اللقاء يدعو الحكومة إلى حظر فيسبوك ويوتيوب ردا على حذفها أكثر من 70 قناة يمنية مؤسسية وشخصية
لقاء إعلامي موسع في صنعاء يدعو إلى الرد على موجة التصعيد ضد الإعلام الوطني على مواقع التواصل الاجتماعي
الثورة / إبراهيم الوادعي
دعا إعلاميون وناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حكومة الإنقاذ الوطني إلى حجب فيسبوك ويوتيوب في النطاق الجغرافي للجمهورية اليمنية ردا على تصعيدهما ضد المحتوى اليمني .
وفي اللقاء الموسع بالعاصمة صنعاء، بحضور رؤساء المؤسسات الإعلامية وكتاب ومثقفين وناشطين، اكد الجميع أن الإعلام اليمني يتعرض لموجة تصعيد خطيرة بهدف حجب صوت الحقيقة عن العالم، وربما يكون تمهيدا لجرائم يتعمد التحالف الأمريكي السعودي ارتكابها في اليمن ويريد إسكات الصوت المناهض له والفاضح لجرائمه ومظلومية الشعب اليمني .
وفي اللقاء الذي احتضنته مؤسسة الثورة للصحافة والنشر أوضح عبد الرحمن الأهنومي رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين ورئيس تحرير صحيفة الثورة، أن شركة يوتيوب حذفت مؤخرا 50 قناة تابعة للمؤسسات الإعلامية اليمنية والإعلام الحربي والمراكز الإعلامية اليمنية، وحوالي 20 قناة يمنية تابعة لإعلاميين يمنيين ومنشدين ومكاتب فرعية أخرى، وبلغ إجمالي المشتركين في هذه القنوات أكثر من 8 ملايين مشترك، وتصل مشاهداتها إلى مئات الملايين.
كما قامت بحذف قنوات ثقافية تقدم محتوى ثقافياً، وأزالت محتويات من قنوات أخرى، مع إزالة معظم المحتوى الذي يوثق جرائم تحالف العدوان عن المنصة وتقييد وصوله والحد من انتشاره.
وأشار إلى أن موجة التصعيد الحالية لم تكن هي الأولى فقد سبق وأن تعرّضت الصفحات والحسابات والقنوات اليمنية للإغلاق والحظر والتضييق من قبل هذه الشركات، لكن التصعيد اليوم هو الأخطر على الإطلاق حيث تواجه كافة القنوات اليمنية على يوتيوب إجراءات تضييق تحد من الوصول وإزالة لبعض المحتوى، علاوة على الحذف النهائي لنسبة 60%، من القنوات اليمنية في يوتيوب.
وقال: المراسلات التي قمنا بها وقامت بها بعض الجهات مع إدارة شركة يوتيوب، اتضح أن الأمر أخطر بكثير من مسألة سياسات ومعايير تتبعها هذه المواقع تجاه المحتوى، حيث تعتبر كل محتوى يمني ثقافي كان، أو يتعلق بجرائم العدوان، أو مشاهد لانتصارات، وحتى المحتوى السياسي، تعتبره ترويجا لمنظمة إجرامية، وقد تضمن ردود الإدارة على الرسائل ما يجعلنا أمام خطر حقيقي.
وأضاف: تزامنت هذه الهجمة على المحتوى اليمني من قبل «يوتيوب- فيسبوك»، مع تصعيد تحالف العدوان من الحرب الإعلامية التضليلية بتسخير وتشغيل وتوظيف ماكينة إعلامية هائلة في حرب التضليل والزيف وتقليب الحقائق، وهو ما يكشف أن هذه الهجمة ليست بمعزل عن الحرب التي يشنها التحالف على اليمن على إعلامه وعلى الشعب وعلى الدولة.
ولفت إلى أن إدارة يوتيوب تقوم بإزالة المحتوى الذي يوثق جرائم العدوان وحذفه من قنوات يمنية وحتى عربية، بدعاوى انتهاك المعايير والترويج لمنظمات إجرامية وتعمل بشكل ممنهج على محو سجلات تحالف العدوان المدان بارتكاب جرائم حرب وإبادة بحق الشعب اليمني.
