الإرهاب آفة خطيرة على الوطن والمواطن وأثرت هذه الظاهرة الخطيرة على سمعة اليمن خارجيا وأصابت السياحة والاقتصاد اليمني بمقتل وكون النشاط السياحي من أكثر الأنشطة الحساسة التي تتأثر سلبا وإيجابا بالظروف والعوامل المحيطة فإن الأعمال الإرهابية التي شهدتها وتشهدها اليمن أثرت على هذا النشاط الحساس وتوقفت السياحة الخارجية تماماٍ وتظهر الإحصائيات السياحية أن العائدات السياحية لعام 2013م انخفضت إلى حد كبير كما أن الاستثمارات السياحية انخفضت هي الأخرى بحسب قول المعنيين في الإدارة العامة للاستثمار السياحي ولتسليط الضوء وبشكل أكبر على التأثيرات السلبية الكبيرة والخسائر التي مني بها النشاط السياحي في بلادنا جراء ارتفاع وتيرة الأعمال الإرهابية التقينا عدداٍ من المسؤولين والمختصين والعاملين في النشاط السياحي الذين أوضحوا التأثيرات السلبية الكبيرة بفعل هذا الإرهاب الذي اعتبروه العدو الأول للسياحة بدون استثناء.
بداية يقول الأخ مطهر تقي وكيل وزارة السياحة لقطاع البرامج والأنشطة السياحية إن الإرهاب يعد من أكبر أعداء السياحة وله تأثيراته السلبية الكبيرة على النشاط السياحي فالأمن والاستقرار يعتبران من المتطلبات الملحة جدا لقيام السياحة وقال: لا شك أن الأعمال الإرهابية التي شهدتها بلادنا ولا زالت كان لها بالغ الأثر على حركة التدفق والقدوم السياحي إلى البلد وخاصة تلك السياحة التي كانت تأتي إلى اليمن من البلدان الأوروبية والأميركية وحتى من اليابان ولا شك أن الخسارة التي لحقت بالمنشآت السياحية بلغت حدا لا يمكن تحمله ولعل الكثير من الشكاوى تصل إلى الوزارة من عدد كبير من المنشآت السياحية تشكو فيها حالها وضعف طاقاتها التشغيلية.
معاناة السياحة مع الإرهاب
وأشار إلى أن السياحة ومعاناتها مع الإرهاب لم تكن جديدة بل تمتد إلى سنوات ماضية ولا شك أن تأثير الإرهاب على السياحة بدأ في العام 1998م في الحادث الذي وقع في محافظة أبين واستمرت بعدها عمليات الاختطافات للسياح ومع بداية الألفية الثانية وبين وقت وآخر كانت السياحة بين الهبوط والصعود حتى عام 2011م عندما حصلت الأزمة العاصفة التي لعبت دورا سلبيا كبيرا على النشاط السياحي.
وأضاف: لقد وضعت الدول الأوروبية اليمن في القائمة السوداء وبالتالي رفضت الوكالات السياحية الأجنبية أن ترسل السياح إلى اليمن وذلك لأن التأمين على السياحة إلى اليمن بات مرتفعا جدا وبالتالي انقطع التفويج السياحي باستثناء بعض السياح الفرديين الذين يأتون إلى اليمن ويتحملون المسؤولية الشخصية والالتزام الشخصي بأنهم مسؤولون على أنفسهم.
وعبر تقي عن تفاؤله الكبير بالقادم الذي وصفه بأنه سيكون الأفضل بالنسبة للسياحة خاصة بعد النجاحات التي حققها الجيش ضد الإرهاب وعناصر تنظيم القاعدة في شبوة والعمليات النوعية التي تقودها القوات المسلحة بزعامة المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة هذه العمليات التي ستعمل على تجفيف منابع الإرهاب وإعادة الاستقرار والأمن إلى البلد كما أن الأمور أيضا بعد مؤتمر الحوار وحرص الدولة على البدء بتنفيذ مخرجات الحوار كل تلك العوامل كفيلة بتحقيق الأمن والاستقرار للبلد وفرض سيادة الدولة والقانون الأمر الذي سينعكس وبشكل إيجابي كبير على النشاط السياحي.
