حملة مكافحة الديدان جهود يلفها الغموض !!


■ توجيهات وزارية بإعطاء الحبـوب للطـلاب وأخـرى بإيقافهــا

قبل أيام نزل تعميم من مكتب التربية بأمانة العاصمة لمدراء عموم المديريات ومدراء المناطق التعليمية ومدراء المدارس الحكومية والأهلية بشأن تنفيذ نشاط مكافحة الديدان بين طلاب المدارس بالتعاون والتنسيق بين وزارة الصحة العامة والسكان وبرنامج الصحة المدرسية لمكافحة الديدان من أجل تحسين الوضع الصحي والتعليمي للطلاب والطالبات من سن ست سنوات وحتى 18 عاما باستثناء الأطفال ممن يعانون أمراض الكلى والتحسس والسكر.

شائعات
ولفجائية هذه الحملة التي لم تسقها حملات إعلامية وتوعوية دار جدل ولغط بين المواطنين وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي الشائعات بأن الدواء المستخدم لمكافحة الديدان يهلك الحرث والنسل وإنه مخطط أميركي بأياد صهيونية. ومنهم من قال إنه نوع من أنواع المخدرات ومما جعل هذه الشائعات تنمو في بيئة خصبة عدم أدارج اسم الدواء في مذكرة التعميم وتجاهل الآلية التي تظهر الطالب السليم من ذلك المريض والذي يمنع عنه تناوله وذلك أفسح المجال لمثيري القلاقل والفتن في زرع بذور الشك لدى نفوس أولياء الأمور وما زاد من شكوكهم صدور تعميم من مكتب وزير التربية والتعليم غلى مدراء مكاتب التربية بالأمانة والمحافظات بإيقاف توزيع تلك الأقراص حتى يتم التأكد منها والتنسيق مع وزارة الصحة وهذا التعميم ناقض سابقه ورسخ مخاوف الأولياء من أن هناك خطة أميركية تتسلل إلى أطفالهم في ظل العشوائية والتخبط وعدم التنسيق بين وزارة الصحة وبين وزارة التربية وبات هذا الموضوع حديث العامة وحرصا من ملحق الأسرة على نقل الآراء المختلفة التقينا بعضا من أولياء الأمور لمعرفة ما هي المخاوف التي تراودهم وكانت البداية لدى الأخ عبدالحفيظ ناصر المسوري والد طفلين بمدرسة أهلية والذي رفض رفضا قاطعا تناول ولديه هذا الدواء قائلا: العافية من الله .. ويرى بأن هناك عدم أمانة ومسؤولية من قيادات في الوزارتين وهدد إدارة المدرسة بالمقاضاة إن أجبروا طفليه على الدواء.

قلق
ولا تخفي والدة طالب بمدرسة عمر بن عبدالعزيز قلقها حيال الغموض الذي رافق الحملة قائلة: لم نسمع أنا وغيري من الأمهات والآباء ما يعرفنا بخصائص الدواء ولا من أين أخذ ولم تتحدث عنه أي صحيفة أو قناة ويعطى للأطفال على حد سواء.
ويقول محمد عايض القارضي بأن كثرة الأدوية والحملات والتلقيحات جعلت من أطفالنا عرضة للأمراض ودمرت مناعتهم ويقول في زماننا لم نستخدم هذه الأدوية وكنا بأحسن صحة ولا نشكو من أي أمراض أما الآن فلا يكاد يخلو منزل من مريض أو أكثر وفتح حديثه قائلا ألا يكفي ما نعانيه في ظروفنا المعيشية من انقطاع للكهرباء وانعدام للبترول حتى تأتونا بما يقضي على أطفالنا,

تدشين
جاء الرد من مسؤولي التربية والصحة عمليا تجاه ما يتناقله أولياء الأمور من الشائعات بعد توقف للحملة دام لأيام حيث دشنت المرحلة الأولى من المعالجة الجماعية لمكافحة الديدان داخل المدارس لجميع الأطفال من سن السادسة وحتى الثانية عشرة للدارسين وغير الدارسين والتي استهدفت 850593 في العاصمة ومحافظة عدن وفي حفل التدشين قام وزيرا الصحة والتربية بتناول جرعة الدواء للزيادة في بث الاطمئنان أمام الجميع وفي الحفل قال وزير الصحة الدكتور أحمد العنسي أن هذا التدشين يأتي تكذيب لكل الافتراءات التي انتشرت على أفواه المواطنين وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وحذر وزير التربية الدكتور عبدالرزاق الأشول من الانجرار لمثل هذه الشائعات التي تستهدف إيقاف الحملة وأشار إلى أن هذا الدواء مضمون من وزارة الصحة ويباع بالصيدليات ولا يوجد مبرر للخوف.

