الفعل، وبناءً على حصاد الرصد والمعلومات وبعد التنسيق بين وزارة الداخلية وجهاز الأمن والمخابرات، استنفرت الأجهزة الأمنية ورفعت حالة الجهوزية وقامت بنشر وتوزيع فرق التحري والرقابة والفرق الهندسية وفرق المهام النوعية لمتابعة وتحديد جميع عناصر الخلية الإجرامية ومعرفة ارتباطاتها للقبض على جميع عناصرها.
والنتيجة، تمثلت بنجاح آخر للمؤسسة الأمنية اليمنية، إذ تم القبض على عناصر خلية تخريبية وإفشال مخططات مخابرات دول العدوان قبل تنفيذ العمليات التي كانت تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وإقلاق السكينة العامة.
ذاك ما حدث، وما أعلن عنه متحدث وزارة الداخلية العميد عبدالخالق العجري، الخميس.
المخطط الذي كُلفت الخلية بتنفيذه – بدعم وإشراف تحالف العدوان – لا يبدو إلا تعبيراً آخر عن حالة إحباط، يعيشه التحالف، ليكرر محاولته ضرب الجبهة الداخلية للمحافظات الحرة.
راهن على سياسة التضييق والزمن، من أجل تثبيط نفسيات اليمنيين وخلْق حالة من التململ كي يؤثر ذلك على روحية الاستنفار في مواجهة العدوان، ومن ثم يكون تنفيذ عملياته بأريحية، فتبين له، أن الأمر كان بحاجة لإعادة الحسابات، فالشعب اليمني قد أثبت قبلاً أنه مختلف، ولا تهزمه الحاجة ولا الحصار.
ودلالات الإنجاز – كما نفهمها من تصريح متحدث وزارة الداخلية العميد العجري – هي استمرار اليقظة لدى المؤسسة الأمنية، كما هي دلالة على أن محاولة العدو قتل حماس المقاتل اليمني بسبب طول فترة الركود (اللا حرب واللا سلم) لم تؤت ثمارها، حسب المخطط.
في خطابات رسمية سابقة أكدت القيادات أن استنفار اليمنيين ضد الأعداء لن يفتر أبدا وستبقى على حالها حتى بعد توقف العدوان، ومن هنا كان على الإخوة الأعداء ألا ينسوا ذلك التصريح، وألا يراهنوا على أي مخطط طالما وقد صار معلوماً لدى الجميع، بأن القتال هو مع جهة قامت بعدوانها ضد اليمنيين، دون سبب غير محاولة الإخضاع والسيطرة على البلد وثرواته.
ألم يكن واحد من أهم مطالب أمريكا للحل في اليمن ألا تخرج صنعاء عن حالة الارتهان للمجموع العربي الذي تسيطر عليه واشنطن، من خلال عبارات فضفاضة، ولذلك فإنها ستستمر عبر الأدوات في محاولات تيئيس اليمنيين، واللجوء بين الحين والآخر إلى استقطاب بعض العناصر لتنفيذ مخطط جديد.
المشكلة أن التحالف، فشل في تقديم النموذج الذي يمكن أن يساعدهم في التأثير على الجبهة الداخلية، فالحال في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، يعيش اليوم أسوأ نتائج الاستخفاف بالوطن والمجتمع، ونتائج التقاسم لثروات البلاد ولعب دور لا يناسبهم في القيادة.
والأدهى من ذلك، أن التحالف – رغم أنه يرى ما يدور في المناطق المحتلة – لا يتحرك للحفاظ على ماء وجوه الموالين له وإنقاذ الوضع من حالة الانهيار الاقتصادي.. ويكاد يكون مشهداً متكرراً لما حدث قبل عام أو يزيد، حين زادت حاجة بنك عدن إلى وديعة سعودية إلا أن الأخيرة ذهبت لتزود بنوكاً أخرى، وهذه المرة كانت وجهة المليارات السعودية بنك باكستان بمليارين دولار، وربما نفهم أن مرد ذلك: أولا، عدم ثقتها بالكيانات التي أوجدتها في المحافظات المحتلة، وثانيا رغبة منها في إغراق الوضع في دوامة الحاجة، كما والإبقاء على الوضع ملتهبا والدفع لإنشاء جماعات رافضة ومتمردة، وصولا إلى الهدف الأكبر وهو إغراق الحياة هناك في دوامة صراعات لا تنتهي، ليأتي قادة التحالف وبغطاء أممي للإشراف على منابع الثروة اليمنية بحجة حمايتها من أجل تحويل عائداتها للعمليات الإنسانية في اليمن.
العملية الأمنية في صنعاء تكشف عن دلالات كافية لأن تكون نموذجا يمكن القياس عليه عند الحرص على النجاح في قيادة البلد، الإنجاز جرى رغم فارق الظروف، فأظهر الفارق الكبير بين استشعار المسؤولية تجاه الوطن والمواطن، وبين الارتجال والعشوائية والافتقار للقيادة الواحدة.
كما وبيّن الإنجاز، الفارق بين استنفار العمل الاستخباراتي طوال الوقت، وبين الركون إلى معلومات استخباراتية تأتي من دول التحالف.
لذلك لم يغب عن متحدث وزارة الداخلية التأكيد على أن أي محاولات للعدو – سواء في العاصمة صنعاء أو المحافظات الحرة – لن تكون بعيدة عن رصد ومتابعة الأجهزة الأمنية، وأن العيون الساهرة لهم بالمرصاد، وسيتم إفشال كل تحركاتهم ومخططاتهم، بإذن الله.