الثورة /متابعات
في خطابه بمناسبة ذكرى عاشوراء، حذر السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي الغرب من عواقب التمادي في الإساءات للقرآن الكريم، مؤكدا بأن اللوبي اليهودي في دول غربية يقوم بإحراق المصاحف عبر عملائه الغربيين، مؤكدا بأن ذلك هو ذروة الكفر والاعتداء على الإسلام.
وحذر السيد عبدالملك المجتمعات الغربية من خطر العبودية للوبي اليهودي الذي يدفع بنها نحو الهاوية وإلى حيث سخط الله تعالى وعذابه، وقال إنها تعيش حالة عبودية رهيبة لليهود، داعيا إلى التحرر من العبودية لليهود والعودة للرسالة الإلهية.
وتكررت جرائم إحراق المصحف الشريف مؤخرا في السويد والدنمارك ، تحت حماية الحكومتين السويدية والدنماركية وبإذن مسبق منها، وهو ما يكشف الانصياع الغربي للوبي اليهودي الذي يدفع بالغرب إلى تبني الإساءات إلى القرآن الكريم.
ما علاقة إحراق المصحف باللوبي الصهيوني؟
قام المدعو سلوان موميكا بإحراق المصاحف لمرتين متتاليتين في السويد، ثم تبع ذلك إحراق مجرمين للمصاحف في الدنمارك وهولندا، وعندما ينظر أي مراقب إلى قضية حرق القران الكريم التي يتبناها الغرب يدرك أنها تأتي في سياق تنفيذ سياسات صهيونية إذ أن واقع هذه الحكومات أنها تابعة للوبي الصهيوني الذي يسيطر على القرار في أوروبا.
يجند الموساد الصهيوني عملاء لتنفيذ جريمة إحراق القرآن، ويضغط اللوبي الصهيوني على الحكومات الغربية بحماية هذا الإجرام، بل وبتشريع قوانين تسمح بالإساءة للقرآن الكريم والمقدسات الإسلامية، وتجريم أي حديث أو بحث عن الهولوكست أو عن اليهود بمبرر معاداة السامية.
المجرم “سلوان موميكا” الذي نفذ جريمة إحراق القرآن لمرتين متتاليتين في السويد على ارتباط بالموساد الصهيوني، إذ لا يمكن تقزيم القضية على أنها تصرف شخصي منه، بل تكشف بأنها جريمة يرتكبها بدفع خارجي، وقد كشفت المعلومات أنه ينفذ أجندة استخبارية لصالح “الموساد الإسرائيلي” الذي جنده للعمل معه منذ عام2019، م، وظهرت بعض المعلومات التي تؤكد ارتباط المجرم سلوان موميكا بالمخابرات الإسرائيلية كما يأتي:-
كشفت وزارة الأمن الإيرانية في بيان لها يوم 9 /7 /2023 تفاصيل عن علاقة بين جهاز الموساد الإسرائيلي، والمهاجر العراقي الذي دنس القرآن في السويد، سلوان موميكا وقالت الوزارة إن “تنفيذ جريمة انتهاك حرمة القرآن الكريم التي حدثت في السويد، وبتحفيز الشرطة السويدية، تتضمن جوانب أوسع من الأحداث المماثلة السابقة”.
وأوضحت الوزارة قائلة إنه “وفقا للمعلومات الموثوقة التي توفرت بهذا الشأن، فإن المدعو سلوان موميكا الذي اعتدى على حرمة القرآن الكريم، هو من مواليد 1986 في العراق، وقد التحق في عام 2019 بجهاز التجسس التابع للكيان الصهيوني”، متابعة أن “المدعو موميكا، بسمعته السيئة في العراق وسجله الأسود المشين، جندته المخابرات الصهيونية لممارسة هذه الجريمة.
وكشفت الوزارة أن موميكا حصل على تصريح إقامة في السويد لقاء تحركاته المشينة والقيام بهذه الجريمة، حساب وكشفت عن نشاط صهيوني واسع في السويد وقالت “لقد عهدنا في جغرافيا السويد نشاطا استخباريا غير محدود من قبل الصهاينة”.
