الثورة / خليل المعلمي
أقامت مؤسسة عرش بلقيس أمس، المهرجان السابع للتراث الثقافي الشعبي اليمني تحت شعار صناعة السياحة ودورها في تنمية الاقتصاد الوطني بحضور عدد من المسؤولين في وزارتي الثقافة والسياحة.
وقد اعتبر وكيل وزارة الثقافة لقطاع المسرح والفنون علي إبراهيم المؤيد أن فعالية المدرهة تعتبر تظاهرة وحدث رائع لإحياء القيم التراثية، وتأصيل جذور الانتماء، ويعطي الاهتمام بالمدرهة خصوصية لمدينة صنعاء القديمة التي تعتبر حاضرة المدن اليمنية.
منوهاً إلى ما يرافق المدرهة من أهازيج وقصائد تعبّر عن الشوق للأماكن المقدسة وتوديع حجاج بيت الله الحرام وكذا استقبالهم، متطرقاً إلى أن المدرهة تذكرنا بمذبحة “تنومة” التي ذهب ضحيتها 3000 حاج يمني على أيدي قطاع الطرق من قوات آل سعود الذين وإلى وقتنا المعاصر يمثلون تهديداً للأمة العربية والإسلامية ولم يتركوا أي دولة عربية أو إسلامية إلا واشعلوا فيها الفتن وتدخلوا في شؤونها الداخلية.
ودعا المؤيد الجهات الرسمية والخاصة إلى دعم مثل هذه الفعاليات، وكذا نشر الثقافة الشعبية بين أوساط الجيل الحالي وتوعية المجتمع بأهميتها في إثراء المشهد الثقافي والتراثي في بلادنا.
كما ألقى كل من رئيس الائتلاف الوطني لمنظمات المجتمع المدني مطهر تقي ووكيل وزارة السياحة للتنمية السياحية عبده صلاح ورئيس الاتحاد العربي للثقافة والإبداع علي محسن الأكوع أشاروا فيها إلى أهمية الاهتمام بمكونات التراث ومفرداته والترويج بها للتعريف بهويتنا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا، مشيرين إلى أن المدرهة تكاد تكون في كل بيت وفي كل قرية وفي كل مدينة، ولكنها في صنعاء القديمة تكتسب أهمية ولها نكهة خاصة وخصوصية لأنها تعبر عن مناسبة الحج وسفر الحجاج لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام.
واستعرضوا تفاصيل المدرهة وطريقة توديع الحجاج، وما تم من توثيق لأبيات المدرهة والحفاظ على هذا التراث اليمني الفريد، مشيرين إلى أن الاحتفال بمهرجان المدرهة للعام السابع على التوالي يعتبر رسالة ضد العدوان بأن اليمنيين صامدين ومحافظين على عاداتهم وتراثهم وقيمهم وأخلاقهم.
فيما أوضحت رئيسة مؤسسة عرش بلقيس للتنمية والسياحة والتراث، دعاء الواسعي، أن فعالية المدرهة قد أصبحت تقليدا سنويا للتذكير بموسم ذهاب وعودة الحجاج اليمنيين، وقالت: إن كانت المدرهة في ظاهرها لعبة شعبية، إلا أن لها بعدا دينياً وآخر اجتماعيا عميقين تجسدهما كلمات الأهازيج المصاحبة للتدره وطبيعة المشاركة فيها، فالبُعد الديني يتجلى بتعظيم فريضة الحج، ومباركة مسعى الساعين لتأديتها والشوق والحنين لزيارة بيت الله، والبعُد الاجتماعي يحكيه الترابط الأسري والمجتمعي الذي تعكسه طبيعة المشاركة في هذه الاحتفالية الشعبية والتي تتيح لكل فئات المجتمع أطفالاً ورجالاً ونساءً المشاركة وفق تنظيم وقتي بحيث تشارك النساء والأطفال في النهار في حين يشارك الرجال في الليل.
وأشارت الواسعي إلى أن بداية المدرهة حسب المصادر التاريخية تعود إلى أكثر من ???? عام، وأن المؤسسة تهدف من تنفيذ مهرجان المدرهة سنوياً إلى إحياء تراثنا وموروثنا الشعبي الحضاري وتمثل دعوة للحفاظ على هويتنا اليمنية الإيمانية ونعمد إلى التوثيق المرئي لتقاليد المدرهة لتكون مرجعاً للمهتمين وتؤصل جذور الانتماء، والاعتزاز بموروثنا لدى الأجيال.
مثمنة جهود ودعم ومساندة العديد من الجهات الرسمية والخاصة لهذا المرجان وهو ما يعبّر عن وطنيتهم وانتمائهم للأرض والإنسان.
تضمن المهرجان إلقاء العديد من الأهازيج مع قيام البعض بالتدره، وكذا معرض للمشغولات اليدوية النسوية.