التعتيم الإعلامي جريمة بحق الحقيقة والحرية

يكتبها اليوم / زيد الشُريف

لم يأت العدو بجديد، وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم تحالف العدوان على اليمن فيها بالعمل على حذف وحجب وإغلاق وسائل الإعلام اليمنية الوطنية الحرة المختلفة سواء في اليوتيوب أو الفيسبوك أو في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل عام بل وحتى القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية بهدف التعتيم الإعلامي الشامل على ما يجري في اليمن من ظلم وعدوان واستعمار تمارسه دول تحالف العدوان على اليمن منذ أكثر من ثمان سنوات وهذه الحرب الإعلامية التي يمارسها تحالف العدوان على اليمن هي تأتي في إطار العدوان الإجرامي الشامل على اليمن الذي يشمل كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والإعلامية والإنسانية كما أنها تؤكد للجميع أن تحالف العدوان يعيش حالة فشل وهستيريا ويخشى من الحقيقة ويخاف من أن يفتضح أمره وتظهر للرأي العام العالمي مخططاته وأهدافه الاستعمارية التي باتت واضحة ومكشوفة للجميع، لأن الأحداث والمستجدات والمتغيرات والمعطيات على الساحة اليمنية تتحدث عن نفسها وتفضح تحالف العدوان وتشهد على زيف وبطلان ادعاءاته وتصريحاته التي طالما حاول من خلالها تزييف الحقائق.
هذا التعتيم الإعلامي الذي تفرضه دول تحالف العدوان على اليمن يهدف إلى التغطية على الجرائم الوحشية التي يرتكبها بحق الشعب اليمني هو بحد ذاته عدوان وجريمة كبرى لأنه يعمل على إخفاء الحقائق وتزييفها وحجبها عن الرأي العام العالمي بحيث لا يعرف الجميع ما تفعله دول العدوان في اليمن وما هي مخططاتها الاستعمارية التي باتت مكشوفة للجميع وتشهد على حقيقتها القواعد العسكرية في سقطرى ومختلف الجزر والموانئ والمطارات والمحافظات المحتلة والمواقع الاستراتيجية اليمنية التي حولها تحالف العدوان إلى مستعمرات له وإلى ميدان وساحة لممارسة أهدافه وأعماله الاستعمارية الإجرامية التي تهدف إلى الهيمنة الشاملة على اليمن وشعبه ومصادرة حقوقه ونهب ثرواته واستعمار أرضه ويريد العدو بل ويعمل أن يكون ذلك بعيدا عن أسماع ونظار العالم.
ويمكن القول ان الحرب الإعلامية والتعتيم الإعلامي الذي يمارسه تحالف العدوان بحق الإعلام اليمني بشتى أنواعه هو جريمة بحق الحقيقة وجريمة بحق حرية الرأي وجريمة بحق الكلمة وتحالف العدوان على اليمن لا يستهدف الإعلام اليمني الوطني الحر فحسب بل يستهدف ويعتدي على الإنسان اليمني وعلى أرضه وعلى حقوقه وعلى كل جوانب حياته المادية والمعنوية ومع ذلك لن يصل إلى النتيجة التي يطمح اليها ومصيره الفشل والهزيمة إن شاء الله تعالى.
يعمل تحالف العدوان على أن تكون الساحة الإعلامية في العالم بشكل عام وفي اليمن بشكل خاص فيما يتعلق بالشأن اليمني على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري والواقع العام بكل أحداثه ومتغيراته المشحونة بالظلم والطغيان الذي يصنعه تحالف العدوان منذ أكثر من ثمان سنوات ويريد بل ويعمل على أن تكون جرائمه ومخططاته وأعماله الاستعمارية مغيبة ومحجوبة عن الرأي العام العالمي فلا يسمع بها أحد ولا يعرف العالم عنها شيئاً ويعمل على أن تكون الساحة الإعلامية العالمية خالية من الحقيقة والمصداقية بخصوص ما يفعله في اليمن من ظلم وعدوان ويعتمد العدو بشكل كبير على تعتيم الجانب الإعلامي وإخفاء الحقائق ويمارس في نفس الوقت أسلوب التضليل والتشكيك وخلق الشائعات والترويج للأكاذيب ويحاول بما يستطيع من خلال عناصره الاستخباراتية ووسائل إعلامه ومرتزقته أن يوجد حاله من القلق والإرباك داخل أوساط المجتمع اليمني بما يساعده على تحقيق أهدافه ومخططاته الاستعمارية، فلا يريد أن يعرف العالم ما يجري في اليمن من استعمار وظلم وعدوان ويعمل على أن تكون وسائل إعلامه هي التي تتحدث باسم اليمن وشعبه وفق ما يريد وحسب سياسته الخبيثة فيبذل ما بوسعه لحذف وتهكير وإغلاق كل وسيلة إعلامية يمنية تفضحه وتكشف مخططاته.
في مواجهة هذه الهجمة الشاملة التي يشنها تحالف العدوان على اليمن لا بد من التحلي بالوعي لأن الوعي هو اقوى الأسلحة التي إذا امتلكها الإنسان اليمني وهو يمتلكها فقد حصل على ما يمكنه من خوض غمار الصراع بشتى أنواعه في مواجهة كل التحديات والأخطار بحكمة ومسؤولية وبصيرة عالية والوعي في مواجهة الهجمة الإعلامية التي تستهدف الشعب اليمني من خلال وسائلا الإعلام التي تنشر الكذب والزيف وتحاول أن تستهدف عقول ونفوس وقلوب اليمنيين فكرياً وثقافياً وسياسياً عبر وسائل الإعلام المختلفة التي تبرر جرائم العدوان وتلمع الاحتلال والاستعمار وتقول بشكل مباشر وغير مباشر انها تعمل على تحرير اليمن بينما أعمالها ومواقفها الاستعمارية والإجرامية تؤكد للجميع انها تمارس اعمالا طاغوتية استعمارية على أرقى مستوى من الخبث والمكر حيث وصل بها الأمر إلى درجة انها تريد ان تصل بالشعب اليمني الى حالة التيه والجهل بحقيقة ما تفعله وما تسعى اليه وتنشر الشائعات وتتهم الداخل اليمني المناهض له وتحمله مسؤولية ما تقوم به ومع ذلك فقد فشلت دول العدوان في تضليل الشعب اليمني وإبعاده عن الحقيقة لأنه يتحلى بالوعي ويعرف ويميز بين الصدق من الكذب والحقيقة من الزيف ويمكن القول بكل ثقة أن إغلاق العدو للقنوات الإعلامية في يوتيوب وللحسابات في تويتر وفي فيسبوك يعبر عن فشله وخوفه من الحقيقة وهذا بفضل الله وبفضل وعي الشعب اليمني.

قد يعجبك ايضا