2.أعلن السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني في يوم الأربعاء الموافق 12 /7 /2023 في خطبة له بمناسبة ذكرى حرب يوليو2006 أي بعد 14يوما من أحراق نسخة من المصحف الشريف في أول يوم عيد الأضحى المبارك “إن اللاجئ العراقي سلوان موميكا الذي احرق نسخة من كتاب القرآن الكريم في السويد له علاقة مع الموساد الإسرائيلي. وهدفه بثّ الفتنة بين المسلمين والمسيحيين”. وأكد أن “تنديد رجال الدين المسيحيين بحادثة حرق المصحف ساهم بنحو كبير في منع الفتنة”.
3.يرتبط المجرم سلوان موميكا مع حزب “هارلد لاين” الدانماركي المتطرف ومنظمة “باكيتة” الألمانية العنصرية وكلاهما مرتبطان بعناصر من جهاز الموساد الإسرائيلي. وكانوا مرافقين له في جريمة حرق القران الكريم الأولى والثانية، ووضع له “هاتف طوارئ” للاتصال بهم في حالة تعرضه لأي تهديد له، ونسب له مرافقين له يقدمون له النصائح لحماية نفسه من التهديدات عليه بعد أن ترك سكنه وأستقر في قرية في أطراف أستوكهولم، وأخضع إلى تدريبات استخبارية لكيفية القيام بجرائمه ومخاطبة الجمهور وتعهدوا بحمايته وتصفيته في نفس الوقت في حالة التراجع عن تنفيذ جرائمه بعد أن أخبر بعض المقربين له بذلك .
ويأتي هذا الفعل الذي استنكره العالم الإسلامي بعد أيام من قيام المتطرف السويدي راسموس بالودان بحرق المصحف الشريف قرب سفارة تركيا في العاصمة السويدية ستوكهولم، وهذا المتطرف دنماركي سويدي يرتبط بعلاقات وثيقة مع اليهود، وعلى وجه أخص اللوبي اليهودي في السويد.
لماذا تحمي الشرطة السويدية عمليات إحراق القرآن؟
يقال بأن اللوبي اليهودي لم يعد يتحكم في السياسيين والمسؤولين في السويد، بل وحتى في الشرطة السويدية وأجهزة الأمن، وهذا ما كشفته وسائل إعلام عديدة.
في مطلع عام 2012م، كشفَ برنامج الجريمة الأسبوعي على قناة «أس في تي» من خلال المقابلات مع ضباط الشرطة من أن الجهاز لا يقبل الانتقاد حتى داخليًا. وقالت لينا نيتز، رئيسة اتحاد الشرطة للقناة التلفزيونية، إنه لديها حوالي 21 ألف عضو، بما نسبتهم 97% من جميع أفراد الشرطة في سائر أنحاء البِلاد، لديهم ثقافة ليست قادرة على استيعاب الانتقاد! فأي ثقافة هذه التي ترفض الانتقاد وحرية التعبير في «المجتمعاتِ الحُرةِ» كما يصفها الساسة الغربيين؟!
مع البيروقراطية المركزية يوجد هناك أكثر من ألف شخص من جهاز الشرطة يكسبون التأييد والتلميع الإعلامي من خلال علاقاتهم الوثيقة مع وسائل الإعلام وخاصةً الصحف المسائية المملوكة لـ«عائلة بونير» اليهودية الصهيونية المعروفة في السويد.
ويقول جان كارلسون، رئيس اتحاد الشرطة، في مقالة نشرها سنة 2008م: «تطارد الشرطة المجرمين الصغار بدلًا من المجرمين الكبار». بينما وجه المدعي العام للدولة نيلس إريك شولتز في نفس العام، اتهامًا لجهاز الشرطة بتزوير مئات القضايا وإخفاء الأدلة عن المحاكم ومحامي الدفاع. فمن هم الضحايا الخاسرين والمجرمين الرابحين من عمليات الإخفاء هذه؟! ومن يحمي قيادات شبكات المافيا الصهيونية في البِلاد؟!
