية أو سلالية ولا نبش الماضي كما يعزف البعض وإنما المراد استعادة الوعي واستنهاض الأمة واستفادتها في مسيرة عودتها لمكانتها وحيويتها خير أمة أخرجت للناس .فقداسة القضايا التي حملها الإمام الحسين والإمام زيد وبقية الأئمة سلام الله عليهم هو ما جعل جذوة الثورة مستمرة حتى اليوم، فالظالمون انتهوا والأحرار باقون نستلهم منهم الدروس والعظات والعبر حتى قيام الساعة .
ما أشبه اليوم بالأمس:
وتابع قائلا : تأملوا فقط في هذا الموقف لتُسقطوه على الواقع اليوم :
في مجلس هشام اللعين سمع الإمام زيد (ع) يهودياً جليساً لهشام يسب النبي الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله ويتطاول عليه فما سكت ولا داهن بل ردّ عليه وجابهه فقال له هشام : مَهٍ يا زيد لا تؤذ جليسنا ! فغضب الإمام زيد من كلام هشام اللعين فقال له : (والله لن تراني يا هشام إلا حيث تكره ).
الطريقة المثلى
ومن جهته يقول الدكتور زيد محمد محسن الحوثي_ جامعة صنعاء ان الإمام زيد بن علي عليه السلام جسد المسار الذي رسمه الله في القرآن الكريم، ونفذ عمليا من قبل من اختارهم الله من الرسل والأنبياء والأئمة والأولياء، والصادقين والأتقياء من عباده، ومنهم الإمام زيد بن علي عليهما السلام الذي اقتدى بمن سبقه من الآباء والجدود، وكان له الطريقة المثلى في إصلاح الأمة، والشعور بعظم المسؤولية، ولأنه من العلماء العاملين، حمل علماء الأمة مسؤولية كبرى، واعتبر أن الصلاح لا يكون إلا بهم وعليهم أداء المهمة الملقاة على عاتقهم، وفي المقابل لا خير في علماء السلطة، ووجه رسالة مفصلة إلى علماء الأمة -مطبوعة وتباع في المكتبات، ولم يحملهم المسؤولية ويترك نفسه بل مارس تغيير الظلم بنفسه، وواجه السلطات الظالمة في عقر دارها، ولم يخش إلا الله.
وقال الحوثي : يسجل التاريخ موقفه عندما دخل مجلس الحاكم هشام، وبجواره اليهودي، المدلل، وحاول الإساءة إلى الإمام زيد بن علي عليهما السلام، فقال له الإمام زيد فيما معناه “لو أتمكن منك لأقطعن رأسك”، فقال هشام: أيه زيد تؤذي جليسنا، وبعدها قول الإمام زيد المشهور ل هشام: “لن تجدني إلا حيث تكره” بما معناه في ميدان القتال!
ويأبى الذلة والمهانة أيضا، ومن أقواله المشهورة “ما كره قوم حر السيوف إلا ذلوا”
وتابع الحوثي : لقد رأى زيد أيضا أن حب الحياة يورث الذلة، ولهذا قال: “من أحب الحياة عاش ذليلا” فحياة الإمام زيد بن علي عليهما السلام مليئة بالدروس والعبر، الماثلة بين أيدينا وأمام أعيننا، وأمام هذه الشخصية المليئة بالزهد والورع والقيم النبيلة والأخلاق الفاضلة يقف أي إنسان عبر الزمان والمكان إجلالا وتقديرا لهذه القيم والمبادئ الإنسانية التي تجسدت في شخصية الإمام زيد بن علي عليهما السلام ، ولم يقف عند هذا الحد.
وتابع : أي إيثار وبذل يقدم وأي عطاء من أجل صلاح الأمة، وفي المقابل هناك من يستعبد الإنسان ويقهره ويذله ونتهك حرماته، ليس في بلدنا أو بلاد المسلمين فقط، بل على مستوى العالم، ويسعى جاهدا لإضلالها حتى عن إنسانيتها، والقضايا الراهنة حاضرة، وبحاجة إلى مسار الإمام زيد بن علي عليهما السلام ، ولأن الحديث حول الدروس المستفادة من ثورة الإمام زيد بن علي عليهما السلام و أكتفي بذكر ما طرحه في النقاط التالية:
تجسيد مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كمبدأ قرآني- رباني.
الشعور بعظم المسؤولية، ووجب تمثيلها بوعي وبصيرة.
العيش بعزة وكرامة، ويتطلب عدم الخضوع والذلة للظلم والظلمة.
التدرج في عملية التغيير، التعرف على الظلم والفساد، تعريف الظالم والفاسد بظلمه وفساده – النصيحة ، إذا لم يرتدع الظالم والفاسد، يتم الانتقال إلى مرحلة متقدمة تتمثل في التخشين في الخطاب، ورفع الصوت في وجه الظالم، كما هو اليوم في وسائل الإعلام.. الخ.
وقال الحوثي : إن لم يرتدع الظالم يتم ، تكوين الأنصار، وفي مقدمتهم علماء الأمة. وبدورهم يعدون الأمة وتبدأ المرحلة الحاسمة ممثلة بالثورة على الظلم والفساد، المتجسد في الظلمة الفاسدين وتغييرهم، وهكذا، وفي بعض الأحيان يكون الظلمة قد تمكنوا واستقووا بقوى داخلية وخارجية أيضا فيتم القضاء على الثورة والثوار لأسباب متعددة لا يتسع المجال لذكرها، ويعمل الظلمة والفاسدين على إسكات أي صوت أو تحرك، وثورة الإمام زيد بن علي عليهما السلام ظلت مستمرة حتى اليوم، رغم قتله والتمثيل بجسده الطاهر، وتعليقه لمدة عامين تقريبا بغرض التخويف والترهيب لمن بعده.
