الاستهداف لأمتنا على المستوى الثقافي والفكري، وهو استهدافٌ لعقيدتها الإسلامية، لانتمائها الديني، وهو أخطر أشكال الاستهداف. (الإضلال، والإفساد) هما العنوانان اللذان تحدث عنهما القرآن الكريم، ولفت أنظار الأمة إلى طبيعة تحرك الأعداء بهما، الاستهداف لأمتنا على المستوى الثقافي والفكري، وهو استهدافٌ لعقيدتها الإسلامية، لانتمائها الديني، وهو أخطر أشكال الاستهداف. (الإضلال، والإفساد) هما العنوانان اللذان تحدث عنهما القرآن الكريم، ولفت أنظار الأمة إلى طبيعة تحرك الأعداء بهما، لاستهداف الأمة من خلالهما، كما قال الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” في القرآن الكريم وهو يتحدث عن أعداء الأمة من اليهود وأوليائهم من النصارى، قال عنهم: {وَيُرِيدُونَ أَنْ تَضِلُّوا السَّبِيلَ}[النساء: من الآية44]، وقال عنهم: {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}[المائدة: من الآية64]. في إطار هجمتهم على أمتنا الإسلامية، والتي أيضاً تكشف طبيعة حربهم على هذه الأمة، وأهدافها الحقيقية، هو: استهدافهم للمناهج الدراسية، سواءً الأساسية والثانوية، أو الجامعية، وتركيزهم على كل ما يتضمن توعيةً للأمة عن خطر الأعداء، أو استنهاضاً للأمة للتصدي لهم، أو حديثاً عن الجهاد في سبيل الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” وفق المفاهيم القرآنية الصحيحة، أو فضحاً للأعداء، وحديثاً عنهم، وعمَّا فعلوه بهذه الأمة على مدى التاريخ بكله، سواءً التاريخ المعاصر، أو ما قبل ذلك، فهم حرصوا على تغييب ذلك كله بشكلٍ عام من المناهج الدراسية، وحرصوا أن تتضمن في محتواها ما يمثل إضلالاً للأمة: على المستوى العقائدي. أو على مستوى المفاهيم الثقافية. أو على مستوى النظرة إلى التاريخ، والنظرة حتى إلى الأعداء. حرصوا على أن يتحكموا بذلك، وأن يؤثروا في ذلك، بكل ما له من تأثير خطير على أبناء أمتنا. كذلك فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، عملوا على تغييبها بشكلٍ كبير من المناهج الدراسية، حتى غابت بشكلٍ تام في معظم المناهج الدراسية في أكثر بلداننا العربية والإسلامية. حرصوا على تغييب كل ما يمكن أن يبني الأمة، وأن ينهض بها، أو أن يرفع في مستوى وعيها، وهذا شيءٌ ملحوظ، وحققوا فيه نجاحات ملموسة وواضحة. عملوا- ولا زالوا يعملون، هو نشاط مستمر ومكثف وبكل الوسائل- على التشكيك في الدين الإلهي، والرسالة الإلهية، والدين الإسلامي، والقرآن الكريم، والإساءة إلى الرموز الدينية، والإساءة إلى المنظومة العقائدية، تحت عنوان حرية التعبير، والدعوة إلى الإلحاد، وترك الدين الإلهي عبر خطط وآليات ممنهجة، ويعملون في ذلك بشكلٍ مستمر، وعبر الكثير من أبواقهم، والأقلام التي تخدمهم، ويسعون إلى ضرب قدسية كل المقدسات الإسلامية- وفي مقدِّمتها: القرآن الكريم- في نفوس الأمة، وما يقومون به من حرقٍ للمصحف الشريف واحدٌ من أهدافهم في ذلك هي: ضرب قدسية القرآن في نفوس المسلمين، وترويض الأمة إلى عدم المبالاة تجاه أي إساءةٍ إلى مقدَّساتها، وإلى كل ما يمثل رمزيةً لها في دينها. عملوا على الغزو الثقافي الغربي، بما تسميه أمريكا بالقيم الأمريكية والليبرالية، تحت مسمى الحريات، التي تتعارض في الواقع- وليست بحريات- تتعارض مع القيم الإسلامية المحافظة، وحرصوا على تقديمها وكأنها تمثل الحضارة والرقي؛ ليخدعوا بها من لا يمتلكون الوعي تجاه أساليبهم المخادعة، وعناوينهم الزائفة، واستخدموا كل الوسائل والقنوات الثقافية من: أفلام، وكتب، وصحف، ومواقع إلكترونية… وغير ذلك من الوسائل، والهدف من ذلك: احتلال الأفكار، احتلال القلوب، السيطرة على الإنسان حتى في تفكيره، في ثقافته، في قناعته، في مفاهيمه، لتكون كلها محتوىً مغلوطاً خاطئاً يدجِّنه لهم، ويجعله ينبهر بهم، ويتولاهم، ويطيعهم، ويقتنع بكل توجهاتهم وتوجيهاتهم، وهذا أسلوب خطير من أساليب الاستعمار والسيطرة على الإنسان.