· المحامي ستين هيكشر، ولد عام 1942، وهو يهودي صهيوني من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وأبن زعيم المحافظين السابق غونار هيكشر، شغلَ منصب قائد الشرطة السويدية خلال السنوات 1996 – 2004م. في مقابلة مطولة كانَ بطلها في مجلة الوقائع اليهودية الصهيونية رقم 4 سنة 2000م، كشفَ قائد الشرطة ستين هيكشر إنه لا يزال ملتزمًا بعمله كرئيس لـ«مؤسسة هيكشر للشبان اليهود».
· المحامي ستيفان إدوارد سترومبرغ، ولد عام 1950، وهو مسيحي صهيوني، يشتهر بعلاقاته الوثيقة مع «عائلة بونير» و«عائلة يورنه ستامبين» اليهوديتين الصهيونيتين، وقدْ شغلَ منصب قائد الشرطة السويدية خلال السنوات 2005 – 2007م. بعد توجيه انتقادات واسعة لستيفان سترومبرغ، قررت الحكومة إقصاءه من منصبه، وتعيين بدلًا منه بينغت سفينسون منذ مطلع عام 2008م.
· المحامي بينغت تشارلز سفينسون، ولد عام 1953م، وشغلَ منصب قائد الشرطة السويدية خلال السنوات 2008 – 2014م. يُعتبر حال سفينسون أفضل من غيره بكثير، وقدْ تمكنَ من تعزيز موارد جهاز الشرطة بفضل استقلالية توجهاته، ولكنه فشلَ في حل العديد من القضايا والجرائم بسبب الإرث الثقيل من المشاكل في جهاز الشرطة.
· المحامي دان توري إلياسون، ولد عام 1961، وهو مسيحي صهيوني من الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وشغلَ منصب قائد الشرطة السويدية خلال السنوات 2015 – 2018م براتب شهري يزيد قليلًا عن 160 ألف كرون سويدي/ 16 ألف دولار أمريكي، وبذلك يكون أحد رؤساء المناصب الأعلى أجرًا في السويد. خلال فترة توليه قيادة الشرطة ركز إلياسون بصورةً مباشرةً على العرب والمُسلمين، وكانَ يحاول عبر وسائل الإعلام تصويرهم ضمنيًا على إنهم تهديد مُباشر لليهود في السويد.
· ضابط الشرطة أندرس إينغفار ثورنبرغ، ولد عام 1959، وهو مسيحي صهيوني، ويشغل منصب قائد الشرطة السويدية منذُ عام 2018م، وهو أول قائد شرطة من جهاز الشرطة نفسه. تُعتبر شخصية ثورنبرغ ضعيفة جدًا على الرغم من خلفيته البوليسية القوية، إذ لديه كاريزما متعاطفة للغاية مع الصهيونية.