وبما أن القطاع السياحي الخاص يمثل أكثر الحلقات تأثرا بما يمر به البلد من أحداث تستهدف أمنه والنيل من استقراره التقينا بعدد من ممثلي القطاع الخاص في وكالات وفنادق ومحال الحرف والإكسسوارات الفضية.
وضع مأساوي
يقول الأخ محمود الشيباني المدير العام للشركة العالمية للسياحة: بسبب الأعمال الإرهابية المتكررة في البلد أصبحت الوكالات السياحية في وضع مأساوي جدا وأصبح الوصول إلى صنعاء من قبل السياح محظوراٍ ومن كافة دول العالم تصور أن بلدا مثل الفلبين لا تصدر سياحاٍ إلى اليمن ومع ذلك تعمل حظراٍ على رعاياها لزيارة اليمن هناك استعداد من قبل السياح والوكالات السياحية العالمية بالتفويج إلى اليمن ولكن الدول تفرض على أولئك السياح وتلك الوكالات مسؤولية قانونية وجنائية قد تؤدي إلى إغلاق الوكالة وتغريمها مبالغ مادية باهظة ولهذا تؤثر الوكالات السياحية السلامة في عدم تفويج سياح إلى اليمن الأمر الذي تترتب عليه خسائر مادية باهظة تمنى بها الوكالات السياحية والمنشآت بشكل عام العاملة في قطاع السياحة وهذا ما يفرض على هذه المنشآت أن تسعى باستمرار إلى تقليص أعداد العاملين فيها وتسرح الكثير من العاملين الذين يكون ربما مصير الكثير منهم الشارع فمثلا مجموعة العالمية بشكل عام استغنت عن 152 موظفاٍ الكثير منهم كانوا يعملون في الشركة العالمية للسياحة ويعد هؤلاء الكوادر من المؤهلين المزودين بالمهارات والمعارف العالية منهم مرشدون سياحيون وسائقن وموظفون والأدهى أن الحكومة لا زالت تفرض على الوكالات الالتزامات المالية الباهظة ولازالت المنشآت السياحية ملزمة بالضرائب والرسوم الباهظة دون تسهيلات أو تخفيضات رغم الأوضاع السيئة التي تعيشها هذه المنشآت باستثناء بعض التسهيلات من قبل مجلس الترويج السياحي.
وأوضح أن السياحة من السهل أن تعود إلى سابق عهدها وأفضل إذا ما تم القضاء على منابع الإرهاب وتحقيق الأمن والتف الشعب حول القيادة من أجل القضاء على هذه الآفة التي هددت الناس في أرزاقهم وينبغي أن تتبع تلك الجهود تحركات دبلوماسية مكثفة ولهذا يعد الجانب الأمني أبزر وأهم المتطلبات لإيجاد نشاط سياحي مزدهر.
* نائب رئيس الاتحاد اليمن للفنادق محمد سلطات يؤكد أنه مع زيادة وتيرة الاعمال الارهاربية الكثير من الفنادق اغلقت واخرى سرحت الكثير من عمالها بفعل التاثير الكبير للاعمال الارهابية مع حركة السياحة والتي أصبحت تعاني ركودا كبيرا.
وأشار إلى أن الاتحاد يحاول أن يخفف الأعباء والالتزامات التي تفرضها الدولة على الفنادق من خلال التواصل مع الجهات الرسمية للتخفيف والتخفيض على تلك الفنادق التي أصبح الكثير منها غير قادر على الالتزام أو توفير مصروفاتها ولفت إلى أن استمرار هذه الأعمال الإرهابية من تفجيرات واعتداءات واغتيالات تؤدي إلى المزيد من الخسائر ووضع الفنادق في مواضع حرجة للغاية ويكون المزيد من العمال عرضة للبطالة والتشرد ولهذا نشد على أبطال القوات المسلحة والأمن التصدي بحزم لهؤلاء المجرمين الذين حاربوا الوطن والمواطن وكانوا سببا في معاناة الكثير من الأسر اليمنية التي تعرض من يعولونها للتشرد والبطالة.
