سخط عارم يُلهب الشارع ضد فساد حكومة المرتزقة
المحافظات المحتلة تشتعل على وقع انهيار العملة وارتفاع الأسعار وتردِّي الخدمات
الثورة /أحمد المالكي
شركة النفط التابعة للمرتزقة تعتزم تنفيذ جرعة سعرية جديدة على المشتقات النفطية
مع استمرار انهيار الوضع الاقتصادي الناجم عن السياسات الاقتصادية والمالية التي تتخذها سلطات ومليشيا المرتزقة في المحافظات المحتلة بإملاءات من الرباعية الدولية والتي أدت إلى تهاوي قيمة العملة المحلية مجدداً ليتجاوز 1500 ريال أمام الدولار خلال اليومين الماضيين .
ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية بشكل هستيري وأصبح الوضع المعيشي لا يطاق ومع تردي الخدمات وانقطاع الكهرباء يتواصل السخط الشعبي جراء الأوضاع المعيشية الصعبة حيث تشهدت عدن والمحافظات المحتلة احتجاجات غاضبة صعّد فيها محتجون في محافظات عدن وتعز وحضرموت ولحج، تظاهراتهم في الشوارع الرئيسة وسط هتافات منددة بفساد حكومة المرتزقة وعجزها في معالجة الملف الاقتصادي.
ففي مدينة عدن خرجت تظاهرات شعبية حاشدة، أحرق المحتجون خلالها إطارات السيارات التالفة وقطعوا الطرق الرئيسية في مديرية المنصورة؛ مطالبين الحكومة والمسؤولين المرتزقة بوضع حد لتدهور العملة اليمنية وتردي خدمة الكهرباء، في ظل صيف شديد الحرارة تعيشه المدينة.
لحج
وفي مدينة الحوطة بمحافظة لحج، خرجت تظاهرات امتدت إلى عدد من المديريات الأخرى بالمحافظة، ندد فيها المحتجون على صمت سلطة المرتزق العليمي ومعين تجاه معاناة المواطنين.
تعز وحضرموت
فيما شهدت مدينة تعز إضراباً جزئياً لتجار الجملة والتجزئة بعد أن اقترب سعر بيع الدولار من سقف 1500 ريال يمني .
وفي حضرموت نظم محتجون مظاهرات غاضبة احتجاجا على تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في المحافظة وامتدت الإحتحاحات إلى مديريات المكلا، الشحر، الديس الشرقية، وبروم ميفع، طالب المحتجون خلالها بوضع حلول عاجلة لارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وأمهلت قيادة ما يُعرف بـ «الهبّة الحضرمية» السلطات المحلية خمسة أيام، متوعدة بإجراءات تصعيدية في حال عدم الاستجابة لمطالب المواطنين ووضع حل لتدهور الخدمات الأساسية.
أسعار جنونية
يشار إلى أن انهيار قيمة الريال خلال الأيام الثلاثة الماضية، انعكس بصورة مباشرة على أسعار السلع الأساسية والاستهلاكية، حيث أدى انهيار الريال إلى رفع سعر كيس القمح ما بين 45 إلى 50 ألف ريال، بشكل متفاوت بين عدن وتعز وحضرموت ولحج وأبين وسقطرى، وغيرها من المناطق الواقعة في نطاق سلطة المرتزقة.
وشكا مواطنو «دار سعد» بعدن من أن تجار المدينة رفعوا أسعار القمح المطحون إلى 45 ألف ريال، بذريعة انهيار قيمة الريال، وأكد عدد من مواطني تعز ولحج وأبين وسقطرى أن سعر الكيس الدقيق تحاوز 50 ألف ريال.
وتشير مصادر جنوبية إلى أن ارتفاع الأسعار في المحافظات المحتلة لم ينحصر على مادة القمح، بل شمل الوقود والسلع الأخرى، ففي محافظة أرخبيل سقطرى شكا المواطنون من قفزة كبيرة في أسعار الوقود، مؤكدين أن سعر أسطوانة الغاز المنزلي صعد إلى قرابة 50 ألف ريال، في حين يباع البنزين بـ32 ألف ريال والديزل بـ36 ألف ريال، للصفيحة عبوة 20 لتراً، حسب مصادر محلية.
إضراب
واحتجاجاً على صمت الحكومة إزاء تردي خدمة الكهرباء التي ألحقت أضراراً بالغة بأصحاب المحال التجارية، أغلق تجار في عدن والمحافظات المحتلة، محلاتهم على خلفية استمرار انهيار العملة المحلية أمام العملات الأجنبية.
وقالت مصادر محلية في عدن إن المتظاهرين جابوا عددا من الشوارع كما أشعلوا الإطارات في شارع المنصورة وعدد من المناطق الأخرى أمس الخميس.
جرعة جديدة
بالتزامن مع ذلك قالت مصادر في شركة النفط إن من المقرر أن يكون هناك جرعة سعرية على المشتقات النفطية خلال الساعات القادمة نظرا لارتفاع سعر الدولار.
شهدت محافظة عدن الخاضعة لسيطرة التحالف وفصائله، خلال الأيام القليلة الماضية، ارتفاعات جنونية لأسعار المستلزمات المدرسية تزامنا مع بدء العام الدراسي الجديد.
كما تتزامن هذه الارتفاعات مع تواصل حالة الانهيار التاريخي للعملة المحلية في المحافظة التي تعيش على وقع أزمات معيشية وخدمية كثيرة في مقدمتها أزمة الكهرباء. كما شكا عدد من أولياء الأمور في مدينة عدن عجزهم عن شراء المستلزمات المدرسية لأبنائهم الطلاب في ظل تخوف من تأثيرات ذلك على العملية الدراسية برمتها.
ووفقا للسكان فإن أسعار الأزياء المدرسية والدفاتر والحقائب ارتفعت بشكل جنوني في متاجر ومكتبات المدينة.
وطالب السكان جميع أولياء الأمور بالخروج إلى الشارع للتنديد بهذه الارتفاعات السعرية التي شملت أيضا المواد الغذائية والدوائية.
إغلاق كامل
وتشهد شوارع مدينة تعز، في هذه الأثناء إغلاقا تاما لكل المحال التجارية فيما كانت قد حملت نقابة تجار المحافظة التحالف المسؤولية الكاملة عن هذه الانهيارات متوعدة بالتصعيد.
يأتي ذلك تزامنا مع وصول صرف الدولار الواحد إلى 1500 ريال يمني الأمر الذي سينجم عنه ارتفاعات كبيرة وجديدة في أسعار السلع في تلك المحافظات.
نزوح
ورصدت فرز المحافظة وشركات النقل البري بدء نزوح عشرات الأسر العدنية باتجاه أرياف المحافظة ومحافظات صنعاء وتعز والحديدة وصنعاء فرارا من الأزمة المعيشية والغلاء.
ووفقا لشهادات السكان في مدينة “دار سعد” فإن عددا كبيرا من تجار المدينة رفعوا أسعار القمح المطحون إلى أكثر من 50 ألف ريال تزامنا مع تجاوز الدولار الأمريكي 1500 ريال خلال الساعات الماضية.
وشكا السكان عجزهم عن شراء القمح بهذا السعر الجنوني مطالبين بخروج السكان في عموم عدن للتنديد بهذه الجرعة السعرية.