تمادي قوى الشر والطغيان لا يوقفه إلا التحرك الجاد بوعي واستشعار للمسؤولية وثقة بالله تعالى وتوكل عليه
الترويج للفاحشة الشنيعة هو تتويج لمسار أمريكا للانحراف بالبشرية عن هدي الله ورسله لإخضاع البشر واستعبادهم
أوجه النصح والتحذير للمجتمعات الغربية، بأن اللوبي اليهودي يدفعها نحو الهاوية، وإلى حيث ينالون سخط الله وعذابه
حالة المجتمعات الغربية سيئة ومتخلفة وحالة عبودية رهيبة وأدعوها للتحرر من العبودية اليهود والعودة للرسالة الإلهية
واقع المجتمع البشري اليوم خطير ومأزوم وحساس، وواقع الغرب يتجه إلى حالة خطيرة جدًا
الحضارة الغربية حضارة همجية تتنكر للأخلاق والقيم الإنسانية وتظلم وتبطش وتجور ولا ترع للمقدسات حرمة
أدعو الغربيين إلى إعادة النظر في تعاملهم مع القرآن، وأدعوهم إلى الإسلام فإن فيه وحده نجاة المجتمع البشري
خاص العهد
الغرب.. تاريخ مسيء للإسلام
لماذا تصدُر الإساءات المتكرّرة من بلاد الغرب بحق الإسلام والمسلمين؟ سؤال على بداهته تحتاج الإجابة عنه إلى قراءة شاملة لكل ما يُنشر عن الإسلام في تلك البلاد، ولكل المفاهيم التي يجري الترويج لها باسم الإسلام للنيل منه. لا خلاف على أنّ مئات ملايين الدولارات تُنفق في سبيل «شيطنة» الإسلام وتشويه صورته باسم حرية الرأي والتعبير المزعومة. يتّفق مراقبون على أنّ ماكينات إعلامية غربية تعمل ليل نهار لتظهير الإسلام بصورة تبعث على الحقد والكراهية. ثمّة من يتخصّص من جهة بترسيخ صورة نمطية مشوّهة للإسلام في ذهن الرأي العام الغربي والعالمي، ومن جهة أخرى ثمّة من يتخصّص في حرف المسلمين عن المسار الطبيعي لما يؤمنون به من خلال الترويج لآفات ومفاهيم غريبة عن الدائرة الإسلامية كالشذوذ الجنسي وغيره.
ولا شكّ أنّ تحقيق الغرب لهدفه المتمثّل باستهداف الإسلام لم يكن بالأمر السهل. اصطدمت المخططات الغربية بعقائد راسخة لدى ملايين المسلمين حول العالم. انصرفت الماكينات الغربية حينها لنشر الكراهية والبغض والتحريض على المسلمين. تمامًا كما عملت على استثارة مشاعرهم على قاعدة «النيل من الإسلام». وعليه، لم تقف الاعتداءات عند حدّ معيّن. كل صنوف الشتم والتدنيس استُخدمت وأغلبها بشكل رسمي أي بضوء أخضر من الحكومات الغربية. التصويب اشتدّ على القرآن الكريم والنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم لما لهما من مكانة مقدّسة في قلوب كل المسلمين الأحرار في العالم. المقدسات الإسلامية أيضًا كان لها نصيب من الاستهداف والإجرام الذي لم يقف عند حد معيّن.
وبمراجعة سريعة للتاريخ الحديث لتلك الاعتداءات، تحضُر جريمة البريطاني من أصول هندية سلمان رشدي في عام 1988 حيث نشر كتابه «آيات شيطانية» الذي انتهك مشاعر ملايين المسلمين حول العالم. وبدل أن يلقى رشدي العقاب المطلوب عملت الحكومة البريطانية على حمايته ووضعته تحت حماية الشرطة حيث كانت تحرسه قوات خاصة على مدار الساعة. أكثر من ذلك، حصل على لقب «فارس» بأمر من ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية في العام 2007. كما جرت مساعدته من قبل السلطات البريطانية على تبديل مسكنه 30 مرة لضمان بقاء محل إقامته سريًا. بعدها انتقل «المجرم» المذكور عام 2000 للعيش في الولايات المتّحدة حيث تلقى كل صنوف الحماية قبل أن يتلقى طعنة بسكين عام 2022 على خشبة مسرح في نيويورك ويُصاب بجروح وصفت بالخطيرة.
وفي 30 أيلول 2005، ذهبت صحيفة «يولاندس بوستن» الدانماركية بعيدًا في وقاحتها وإجرامها بحق الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم حيث نشرت مقالة في الصفحة الثالثة بعنوان «وجه محمد» ونشرت معها 12 رسمًا من الرسوم في بعضها استهزاء وسخرية من النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم إذ إنّ إحداها تُظهر عمامته على أنها قنبلة بفتيل. حينها أثارت الجريمة موجة من الاحتجاجات في العالم الإسلامي. وفي عام 2006 قامت الصحيفة النرويجية «ماغازين نت» والصحيفة الألمانية «دي فيلت» والصحيفة الفرنسية «فرانس سوار» وصحف أخرى في أوروبا بإعادة نشر تلك الصور المسيئة.