البذل والتضحية :
من ناحيتها تقول زينب إبراهيم الديلمي -كاتبة وناشطة إعلاميّة: أنه ومن المعلوم أنّ الأحداث التاريخيّة التي وقعت منذ عهد الأنبياء عليهم السّلام ومروراً بعهد آل بيت النبوّة – صلوات الله عليهم أجمعين – إنما لأخذ الدروس والعبر منها في واقعنا المُعاش، لاسيما وأن التأريخ يُعيد تسلسله في كل زمنٍ وفي كُل عصر، ونموذج ذلك هو اليمن الذي عاش كربلائيّة الأحداث وزيديّة الموقف وبلغ في ذلك مقاماً محموداً؛ مُستلهماً من هذه الأحداث وهذه القَصص أجلَّ العبر وأوسط الدروس في الجَلَد والاستعداد التّام لبذل أغلى ما لديه؛ نشوةً للوصول إلى رضوان الله.
وأضافت الديلمي : ما أحوجنا في هذا الزمن نحن كيمنيين وكأمةٍ إسلاميّة إلى أن نستلهم من تاريخ آل البيت – عليهم السّلام – ومن ثورة الإمام الشهيد الأعظم زيد بن علي – عليه السّلام – أعظم الدروس والملاحم البطوليّة والفدائيّة التي خلّدوها لنا في ظل المُحاولات العدائيّة للتشويش عليها – أو بالأحرى تغييبها عن مداركنا وعن تأريخنا وهويّتنا – ومن هُنا يأتي دورنا المُناط في العودة إلى معاني الصّبر والثّبات والتضحيّة والبذل في سبيل الله، ولتذكير النّاس بأنّ الحق والباطل في صراعٍ دائمٍ إلى قيام السّاعة. مُتيقنين أنّ طريق الحق المُتمثل بالثقلين وبأعلام الهدى هو طريق أمانٍ واطمئنانٍ ونجاةٍ من حبائل الباطل وشراكه.
إتباع عملي
من جهته بقول زيد الشريف كاتب ومحلل سياسي: إن ‏الإمام زيد عليه السلام لُقب بحليف القرآن واشتهر بهذا اللقب وهذا يعني أن الذي حركه ودفعه للثورة في وجه طغيان وفساد وظلم وانحراف بني أمية بقيادة هشام بن عبدالملك بن مروان هو القران الكريم بما يتضمنه من نور وهدى وبينات وتوجيهات إلهية تخاطب كل إنسان مسلم مؤمن بالقرآن الكريم وقبل ذلك مؤمن بالله تعالى إيمانا حقيقيا قائما على الاستجابة العملية لما امر الله به ووجه إليه في القران وهذا يعني أن المسألة والقضية الأساسية التي يجب أن يتصف بها كل إنسان مؤمن بالله تعالى وكل محب للإمام زيد عليه السلام هي الاتباع العملي للقران الكريم بشكل فردي وبشكل جماعي وان يوطن الجميع انفسهم على الاستجابة لأوامر الله التي تعج بها آيات وسور القران فالذي حرك الإمام زيد في ذلك الزمان للخروج في ثورة جهادية ضد الطغيان والانحراف والظلم والفساد هو القران الكريم وهو نفسه الذي يجب أن يحرك هذه الأمة ويدفعها للنهوض بمسؤوليتها أمام الله تعالى.
وبين الشريف إن من ابرز العناوين والمبادئ الثورية الإيمانية والثقافية والسياسية والجهادية التي رفعها الإمام زيد عليه السلام وتحرك على أساسها ضد طغيان بني أمية هي الدعوة العامة للمسلمين لضرورة التحلي بالوعي والبصيرة فكان شعاره المعروف الذي خلده التاريخ إلى اليوم هو (البصيرة البصيرة ثم الجهاد) هو المبدأ الأساسي لثورته ومعلوم أن البصيرة التي دعا إليها الإمام زيد في ذلك الزمان هي البصيرة التي تفتقر إليها الأمة اليوم والتي تكمن في الحكمة، والحكمة مصدرها الوحيد هو الله تعالى وكذلك الوعي الذي منبعه القرآن الكريم واخذ الدروس والعبر من الأحداث والمتغيرات فمن يعتمد على الله ويستعين به ويتوكل عليه ويستجيب له بصدق سوف يحصل على الحكمة ومن يتبع القرآن الكريم ويتحرك على أساس هديه ونوره فلن يضل ولن يرضخ للطاغوت ولن يقبل بالظلم والفساد .
وقال الشريف : كان التحرك الثوري الإيماني الجهادي للإمام زيد عليه السلام في مواجهة طغيان وفساد وظلم وانحراف بني أمية بقيادة هشام بن عبدالملك تحركا ثوريا شاملا قائما على الوعي والبصيرة والحكمة والارتباط بالله تعالى والاستعانة به والتحرك على أساس الاستجابة العملية لما امر به ووجه إليه في كتابه بمواقف وأعمال قوية قائمة على المسؤولية الدينية وتهدف إلى الإصلاح، الإصلاح لواقع الناس في مختلف شؤون حياتهم الدينية والدنيوية والسياسية والاقتصادية لما فيه الخير لهم في الدنيا والأخرة ووفق ما يريد الله لعباده أن تكون حياتهم مربوطة به وقائمة على الحق والعدل والهدى والعزة والكرامة وهذا هو ما يجب أن يسعى إلى تحقيقه كل إنسان مسلم في هذا العالم.

قد يعجبك ايضا