وأكد الاهنومي أن إدارة شركة يوتيوب باتت تشترك مع تحالف العدوان في جرائمه بشكل واضح لا لبس فيه، حيث تعمل على إزالة المحتوى الذي يوثق جرائمه، وتحذف القنوات اليمنية بشكل متكرر وممنهج، وتعمل على تقييد الوصول والتضييق على أي محتوى يمني يقدم حقيقة معينة، في المقابل تدعم وصول المحتوى الهابط أو المحتوى المسيء للشعب اليمني، والذي يمس كرامته واستقلاله وأمنه ويمس قيمه وهويته، وهو ما يضعنا أمام خطر يمس الأمن القومي لليمن.
وقال: لم تقم شركة يوتيوب بتقديم مبررات مهنية لإجراءاتها، ورفضت المناقشات حول الأسباب، ورسالتها الوحيدة أن المحتوى تعتبره ترويج لمنظمة إجرامية، ثم رفضت الرد على أي مخاطبات أخرى، وهذا الاستهتار غير مقبول ومرفوض.
مستطردا: الإجراءات التي تقوم بها يوتيوب لم تقتصر على حذف قنوات يمنية والتي تصل إلى بـ 60% من إجمالي القنوات اليمنية على يوتيوب، بل تشن حربا شعواء على المحتوى اليمني في القنوات التي لم تقم بحذفها حتى الآن، وتعمل على تقييد وصوله وتضييق نشره وإزالته بشكل متكرر، وفي فرض عناوين وأسماء محددة ورفض أسماء وتوصيفات وطنية يمنية، وهذه السياسة لا ترضي أحدا.
واكد أن الإجراءات التي تقوم بها يوتيوب تهدف بشكل أساسي إلى إسكات الحقائق، واستمرارا لسياسة تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الغربي، واستكمالاً لتعتيم وتضليل وقائع الحرب الإجرامية على اليمن، وتصعيد هذا الاستهداف يتزامن مع موجةً ضخمةً من الأكاذيب الواهية التي تسهم هذه الشركات في ترويجها، مقابل القمع الممنهج للمحتوى اليمني.
وفي ما يخص موقع فيسبوك وتصعيده ضد الإعلام اليمني، قال رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين: تقوم إدارة فيسبوك بحظر وإغلاق الحسابات دون أي مخالفات، ويفرض حظرا على أسماء وشخصيات إعلامية تحاول تسجيل حساب باسمها في الموقع، وقام بحذف 80% من صفحات المؤسسات الإعلامية، وحذف محتوياتها نهائيا.
وأضاف: قامت إدارة فيسبوك بحذف 80% من حسابات الإعلاميين اليمنيين، ومعظم الإعلاميين اليمنيين حذفت حساباتهم ويضطرون لإنشاء حسابات أخرى بشكل متكرر.
كما تقوم إدارة فيسبوك بمنع نشر مسميات وتوصيفات وأسماء قيادات ومكونات وطنية، وتفرض حظرا عليها، وتهدد من يحاول نشرها، ومن يكرر المحاولة يتعرض حسابه للحذف.
ولفت إلى أنه ثبت بشكل متكرر ومتواصل أن إدارة «فيسبوك» أزالت وقمعت بشكل غير جائز كل محتوى ينشره اليمنيون ويتضمن الحديث عن انتهاكات تحالف العدوان لحقوق الإنسان خلال الحرب العدائية التي يشنها على الشعب اليمني، مقابل إتاحة الوصول والنشر لكل ما يخدم تحالف العدوان أيا كان مستواه.
وأكد الاهنومي أن موقع فيسبوك يتبع هذه السياسات بناء على حسابات سياسية ومصالح مشتركة مع دول تحالف العدوان، وأن هذه المصالح تلعب دورا في فرض القيود والانتهاكات التي يمارسها فيسبوك، ونحن نتذكر الاتفاقات التي وقعها محمد بن سلمان مع مارك في وقت سابق.