تقصير إعلامي
وعن الهدف الذي من شأنه أقيمت الحملة يقول الأستاذ محمد الفضلي مدير مكتب التربية بالأمانة: جاءت هذه الحملة نتيجة لفحوصات أجريت لطلاب من عدة مدارس حيث وجد أن أعدادا كبيرة جدا من الطلاب مصابون بهذه الطفيليات والديدان والتي تؤثر على نموهم وتركيزهم وتحصيلهم الدراسي.
* ألا ترون أن هناك إهمالاٍ للجانب الإعلامي¿
– بالفعل كان هناك تقصير من الناحية الإعلامية فلم يسبق الحملة توعية بشكل كاف فتوزيع الحبوب جاء بشكل مباشر وهذا ما خلق الريبة لدى أولياء الأمور وكان من المفترض أن يسبق هذا النشاط حملة إعلامية توعوية.
* قرار إيقاف الحملة زاد من مخاوف أولياء الأمور¿
– كان هناك رفض ورد فعل كبير جدا من الآباء وإدارات المدارس فاضطررنا أمام ضغط المواطنين إلى أن نوقف الحملة مؤقتا حتى ترتب وزارة الصحة أمورها للقيام بتغيير النظرة السلبية لدى المواطنين واستعادة ثقتهم.

دواء آمن
وتطمئن الدكتورة ذكرى أمين النزيلي المستشار الفني ببرنامج البلهارسيا والديدان جميع أولياء الأمور قائلة: يعتبر هذا الدوار من امن الأدوية منذ عشرات السنين وهو متوفر بالصيدليات وبحكم أني طبيبة أطفال فأني أصفه للمرضى في عيادتي وليس له تأثيرات جانبية خطيرة ولكن يجب تناوله على معدة ملآنة شأنه شأن بقية الأدوية.
* بحكم أنك عضو في المنظمة الأمبريالية البريطانية التي تندرج تحتها مبادرة مكافحة البلهارسيا والديدان حديثنا عن دورها في هذه الحملة¿
– أولا دور المنظمة هو إعطاء المساعدة الفنية الكاملة للدفع بمثل هذه البرامج لتنفيذها في اليمن وعمل أبحاث وتقييمات قبل أي حملة علاج لأبنائنا الطلاب وهذه التقييمات تقدر نسبة انتشار المرضى وتقام مرة كل ستة أشهر.
ويهدف هذا المشروع حاليا إلى تغطية الأمانة وعدن .. بإذن الله في السنوات القادمة سيتم تغطية جميع المحافظات.
* ما كانت نتائج التقارير التي توصلتم إليها¿
– لا يحق لنا الإعلان حاليا لأن ذلك سيتم في مرحلة لاحقة لكن ملامح التقرير توضح أن عدن وصنعاء تنتشر فيها ديدان الاسكارس والديدان الدبوسية والسلكية ومع أن عدن تتكاثر فيها المشكلة أكثر من صنعاء إلا أن استهداف الطلاب سيكون بصفة شاملة لما لها من خطر العدوى من طالب إلى آخر.

مبالغات
* هل ترين ردة فعل الشارع وأولياء الأمور منطقية¿
– اعتقد أن مجتمعنا بالغ كثيرا في ردة الفعل وهناك أشخاص مغرضون حاولوا عرقلة مثل هذا العمل الكبير لكن ذلك لا يعذر وزارة الصحة العام في تقصيرها بالتوعية الكاملة والتي تقوم بها في كل برامجها.

ثلاث مراحل
وعن التنسيق لهذه الحملة يقول الأخ علي محمد مرغم مدير الصحة المدرسية بأمانة العاصمة: كان التنسيق ممتازا ففي شهر 3 أقمنا ورشة تخطيط لمدراء مكاتب الصحة ومدراء مكاتب التربية بالمديريات ورؤساء الأقسام الصحية بالمديريات ثم أقمنا ورشة لرؤساء أقسام الصحة المدرسية ومسؤولينن الإمدادات ثم ورشة لكل مشرف صحي داخل المدارس لعدد 921 مشرفاٍ صحياٍ.
* هذا التنسيق والجهود الكبيرة أليس من الأولى مرافقتها بحملة إعلامية لتوعية المواطنين¿
– للأسف أخبرنا الإخوة بوزارة الصحة فردوا أنه لا يوجد لديهم الدعم الكافي للحملة الإعلامية في البرنامج نفسه من الجهة المشرفة “منظمة الصحة العالمية والمنظمة البريطانية”.
* علمنا أنه للعلاج عدة مراحل حدثنا عنها¿
– يمر هذا العلاج بثلاث مراحل الأولى التي أقمناها والمرحلة الثانية بداية العام القادم ومرحلة نهاية العام القادم فالطالب لا بد أن يتناول الثلاث الجرعات.

قد يعجبك ايضا