■ الامتحانـــات .. قلـــق واضطرابـــات ومخاطـــر أخـــرى مـؤجلــة


حالة الاضطراب والقلق التي يعيشها الطالب قبل وأثناء الاختبارات ربما تتحول إلى كوابيس تلازمه لفترة طويلة من حياته ,
وبحسب مختصين فان هذه الحالة إذا لم يتم التعامل معها بإيجابية وبطرق سليمة من قبل الأسرة بدرجة أساسية فإنها قد تنقلب إلى حالات مرضية مستعصية تلازم الطالب كلما تقدم به العمر إلى جانب التأثيرات السلبية التي تنعكس سلبا على أدائه في الاختبار.

وتبقى أجواء الهدوء والسكينة في المنازل من أهم شروط ومتطلبات الاستقرار النفسي والذهني للطلبة وخاصة الذين يؤدون امتحانات الشهادة العامة بقسميها الأساسي والثانوي ناهيك عن أجواء السكينة العامة التي يجب أن تكون عليها المراكز الامتحانية بعيدا عن الفوضى والشغب ومظاهر التجمهر وغيرها من الاختلالات التي غالبا ما ترافق سير العملية الامتحانية في مختلف مناطق البلاد ويكون لها تأثيرات نفسية عميقة على الطلبة .
وينصح الاختصاصيون التربويون أولياء الأمور أتباع أساليب وطرق علمية سليمة في التعاطي مع أبنائهم الطلبة وهم على وشك خوض ماراثون امتحانات نهاية العام الدراسي لضمان الاجتياز الناجح للعملية الامتحانية وتحقيق التفوق العلمي .

انشغال عقلي
يشير علماء النفس إلى أن الانشغال العقلي للطالب حول الامتحانات واسألتها وصعوبتها أو سهولتها يعتبر من أكبر أعراض القلق إلى يصيب المتقدم للامتحان كما أن جفاف الحلق والتوتر وسرعة دقات القلب ورعشة اليدين وتعرق القدمين وعدم القدرة على استدعاء المعلومات جميع هذه الإعراض تعيق الطالب كما يقول علماء النفس من الأداء الجيد أثناء الامتحان
يقول الأستاذ عبدالله الذيب من مدرسة مجمع الثورة :لا يختلف هذا العام كثيرا عن الأعوام السابقة فغالبا ما يبقى موعد الاختبارات شبحا مخيفا لدى الكثير من الطلاب المقبلين عليه ويبقى هذا الشبح يراودهم حتى بعد انهاء الدراسة وبعد تقدم العمر .
ويضيف الذيب : على الطلاب جميعا أن يحاولوا إتمام المذاكرة قبل بدء موعد الامتحانات وتهيئة نفوسهم للاختبارات حتى إذا بدات يقوموا بالاسترجاع وتنظيم المعلومات والاستعداد التام للإجابة وكثيرا ما نلاحظ الطلاب يذاكرون في الدقائق الأخيرة قبل دخول لجنة الاختبار ومنهم من يصيح ومنهم من فاتته بعض المذاكرة ولم يستعد وبهذا يتحول الاختبار إلى كابوس لدى الطالب الذي أهمل ولم يجد ويجتهد من قبل دخول موعد الاختبارات.
وتضيف ميمونة البرطي مدرسة بمدرسة أساسية بمنطقة شملان بأن على الأسرة أن تراعي أبنائها أثناء ووقت الاختبارت وان توفر لهم الأجواء المناسبة فمثلا على الأم أن تشجع أبنائها على المذاكرة وتحفزهم وتجلس إلى جوارهم وتتاكد من أنهم يذاكروا وتستمع إليهم إذا كانت تستطيع وتشعرهم بالأمان وتبعدهم عن القلق الذي يعتبر مصدر ضغط رئيسي للطالب في جميع مراحل دراسته .