وأضاف وأن السياسات التي يتبعها موقع فيسبوك من تكميم وحجب وحظر للحقائق، وقيود النشر على أسماء ومصطلحات وصور وشعارات ومكونات وطنية، وحذف حسابات وصفحات تابعة لمؤسسات إعلامية وصحافية ورسمية، مقابل دعم وصول كل ما يستهدف الشعب اليمني من دعايات وإساءات وتضليل للحقائق، بات تحديا حقيقيا يواجهه الإعلاميون اليمنيون وخطورة على الشعب اليمني ومساسا بأمنه وسيادته، وهو ما يستدعي اتخاذ الإجراءات بحظره وحجبه، حتى تراجع إدارة فيسبوك إجراءاتها وتقوم بتعديل سياساتها المنحازة وغير المهنية، أو يتم حظره نهائيا.
رد غير متوقع
عقب ذلك تحدث الإعلامي محمد منصور معد ومقدم في قناة اليمن اليوم مشيرا إلى أهمية أن يكون الرد اليمني فوق المتوقع من إدارتي فيسبوك ويوتيوب اللتين تعدان أدوات أمريكية بامتياز وتخدمان الأجندة الأمريكية.
وقال: يجب أن يكون ردنا فوق مستوى الإدانة والاستنكار وإلا ننصت للأصوات التي تدعو للاكتفاء بذلك، فلو استمع إلى تلك الأصوات الجيش لما قصف منشآت أرامكوا ولما أوجعنا العدو على مدى تسع سنوات صفحات بديلة.
أعقبه في الحديث محمد العابد رئيس الجبهة الثقافية لمناهضة العدوان على اليمن والذي أكد أهمية أن يكون الإعلام الوطني بمستوى إنجازات المجاهدين في الجبهات، وقال نشهد موجة تصعيد غير مسبوق ويكاد لدى كل ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي صفحة بديلة، وخلال السنوات الماضية انشأنا العديد من الصفحات بل عشرات الصفحات على مستوى كل ناشط بسبب إغلاق الصفحات ضمن عملية عدائية ممنهجة .
تبييض صفحة التحالف
وفي كلمته اكد رئيس تحرير وكالة الأنباء اليمنية سبأ نصر الدين عامر أن التحالف يعمل على تبييض صفحته على الواقع الافتراضي، ومحو سجل الهزيمة الذي لحق به في إشارة إلى حذف مؤتمرات ناطق التحالف العسيري والتي تباهى فيها بالنصر حينها، واعترافات الخونة .
مشددا على ضرورة تكاتف الجميع لمنع محو سجلات تحالف العدوان وجرائمه من الفضاء الإلكتروني، وجعلها متاحة يطلع عليها العالم الحر .
فتح الساحة الداخلية للعدو
مدير البرامج السياسية بقناة المسيرة حميد رزق اكد أن موجة التصعيد الحالية تثبت بجلاء أن الإعلام الوطني يقف موقف الحق إلى جانب شعبه، وانه رغم إمكاناته المتواضعة وقلة عدده مقارنة بإمكانيات وقدرات التحالف إلا أن الأخير لم يجد بدا في مواجهته وعجزه عن الانتصار عليه سوى حجبه ومحاولة إسكاته وأبعاده .
وقال هناك شركات وجهات دولية تتشارك لتبييض صفحة تحالف العدوان على اليمن مقابل أموال يتلقونها، على حساب المبادئ ومواثيق الشرف الإعلامي والقانون الدولي الإنساني .
واكد أن استهداف المحتوى اليمني بما في ذلك المحتوى الثقافي هو محاولة أخيرة ويائسة لمنع العالم من التعرف على ثقافة التحرر التي يقدمها اليمن للشعوب المضطهدة والتواقة للوقوف على أسباب الانتصار والصمود على قوى العدوان بما لديها من إمكانيات
وقال العدو يريد تكبيل أيدينا إعلاميا في ساحتنا بينما يتاح لأذرعه العمل بحرية وموقف الإعلاميين في هذه المواجهة سيكون محوريا وحاسما.