الأعمال الإرهابية موجعة
ويقول صاحب وكالة سبأ للسياحة الأخ محمد العماري: مشكلتنا مع الإرهاب بدأت منذ سنوات عديدة إلا أن المشكلة الكبرى حدثت في العام 2009م عندما تم الاعتداء على السياح الأسبان في مارب وقتل الكوريين في سيئون وما تلاها من أعمال اختطافات تجاه السياح كل تلك الأحداث أثرت وبشكل كبير على السياحة وتوجت في السنتين الأخيرتين بازدياد وتيرة الأعمال الإرهابية وهذه الأعمال جاءت لتزيد الطين بلة فقد كنا نعمل على تفويج مجموعات متفاوتة من السياح تغطي لنا جانبا من مصروفاتنا لنظل مستمرين وباقين في النشاط السياحي حتى ازدادت وتيرة الإرهاب وأعلنت الدول الأوروبية وغيرها عن منع رعاياها من زيارة اليمن أصبحنا في أوضاع حرجة جدا ولكي نستمر لدينا مصادر أخرى للدخل من غير السياحة نصرف أجزاء منها على الوكالة السياحية التي لم تعد تفيد أو تستطيع على الأقل توفير مصروفاتها لا سيما خلال السنوات الأربع الأخيرة والتي تعد الأسوأ على الإطلاق ولم يشهدها القطاع السياحي أبدا وهذا كله سببه الإرهاب وعدم توفر الأمن وفي حالة تم القضاء على الإرهاب وتحقيق الأمن حتما سيعود النشاط السياحي لأن اليمن الطلب السياحي عليها مرتفع جدا خاصة مع وجود الكثير من دول المنطقة في أوضاع أمنية حرجة قد تستطيع اليمن إذا ما قضت على الإرهاب أن تجذب نصيبا من السياحة الوافدة إلى تلك البلدان ولكن السياح خائفون ومترددون في زيارة اليمن بفعل استمرار الأعمال الإرهابية وحتى الوكالات العالمية قلقة جدا من عدم توقف هذه الأعمال.
لا سياحة بدون القضاء على الإرهاب
ويؤكد الأخ شرف المضواحي المدير التنفيذي لوكالة البراق للسفريات والسياحة أنه لا سياحة بدون القضاء على الإرهاب وتحقيق الأمن في ربوع البلد وأشار إلى أن العاصمة صنعاء نفسها لم تعد آمنة للسياحة فكيف بالمحافظات الأخرى ومن يأتون إلى اليمن مباشرة من المطار إلى سقطرى وهم قلة فمتى يتوفر الأمن وتستطيع الوكالات على الأقل التفويج للعاصمة والمناطق المجاورة لها حتى يمكنها البقاء والحصول على إيرادات تقيها العوز أو تؤدي بها إلى إغلاق فالكثير من الوكالات تحولت في أعمالها من النشاط السياحي إلى أنشطة أخرى حتى تستطيع أن تقاوم وتستمر مع أنها استغنت عن الكثير من عمالها ومع ذلك لا زالت تعاني وتنتظر الفرج من هذا الكابوس الذي أصبح يؤرق اليمنيين بشكل عام والعاملين في القطاع السياحي بشكل خاص .
وكالة تبيع سيارتها لتغطية مصروفاتها
وكالة ماجلان للسياحة ومسؤول البرامج السياحية فيها الأخ محمد حسين الكبسي يقول: لقد منيت السياحة بعدو لا يرحم إنه الإرهاب الذي لم يترك لها مجالا لتتنفس وبدأت القصة منذ سنوات عدة إلا أنه ومنذ العام 2011م انتهى النشاط السياحي الوافد إلى اليمن وبشكل تام جداٍ ومر بمراحل تتدرج كل عام إلى أسوأ بفعل هذا العدو الذي شدد وكثف ضرباته الموجعة لهذا الوطن وتنوعت هذه الضربات ما بين تفجيرات واغتيالات كل هذه الأعمال أتت على ما تبقى من النشاط السياحي.
وقال: معظم السائقين الذين كانوا يعملون معنا في توصيل السياح باعوا سياراتهم وبحثوا عن مصادر أخرى للزرق بعد أن تقطعت أسباب الرزق في السياحة ونحن في المكتب حريصون على فتح المكتب لكي نظل محافظين على علاقتنا مع الوكالات السياحية خارج البلد حيث نتواصل معهم بشكل دائم وهم حريصون على معرفة آخر التطورات لعل وعسى يتحسن الوضع الأمني وتعود السياحة حتى أننا في المكتب لم يبق منا سوى أربعة فقط نتناوب وبشكل تطوعي على العمل في المكتب وأيضا حرصنا على البحث عن أعمال أخرى تدر علينا دخلاٍ نقتات منه فالإرهاب آفة تحطم الشعوب ومقدراتها وينبغي على الجميع أن يتعاونوا للقضاء عليه حتى ينعم اليمنيون بالأمن والاستقرار.