أما عام 2010 فقد انتفض المسلمون بسبب نشر الدانمارك كتابًا مُعنونًا بـ: «طغيان الصمت» والذي يضم بين ثناياه مجموعة من الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم كانت قد نشرتها صحيفة «يولاندس بوستن».
وبضوء أخضر من الولايات المتحدة الأميركية، وفي عام 2012، عُرض فيلم مسيء للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم تحت عنوان «براءة المسلمين» بتمويل من 100 شخصية يهودية. وقد عمل المخرج الأميركي-الإسرائيلي سام باسيل على تحويل مشهد من خمس ثوان إلى لقطة مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم. ولاحقًا، قرّرت محكمة استئناف أميركية السماح لموقع «يوتيوب» بعرض الفيلم رغم أنه أثار موجة غضب واسعة في العالم الإسلامي، وقررت هيئة محلفين من 11 عضوًا في سان فرانسيسكو إلغاء حكم كان قد صدر وأمر موقع «يوتيوب» بإزالة الفيلم بالرغم من إقرار القاضية مارغريت ماكيون بأنه مسيء للإسلام. وحينها، استثار عرض الفيلم مشاعر ملايين المسلمين حول العالم، وفي لبنان دعا حزب الله إلى مسيرة «الولاء للرسول الأكرم» تحت عنوان «لبيك يا رسول الله» التي شارك فيها الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله شخصيًا وفاء للرسول صلى الله عليه وآله وسلم واستنكارًا للإساءة للمقدسات التي تعرض لها الفيلم الأمريكي المشين.
وفي عام 2015 نشرت مجلة «شارلي إيبدو» الفرنسية الرسومات المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم. كما ظهر في صحيفة «برلينجسكي» الدانماركية بضعة رسوم ساخرة سابقة أعادت نشرها من الصحيفة الفرنسية (شارلي إيبدو) ومن بينها رسم يصور النبي محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم وآخر بشأن الشريعة الإسلامية. وأثارت مثل هذه الرسوم ردود فعل غاضبة من المسلمين.
الأمر لم يقتصر على فرنسا والدانمارك وهولندا وألمانيا، فقد قال مدير تحرير صحيفة «كوريير ديلا سيرا» أبرز الصحف الايطالية في مقال افتتاحي: «إن الصحيفة ستُعيد أيضًا نشر رسوم «شارلي إبدو»، كما نشرت الكثير من الصحف الأوروبية الأخرى رسوم «شارلي إبدو» للتنديد بالهجوم «الذي تعرّضت له عام 2015 إثر جريمتها التي مسّت مشاعر ملايين المسلمين».
طلب بوضع الرسوم الكاريكاتورية في المناهج التعليمية
التجرؤ والإساءة للرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم لم يقفا عند حدود الرسوم الكاريكاتورية. الأمر وصل إلى حدّ طلب أحد اتحادات المعلمين الدانماركيين أن يتم وضع الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في المناهج التعليمية، وقد أعيد تكرار الطلب في أزمنة مختلفة في دلالة واضحة على حجم المخطط المرسوم لتشويه صورة الإسلام على مرّ العصور. وفي هذا الإطار، دعا حزب «الشعب الدانماركي» اليميني إلى جعل تدريس هذه الرسوم الكرتونية المسيئة «إلزاميًا في الدروس الدينية».
محاولات الغرب وإعلامه لإهانة كرامة المسلمين استمرّت على مدى كافة السنوات الماضية ولم تتوقّف عند حدود. الصحيفة الفرنسية «شارلي إيبدو» أعادت عام 2020 نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وآله وسلم رغم الحملة الواسعة التي تعرّضت لها. وبرّرت الصحيفة المذكورة جريمتها بمقال افتتاحي قالت فيه: «إنها تلقت طلبات متكررة بمواصلة نشر الرسومات عن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم منذ هجوم 2015» أي منذ تعرّضت لردة فعل من قبل مسلمين انتُهكت كرامتهم ومشاعرهم الإسلامية.
