التأهل العلمي مطلوب في كل المجالات، وأي مجال تتوقف عنده عجلة التأهيل العلمي يصيبه الجمود، ومع مرور السنوات، يصبح متخلفا عن ركب نظرائه في ذات التخصص، ويزداد الفارق مع مرور الزمن، حتى يصبح اللحاق بالنظراء مستحيلاً.
تخصص علوم وتقنيات التربية البدنية والرياضية، كغيره من التخصصات التي وجدت أن توقفها عند مرحلة الدبلوم سيحد من تطوير قدرات طلابها، ولهذا افتتحت أقسام وكليات التخصص في كل الدول، وتلت مرحلة البكالوريوس مرحلة الماجستير واكتملت بخريجي الدكتوراه.
اليمن من خلال وزارة الشباب والرياضة والجامعات، أرسلت موفديها لمختلف الدول العربية والدولية لدراسة التخصص بكل مراحله (بكالوريوس، ماجستير، دكتوراه) نظرا لاقتصار التعليم في الداخل على دراسة البكالوريوس، ومع تكدس الخريجين وتوقف الابتعاث في السنوات الأخيرة، افتتحت الجامعات اليمنية مرحلة الماجستير، وحلت بذلك مشكلة كبيرة لحملة البكالوريوس، بعد يأسهم من مواصلة إكمال دراستهم خارجيا.
كان لتخرج العديد من الدارسين من مرحلة الماجستير وصعوبة السفر للخارج والحالة الاقتصادية الصعبة للدارسين وأسرهم، دور في ضرورة افتتاح برنامج الدكتوراه في إحدى الجامعات اليمنية.
كلية التربية الرياضية بجامعة صنعاء، اقتنصت الفرصة وسبقت الجميع بافتتاح برنامج الدكتوراه، وللأسف الشديد قوبل افتتاح البرنامج بسخرية من البعض، وانه سيتوقف لا محالة، ولكن عزيمة الكادر الأكاديمي بالكلية وقيادتها ممثلة بعميدها ا.د عبدالغني مطهر ونائبيه الدكتورين نجيب جعيم ومحمد الخولاني، ومعهم الباحثون، تمت مناقشة أول أطروحة دكتوراه داخلية للباحث عيسى مقبل علي موسى (الأسبوع الماضي) وهو حدث علمي رياضي مهم جدا.
للأسف الشديد، لم تواكب القنوات اليمنية في برامجها الرياضية أو الإخبارية هذا الحدث الاستثنائي، مع تناولها لمواضيع أقل أهمية بكثير منه، وهذا قصور إعلامي، رغم تواصلي معها بهذا الخصوص.
تخرج دكاترة في تخصص التربية البدنية والرياضية، ينبغي أن يقابل بترحيب كبير من كل زملاء التخصص، فمثلما نحن أهَّلتنا الدولة وعلى حسابها، من حق هؤلاء أن تؤهلهم، ولكن وضع البلد حال دون ذلك، فأهلوا أنفسهم من مالهم، وهذا شيء يحسب لهم، وينبغي دعمهم والإشادة بتخرجهم، ومن يرى الأمر من زاوية أخرى، فهو لا يؤمن بقدراته، وإن المجال مفتوح للجميع، ويبقى الميدان هو الحكم على من يقدم عبر تخصصه ما يخدم الرياضة اليمنية.
نبارك لكل الخريجين ونتمنى التوفيق للبقية، خاصة الفتيات اللواتي يستحقين الدعم والمساندة، كون الفتيات في المدارس والجامعات بحاجة إلى من يؤهلهن في هذا الجانب من بنات جنسهن.