وأكد أن الوكالة لم تستطع في إحدى المرات أن تدفع النفقات المتأخرة عليها فلجأت لبيع إحدى السيارات التابعة لها لتسديد تلك النفقات فإذا كانت وكالات سياحية أغلقت وأخرى سرحت عمالا وثالثة تبيع سيارة لتسديد نفقاتها التشغيلية فهل بات العمل في القطاع السياحي يوفر الأمان لمن يعملون فيه¿¿ فالأحرى به أن يقي تلك الوكالات على الأقل توفير نفقاتها التشغيلية ولكن في ظل الإرهاب لا يمكن ذلك .
بعد حادث العرضي ألغيت الحجوزات
مديرة فندق برج السلام بصنعاء القديمة عبلا صعود تؤكد أن العام 2012م وفي فترة بسيطة منه كان العمل بدأ يتحرك والحجوزات بدأت تهل على الفندق من خارج الحدود ولكن يا فرحة ما تمت ما هي إلا فترة وجيزة حتى فجعنا بحادث العرضي الذي أتى على ذلك الزخم الذي كان بدأ ينمو وقالت: كل الحجوزات التي كانت في الفندق تم إلغاؤها على الفور والتغت معها الزيارات التي كانت متوقعة إلى اليمن ولم تعد الحجوزات حتى الآن باستثناء قليل جداٍ لا يكاد يذكر وهؤلاء عندما جاؤوا كانوا يرفضون الخروج خارج الفندق ويفضلون البقاء داخله خوفاٍ من أي أعمال إرهابية قد تمارس ضدهم مع أن صنعاء القديمة قد تكون آمنة مقارنة بأحياء أخرى خارج العاصمة وهذا ما يؤسف له أن صنعاء القديمة باتت تعامل مثل الإحياء الأخرى حتى المقيمين الأجانب داخل البلد والذين كانوا يحرصون على زيارة صنعاء القديمة باتوا الآن ممنوعين من سفاراتهم من دخول المدينة التاريخية لأنهم سيكونون في خطر وكذلك عملت المنظمات الأجنبية وهذا ما جعل وضع الفندق وغيره من الفنادق داخل صنعاء القديمة تعاني أوضاعاٍ حرجة جداٍ ناهيك عن الدور السلبي الذي تمارسه بعض الوسائل الإعلامية والأقلام المأجورة والتي تهول الأوضاع وتجعل من اليمن بورة للإرهاب والإرهابيين وهذا ما يصيب السياحة في مقتل.
(7) أشهر بدون بيع
البائع في الفضيات والانتيكا التقليدية عبدالله سويد والذي كان ينعم بمصدر دخل يقيه وعائلته العوز والحاجة بات حانوته مقفلاٍ طوال الوقت ويتذكر (سويد) أنه باع هدية لسائح قبل حوالي (7) أشهر تقريباٍ وربما أكثر ومنذ ذلك الحين لم يبع شيئاٍ على الإطلاق ولولا راتبه التقاعدي الذي لا يتعدى (27) ألف ريال لكان في وضع معيشي حرج جداٍ مع أن هذا المبلغ يعد زهيداٍ أمام المتطلبات المعيشية والتي كان المحل يوفرها كثيراٍ لاسيما وأنه كان يرافق عدداٍ من السياح في زيارات لصنعاء القديمة وحتى لخارجها كمرشد سياحي كونه يجيد لغتين.. إضافة إلى العربية.
ويقول: كلما تفاءلنا حصل حادث إرهابي جديد ونعود إلى نقطة الصفر أصبحنا نشعر أننا نعيش كابوساٍ دائماٍ نتمنى أن نفيق منه الإرهاب الذي يسعى للقضاء على كل شيء جميل في هذا البلد ويقضي معه على طموحات وتطلعات الكثير من أبناء هذا الشعب في العيش الكريم في ظل الأمن والاستقرار الذي ينشده كل أبناء اليمن.