أسباب متنوعة
يحدد الاخصائيون التربويون العديد من الأسباب التي تتعلق بارتباك وقلق الطلبة قبل وأثناء تأديتهم للامتحانات ومنها الإحساس بالعجز واليأس وعدم تنظيم الوقت وعدم الفهم لما درسه الطالب وعدم الاستعداد الكافي للامتحان وأيضا الضغوط الزائدة من قبل الأسرة لتحقيق أفضل نتائج في الامتحان أما لمقارنة الطالب بأخيه أو بزميل له وانخفاض المستوى الثقافي للأسرة لان الأسرة المتعلمة غالبا ما تستطيع مساعدة أبنائها ودعمهم وهناك أسباب متعلقة بالعملية التربوية منها تأخر الكتاب المدرسي بحيث لا يستطيع الطالب أن يذكر جميع الدروس في فترة وجيزة في حالة عدم توفر الكتاب المدرسي
تقول الأستاذة هدى محمد هبه منصري :
يعاني أبنائنا الأعزاء في كافة مراحلهم الدراسية من مصاعب عده خاصة قبل بدء الامتحانات وهذي المصاعب تتعلق بالمنحنى النفسي أو الصحي أومن التحصيل العلمي ومنحنى الجو الأسري نفسه وحتى يمكن للأسر توفير الأجواء المناسبة لأبنائهم الطلاب أثناء فترة الامتحانات
لابد من المتابعة الجادة للأبناء من بداية الفصل الدراسي التي تجعل الطالب واثقا من نفسه وتسهل عليه المذاكرة. وتوفير الجو والمكان المناسب داخل المنزل وعدم إثارة الخلفات الأسرية وحلها بعيدا عن الطلاب. ومساعدته في تبسيط محتوى المنهج ووضع جدول للمذاكرة. كذلك الاهتمام بصحته وغذائه وتشجيع الطالب على المذاكرة وتفهيمه أن الامتحان للمنح لا للمحن حتى يزيل الخوف والقلق ويذاكر برغبة. ابيضا تفريغ الطالب للمذاكرة وعدم شغله بأي شئ وتقسيم وقته وقت للمذاكرة وقت لممارسة نشاط تعتاد عليه حتى لا يشعر بأنه في سجن الامتحانات. مع تمنياتنا لأبنائنا الطلاب بالنجاح الباهر والتفوق ?فهم مستقبل الوطن وأمل الأمة الواعدة.

أساليب وطرق
وتحدد الأخصائية الاجتماعية جميلة الزبيري والتي حصلت على الشهادة الجامعية من كلية الآداب قسم الخدمة الاجتماعية بعض الأساليب التي يجب على الطلبة إتباعها للتخلص من قلق الامتحانات ومنها أولاٍ التوكل على الله تعالى والاستعداد التام للامتحانات بالمذاكرة الجيدة وعدم اعتبار الامتحان شبحاٍ مخيفاٍ بل هو أسئلة لتحقيق النتيجة من ما سبق ودرس وتذكر بان الامتحان وسيلة مهمة للصعود إلى المراحل الدراسية المتقدمة وأيضا على الطالب أن ينام مبكراٍ ولا يجهد نفسه ليلة الامتحان وعليه أن يتغذى جيدا حتى لا يصاب بالإرهاق والخمول ويفقد ما قد استذكره والحرص على توفير كل الأدوات التي يحتاجها في الاختبار حتى لا يرتبك بشيء واهم شيء في ذلك كله عدم التفكير الكبير وإرهاق الذهن قبل دخول الامتحان فعلى الطلبة جميها التحلي بالهدوء والسكينة التامة .
وتوضح الدكتورة عبير الصنعاني –أخصائية نفسية إلى أن التعامل الأسري الناجح وتهيئة الظروف المريحة من قبل الأسرة تعتبر أهم الأسباب التي تزيح القلق والتوتر والاضطراب من نفوس الطلبة فتوفير الأجواء الهادئة والسكينة والطمأنينة من شانها أن تزيد من الأداء الجيد لهم أثناء فترة الامتحانات وعلى الأسر أن تراعي نفسية أبنائها واستيعابهم وتنظيم أوقاتهم وتجنب العنف أثناء المذاكرة لهم وتجديد نشاطهم فمبالغة الأسر في الخوف والتوتر والقلق على أبنائها والضغط عليهم من شانه أن يؤثر سلبا على مستوى أدائهم فالهدوء والسكينة والثقة بالأبناء من أهم عوامل النجاح .

قد يعجبك ايضا