تمادٍ غربي آثم بالإساءة إلى الله والانحراف نحو الهاوية
افتتاحــــــــــــــــية الثورة
تكرار الغرب الكافر لجريمة إحراق نسخ من المصحف الشريف – بما فيها من تعد على أقدس مقدسات الإسلام، ومن إساءة إلى الله سبحانه وتعالى، ومن صلف واستهتار بما أنزل الله سبحانه على عباده من كتاب عظيم فيه النور والهداية والبينات والحقائق والحياة ونظامها، وفيه شرائع الله ومنهاجه الذي اختاره للبشرية كلها – يضعنا أمام حقائق عدة، وكلها تستدعي من جميع المسلمين العودة العملية إلى هذا الكتاب المبين والنور العظيم كتاب الله الذي جعله هداية للناس – لحياتهم ولنجاتهم ومنهاجا عمليا يحقق للمسلمين الفوز والنصر والتمكين وبناء الحضارة وسيادة العالم.
وأولى هذه الحقائق، أن إصرار الغرب الكافر الذي يحركه اللوبي الصهيوني على الإساءة إلى كتاب الله سبحانه وتعالى، بتكراره لإحراق نسخ من المصحف الشريف، يأتي في اللحظة التي يشاهد فيها العالم سقوط وانحطاط الغرب الكافر في وحل الفواحش والتردي السحيق في فاحشة ورذيلة المثلية، والانحراف العظيم عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها، إلى ارتكاب فعائل قوم لوط الذين أهلكهم الله بأشد عذاب، بل فاق الغرب الكافر على قوم لوط بتشريعه وترويجه لرذيلة المثلية وسعيه لفرضها على العالم كله، وهو ما لم يفعله أولئك القوم المجرمون، ولهذا فإن الإساءة لكتاب الله من الغرب الكافر – الذي يسوق البشرية نحو الهاوية بسلخها عن فطرتها – يعكس التردي والسقوط والانحراف الذي عليه هؤلاء، ففيما يسوقون العالم إلى الهاوية برذيلة المثلية، يسيئون إلى كتاب الله العظيم بإحراق نسخ من المصحف الشريف وبإصرار وقح ومبالغ.
ومن الحقائق أيضا أن الغرب الكافر والمنحط الذي يسعى إلى إسقاط البشرية في وحل الرذيلة البشعة بترويجها ومحاولات فرضها كقيم – كما يدعي ويزعم كاذبا – يسعى من خلال الإساءات المتكررة إلى القرآن الكريم، إلى تدنيس نفوس المسلمين ممن لا يكون لهم موقف إيماني صادق ضد هذا الانتهاك، وبهذا يسهل سلخهم وسوقهم نحو الهاوية السحيقة.
ولم تكن الإساءات المتكررة إلى القرآن الكريم التي تنفذها الحكومات الغربية بدءاً بالسويد وهولندا وغيرهما، إلا متوازية مع ترويج الغرب الكافر للشذوذ والانحراف نحو الرذيلة الماحقة، ومتوازية مع الانكشاف الفاضح للشعارات التي روجها الغرب الكافر عن نفسه منذ زمن، ففيما يدعي ويزعم بأن إحراق نسخ من المصحف الشريف «حرية رأي وتعبير»، ينشر رذيلة الشذوذ المثلية ويمارسها ويسعى لفرضها على الدنيا بأكملها، بزعم «الحريات الشخصية والمدنية»، فلا إحراق المصحف الشريف حرية رأي وتعبير، بل جرم يمثل أبلغ صور التعدي والإساءات إلى الله سبحانه وتعالى وإلى أقدس مقدساته متمثلا بالقرآن الكريم، ولا رذيلة الشذوذ أيضا حريات شخصية ومدنية، بل انتهاك بالغ وفاحش وفظيع لكرامة الإنسان وحرمته وفطرته بإتيان الرجال شهوة من دون النساء، كما كان يفعل قوم لوط الذين أهلكهم الله، لكن الغرب يسميها حريات وحقوقاً، لينكشف للعالم أي حضارة منحطة هذه، وينكشف للبشر جميعا أي حقوق وحريات يسعى الغرب الكافر لفرضها، ولتتضح الصورة للعالم أن الغرب الكافر وشعاراته والقيم التي يدعيها مسخ وانحراف وشيطانية مدمرة.
الاحتضار الوجودي للغرب الكافر هذه مؤشراته واضحة، فقد أهلك الله قوم لوط لما فعلوا من الجرائم ما لم يسبقهم أحد بإتيان الرجال شهوة من دون النساء، وبشناعة ما فعلوه كان العقاب شنيعا والعذاب عاجلا وشديدا، فقد أخذهم الله بعذاب بئيس حين جعل عاليها سافلها وأمطر عليهم حجارة مسومة، وعذاب الله لا محالة سينال هؤلاء بما يفعلون من جرائم وفواحش لا حصر لها.
ومن الحقائق المهمة، أن مملكة السويد المارقة كررت يوم أمس، جريمتها بإحراق نسخة من المصحف الشريف بعدما فعلت نفس الجريمة يوم عيد الأضحى، لأن ردة الفعل من المسلمين لم ترق إلى مستوى الجريمة، وفي المثل «من أمن العقاب أساء الأدب»، وما كان لها أن تفعل مجددا لو كان الموقف الإسلامي موقفا متناسبا مع الجريمة، وما كان للسويد أن تفعل مجددا هذه الجريمة لو طرد كل سفرائها من الدول الإسلامية، وأغلقت كل سفاراتها وقنصلياتها وأعلنت دول المسلمين عامة إنهاء العلاقات الدبلوماسية مع السويد، وما كان لها أن تكرر ذلك لو أن كافة المسلمين أحرقوا منتجات السويد وبضائعها، وكل حكوماتهم قامت بفرض الحظر والمقاطعة على كل منتجات السويد وبضائعها ومنعت أي استيراد أو تصدير من وإلى السويد.
فلتشن الحروب ولتعصف العواصف على السويد غضبا للقرآن الكريم أقدس مقدساتنا، والمنتظر اليوم أن تتخذ الدول الإسلامية هذه القرارات بشكل عاجل، وأن تتبنى هذه القرارات كما فعلت اليمن، وفعلت العراق يوم أمس، وفعل الشعب اللبناني، وليخرج الناس في الشوارع والميادين غضبا من الجريمة، ومطالبة لحكوماتهم باتخاذ القرارات الملحة والعاجلة بحق السويد، فلنقف موقفا يرضي الله ورسوله، نعبر من خلاله عن ارتباطنا الوثيق بكتاب الله وتقديسنا له، ونغضب لغضب الله ولنكن أعزاء بكتابنا ومقدساتنا غيورين عليها، ولنلقن السويد – وكل حكومات الغرب الكافر – درسا تاريخيا لا ينسى، والله الموفق.