إلى جانب الرسوم المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، تكرّرت الجرائم بحق القرآن الكريم حرقًا وتمزيقًا دون أي رادع وبتوقيع من الحكومات الغربية، ففي نيسان من العام 2022، قام السياسي السويدي- الدانماركي المتطرف راسموس بالودان مع أنصار حزبه بإحراق نسخ من القرآن الكريم. وقد أعاد جريمته في 21 كانون الثاني 2023. وفي 28 حزيران 2023 أقدم المدعو سلوان موميكا في أول أيام عيد الأضحى المبارك المنصرم على حرق نسخة من المصحف الشريف بعدما أصدرت السلطات السويدية إذنًا بإقامة احتجاج تُحرق فيه نسخ من القرآن خارج مسجد في مركز مدينة العاصمة ستوكهولم. ورغم موجة الغضب والإدانات التي واجهت السويد لن تتراجع الأخيرة عن فعلتها ما دفع موميكا الى التجرؤ مرة جديدة أمس الخميس في 20 تموز 2023 على تمزيق نسخة من القرآن الكريم مجددًا وإهانة العلم العراقي عبر تمزيقه.
الغرب.. تاريخ مسيء
عتريسي: لهذه الأسباب يُصوّب على القرآن الكريم بعد استعراض جزء من الاعتداءات الغربية بحق الإسلام والمسلمين، عودة إلى السؤال الأساسي: لماذا تصدُر الإساءات المتكرّرة من بلاد الغرب بحق الإسلام لا سيّما عبر استهداف القرآن الكريم؟. أستاذ علم الاجتماع الدكتور طلال عتريسي يوضح في حديث لموقع «العهد» الإخباري أسباب تلك الجريمة التي تتكرّر. على المستوى المعرفي، يُدرك الغرب عمومًا أنّ القرآن هو أساس صناعة الحضارة الإسلامية عبر التاريخ، وهذه الحضارة وصلت إلى حدود أوروبا وأنجزت كل ما عند الغرب من علوم في القرون الماضية ــ وهو يعرف ذلك ــ وعليه يعمل على «تبخيس» قيمة هذه الثروة وهذا الكنز وهذا الكتاب العظيم.
أما على المستوى السياسي فالغرب يعرف أنّ كل المسلمين عمومًا من دون تمييز بين الطوائف يقدسون هذا الكتاب بغض النظر «سنة أو شيعة»، بالتالي ما يحصل محاولة استفزاز لكي يتحول المسلمون إلى «داعش»، إذ من مصلحة الغرب أن يكون جميع المسلمين كـ«داعش» يرتكبون الجرائم ويحرقون السفارات ويقتلون أي فرد أجنبي يسير في الشارع لتشويه صورة الإسلام والمسلمين.
وفي الدوافع، يبرز لدى عتريسي سعي الغرب لإحداث فتنة داخلية في قلب المجتمعات الإسلامية، فهذا هو ديدن الغرب الذي يعمل على الفتن بين المسلمين والمسيحيين وبين المسلمين أنفسهم على اعتبار أن الشخص المسلم نفسه يكرر نفس الجرم.
ما سبق يدعو إلى الاستنتاج – يقول عتريسي – أن الغرب منافق فهو يقول ما لا يفعل وبأمر رسمي يدفع الناس نحو ارتكاب هذه الجرائم، فحتى الأمم المتحدة والشرائع الدولية تحترم الثقافات وتدعو لاحترام التنوع والثقافة فلماذا السماح بإهانة مقدسات وثقافات أخرى؟.
في الختام، لا شكّ أن التاريخ يحفل بالنماذج المخزية التي جرى سردها والتي تحتاج رُبما إلى توثيق أشمل لكل هذه الاعتداءات التي نالت من كرامة نحو ملياري مسلم حول العالم. تلك الاعتداءات بالتأكيد لا يكون الرد عليها بالإدانات فقط بل بخطوات عملانية توقف الحكومات الغربية عند حدّها وتلزمها باحترام مشاعر وديانات الآخرين.