بيان اللقاء
وفي ختام اللقاء الإعلامي الموسع والذي انعقد تحت شعار “استهداف الإعلام اليمني في مواقع التواصل الاجتماعي .. ومحاولة إسكات الحقيقة، “جرى التأكيد على وحدة الجسد الإعلامي في المواجهة وان حجب وتقييد الإعلام الوطني على مواقع التواصل الاجتماعي هو عمل عدائي تنفذه يوتيوب وفيسبوك .
ودعا البيان الحكومة ووزارة الاتصالات إلى حظر يوتيوب وفيسبوك في النطاق الجغرافي للجمهورية اليمنية، واعتبار بقائهما يمس بالأمن القومي اليمني.
نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين
بيان اللقاء الإعلامي الموسع
تضامنا مع الحقيقة ووقوفا مع الصوت اليمني المستهدف بالحظر والحجب والحذف من قبل إدارة مواقع التواصل الاجتماعي “يوتيوب- فيسبوك” انعقد اللقاء الإعلامي الموسع بحضور جمع كبير من الإعلاميين والمثقفين والكتاب والشعراء والأدباء والمنشدين والناشطين اليمنيين، للتضامن مع الإعلام اليمني بشكل عام، ولمناقشة سبل الرد على هذا الاستهداف، وإدانة ما أقدمت عليه شركة يوتيوب من حذف لعدد كبير من القنوات اليمنية الوطنية، وما تقوم به من حذف لمحتوى قنوات أخرى، وتضييق وتقييد وصول المحتوى اليمني بشكل ممنهج ومتعمد، ورفضا لسياسات إدارة فيسبوك التي تشن حربا على المحتوى اليمني بصورة مستمرة.
وقد أكد اللقاء الموسع الذي حضره الإعلاميون والمثقفون ورؤساء المؤسسات الإعلامية على النقاط التالية:
• استنكار ما قامت به إدارة شركة يوتيوب من إغلاق للقنوات اليمنية، واعتبار الإجراءات القمعية التي تقوم بها الشركة ضد المحتوى اليمني والقنوات اليمنية الوطنية بحذفها وإغلاقها وإزالة المحتوى منها، تصعيدا خطيرا يهدف إلى إسكات الحقيقة.
• التأكيد على أن الإجراءات التي قامت بها يوتيوب هي استهداف ممنهج للإعلام اليمني الوطني، وإرهاب إعلامي وفكري يهدف إلى إسكات الصوت اليمني، وأن إزالة المحتوى الذي يوثق جرائم تحالف العدوان على اليمن، تواطؤا مكشوفا مع تحالف العدوان الذي يشن الحرب على الشعب اليمني منذ نحو تسعة أعوام.
• التأكيد من كافة الإعلاميين اليمنيين على موقفهم الموحد ضد هذه السياسيات الإلغائية التي تتبناها «شركة يوتيوب، وشركة فيسبوك»، وإلى التصدي لها من خلال إدانتها ورفضها والاعتراض عليها، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهتها.
• اعتبار ما قامت به إدارة يوتيوب من حذف لأكثر من 70 قناة يمنية، حرب خطيرة تستهدف الإعلام اليمني الوطني، واستهداف عدائي يستدعي الرد والمواجهة.
وإزاء التعدي والاستهداف الممنهج للإعلام اليمني من قبل «فيسبوك -يوتيوب» أكد اللقاء على ما يلي:
• أولا- مطالبة وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة بإغلاق وحجب وحظر موقعي «يوتيوب- فيسبوك»، وحظرهما في النطاق الجغرافي للجمهورية اليمني، ردا على الإجراءات العدائية التي تقوم بها إدارة الشركتين بمحاربة المحتوى اليمني.
• ثانيا- توجيه الخطاب إلى النائب العام للجمهورية اليمنية بضرورة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحظر هذه المواقع لما تمثله من تهديد يمس الأمن القومي لليمن.
صادر عن اللقاء الموسع للإعلاميين اليمنيين
المنعقد في صنعاء – الأحد 19 محرم 1445هجرية الموافق 6 أغسطس / 2023م.
والله الموفق.