تداعيات مقتل المسؤول الأممي في تربة ذبحان

عبدالله الأحمدي

 

حتى الآن اقتصر رد فعل برنامج الغذاء العالمي على إيقاف عمله في محافظة تعز. وهذا العمل هو ما يبتغيه القتلة من وراء فعلهم الإجرامي.

ما هو مطلوب من منظمات الأمم المتحدة، بما فيها مجلس حقوق الإنسان هو إدخال هذه المليشيات الإرهابية التي تستوطن تعز، وغيرها من المحافظات، وتذيق الأهلين مُر العذاب؛ المطلوب إدخال المليشيات في قوائم الإرهاب، وتقديم قادتها والمجرمين منهم؛ المثول أمام محمكمة الجنايات الدولية بتهم جرائم الحرب والإبادة الجماعية. وقبل هذا تشكيل فريق أممي للتحقيق في هذه الجريمة وغيرها من جرائم الإرهاب، واستجواب المتورطين فيها، حتى لا تميّع القضية كسابقاتها من القضايا الإجرامية.

تسع سنوات من جرائم القتل والإرهاب والنهب والسلب والاغتصاب ارتكبتها هذه العصابات دون عقاب يردعهم، أو قانون يوقفهم عند حدودهم.

بعد أن صرح مدير الأمن الاكحلي إنه ألقى القبض على عشرة متهمين، وزاد قال إنه قبض على ٨٠ ٪ من المتهمين. وقال المحافظ نبيل شمة إنه ألقى القبض على عشرين متهما. ماذا بقي لمهاجمة منازل المواطنين في شرجب وبني غازي ؟!

الجماعة لهم ثأر مع مواطني شرجب وبني غازي الذين لم ينصاعوا لمؤامراتهم. لقد اتخذوا من هذه الجريمة وسيلة للانتقام.

قبيلة المصافرة الصبيحية فضحت مسؤولي الأمن والمحافظ بتعز حين قالت إن ابنها احمد يوسف الصرة كان متواجدا في منطقة الفيوش بلحج يوم مقتل المسؤول الاممي. وأثبتوا تواجده في منزل أحد شيوخ القبيلة، وموثق في كاميرا المنزل.

الحملة التي اقتحمت منازل مواطني شرجب وبني غازي قيل إنها اعتقلت كثير مواطنين من غير الموالين للإرهاب وبشكل انتقامي. وإن من بين المقبوض عليهم أشخاصاً يقربون لأسرة الشيخ أحمد سيف الشرجبي (أحفاده ) ومعهم مجموعة تصل إلى العشرين من بينهم أب وأولاده.

الجماعة يشتوا يضيعون القتلة، ويمحون الجريمة كما هي عادتهم في كل جريمة؛ يسارعون إلى سيل من التصريحات التي تميّع القضايا، وتتستر على المجرمين.

قادة الجماعات الإرهابية والمليشيات في تعز يجيدون التمثيل، بل هم ممثلون بارعون، يلعبون بالبيضة والحجر. ولهم القدرة على قلب الحقائق والألوان، وذاك فعل مجرب لديهم.

لقد أصبحت اليمن منذ العام ١٩٩٤م موطنا للإرهاب منذ أن ساعدت أمريكا نظام عفاش في اجتياح الجنوب وضرب الحزب الاشتراكي. ومنذ ذلك الحين والإرهاب ورقة بيد عصابة ٧/٧ تستخدمه ضد خصومها السياسيين، بل إن عفاش استثمر الإرهاب داخليا وخارجيا.

أثناء ثورة الحراك الجنوبي، وثورة ١١ فبراير تحولت كثير من وحدات الجيش العفاشي إلى قاعدة وإلى دواعش. رموا بالميري ولبسوا الافغاني. وفي العدوان السعو/ إماراتي قاتلت القاعدة وداعش إلى جانب العدوان ومرتزقته، بل لقد تحول الإرهابيون إلى مجاميع عسكرية تابعة للسعودي والإماراتي، ووزارة دفاع المرتزقة، بل إن كل المليشيات هي جماعات إرهابية تتلقى الدعم باسم الإرهاب من قبل السعو/ إماراتي.

معظم الذين قاتلوا في تعز هم جماعات إرهابية كانوا يتبعون من يسمون بالسلفيين؛ الذين يتبعون المرتزق أبو العباس الذين تم إخراجهم من المدينة بتهمة الإرهاب.

اليوم تتقاسم المحافظة الجماعات الإرهابية التابعة للإماراتي والسعودي. وفي كل جريمة يتبادلون الاتهامات فيما بينهم عن مسؤولية تلك الجريمة. والضحية هم المواطنون، وضيوف اليمن الذين يقدمون الخدمات للمواطن.

المواطن الذي يدفع الفاتورة عليه أن يتحرك من أجل الخروج من المأزق.

ويكفي ما دفعه، وما عاناه من عذابات، وما كابده من أهوال. وهو صابر على جرائم الإرهاب.

 

 

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا