عندما تجاهلت الأمة القرآن أحرقهُ اليهود

فاطمة الشامي

 

من أشد مكراً من اليهود والنصارى؟! بالتأكيد لا أحد، ولأنهم معروفون بالمكر فقد درسوا واقع ونفسية الأمة الإسلامية دراسة عميقة، حتى عَرَفوا من أين يبدأون بضربها وتدميرها.
هم اليهود والنصارى تحدث الله عن شرهم وخبثهم في القرآن في أكثر من سورة بآيات كثيرة يُحذرنا منهم، لكن نفسياتنا كعرب وكمسلمين لاتتأثر بكتاب الله لتفهم توجيهاته وتحذيراته ،فكان هذا أول ثغرة أو أول باب يتحرك به أهل الكتاب لضرب هذه الأمة من خلاله، فأمة تجهل معاني كتاب الله وآياته من الطبيعي أن تُضرب، ومن الطبيعي أن تُذل وتهان.
تحرك أهل الكتاب نحو الأمة مستغلين عدم اهتمامها بالقرآن الذي هو منهج حياة كاملة لها، فزرعوا في أوساطها علماء سوء، جندوهم ليفرغوا القرآن من محتواه ويقدموه للأمة وفق مايريده اليهود والنصارى ويصب في مصلحتهم، فكان علماء السوء المتجندون لهم يفسرون آيات الله حسب ما يريدون وحسب اهوائهم، حتى جعلوا الأمة تُفُرغ من دينها وقرآنها، أمة عمياء صماء تتحرك لخدمة اليهود وتتولاهم دون أن تدري مالذي تفعله.
فعلى سياق ذلك قدم اليهود لشعوب هذه الأمة حكام وزعماء من مجنديهم يحكموننا ويتسلطون على رِقابنا ونحن لانحرك ساكنًا بل نتقبلهم بكلِ سعة صدر ورحابة، ولانُدرك الخطر من توليهم أمرنا؛ نعم هكذا أصبح حال الأمة حين تجاهلت القرآن وأهملته، أصبحت أمة خاضعة لهم، أمة متولية لهم، أمة خانعة صاغرة لهم، أمة قد أفرغوها من دينها مالذي سيصعب عليهم حينها باستهدافها بالغزو الفكري والحروب والقتل والدمار وهي لم تعد تحرك ساكنًا؟! ترى كل الأذى الذي يُصب من اليهود تجاهها أنه لمصلحتها، أنهم جاءوا ليكافحوا الإرهاب ويحموها، أمة أصبح العرض فيها ينتهك من قِبل اليهود ولا أحد تقوم له قائمة لما يحدث، فكيف يتأثرون لحرق القرآن وقد أفرغوه من قلوبهم ومن نفوسهم ؟!وضع مؤلم أصبحت عليه الأمة بصدق.
هناك شعوب من هذه الأمة قد صحت وتحركت ولكن قوبلت بالحروب والقتل ليس من قبل اليهود وحدهم بل من قبل شعوب هذه الأمة، كماهو حال شعبنا اليمني، استهدفته 17دولة ولماذا كل هذا؟ هل لأنه شعب يمتلك إمكانيات عسكرية أو نفط أو شيء يهدد أمن العالم؟ لا ،لم يكن شيء من ذلك وكل ما في الأمر أن شعب اليمن عاد للقرآن ولما في القرآن والتزم به، فأُعيدت له الحياة وصحى من سباته، فكان ذلك سببًا لشن حرب عليه؛ لأنه بالقرآن بات يمثل خطراً على اليهود كافة، ولو عادت بقية الأمة للقرآن كما عاد بلدنا اليمن لما تجرؤا على حرق القرآن مرارًا؛ لأنهم حينها سيعرفون بأن حرقهم للقرآن سيتسبب بزوالهم وما كان حرقهم له، إلا لدراسة نفسيات هذه الأمة هل من صحوة أم لازَلوا يَغطون في سبات عميق تحت تدجين اليهود لهم!

قد يعجبك ايضا