قبل الخوض في إمكانية تأهل منتخبنا للناشئين لكأس العالم لابد من أن نعرج على طريقة اللعب الذي ظهر عليها منتخبنا أمام منتخب تايلاند الأربعاء الفائت، والحقيقة أن اللعب على التعادل من أول المباراة يجب أن لا تكون ضمن حسابات مدرب كرة القدم لأنها لا تعطي نتيجة إيجابية، فعندما تلعب على حساب الفوز تكون النتيجة فوزاً، وفي أقل الاحتمالات تحصل على التعادل، أما أن تلعب بحساب التعادل من البداية فإن الهزيمة تكون هي النتيجة الطبيعية لهذه المعطيات، لأن اللاعبين يكون تركيزهم على الدفاع عن المرمى وصد هجمات الخصم السريعة والمتتالية وهدفهم الأول للحفاظ على التعادل كما طرحها المدرب في خطته للمواجهة، وهذا الخطأ الفادح الذي وقع فيه مدرب منتخب الناشئين الكابتن محمد حسن البعداني ولم يكن موفقا بذلك وهي طريقة قديمة في لعب كرة القدم.
لاحظنا بعد الهدف كيف تحول المنتخب وأظهر شخصيته الحقيقية في شراسة الهجوم والمحاولات لتعديل النتيجة في نهاية المباراة وفي الـ3 الدقائق من الوقت بدل الضائع، فمن غير المنطقي أن تسعفك الثواني في تحقيق غايتك في تعديل النتيجة والحفاظ على التعادل، فلو كان هذا التفكير منذ الدقيقة الأولى لانطلاق المباراة لكانت النتيجة مختلفة ومغايرة تماما خاصة وخصمك يهاجم بكل شراسة ليظفر بهدف قاتل في الدقائق الأخيرة وهذا ما حدث فعلا.
الفكر الكروي وما يخص كرة القدم تغير تماما لم تعد الحسابات المسبقة والتقديرات لحسم المباراة قائمة، ولكن تقوم الحسابات الكروية على قدرت اللاعبين في الملعب وقدرتهم على خلق الفرص واستغلالها وإمكانيات ومهارات اللاعبين الفنية في هز شباك الخصم وكبح جماح الخصم من تكثيف الهجمات على المرمى لأن خير وسيلة للدفاع الهجوم وهي القاعدة الرياضية الشهيرة في كرة القدم.
المشكلة أن المباراة لم تكن مهمة من ناحية تحديد المصير لأن تأهل منتخبنا للدور التالي كان محسوما سلفا وإنما الصراع على صدارة المجموعة والهروب من ملاقاة منتخب كوريا وبالتالي كان يفترض أن تكون حسابات المدرب البعداني أن يدفع باللاعبين للعب بكل حماس بهدف الفوز وتحقيق نتيجة إيجابية تجعل الفرق الأخرى تحسب للمنتخب حسابات مختلفة، وأيضا اختبار اللاعبين وقدرتهم في مواجهة منتخبات هي أكثر قدرة وقوة من منتخب تايلاند كمنتخبي كوريا وإيران.
ما حصل لمنتخب الناشئين في مباراته الأخيرة مع تايلاند على أرضه وبين جمهوره كانت مباراة نتيجتها بمتناول اليد وليست بالصعبة كما يتصور البعض وفرطنا بها نتيجة الحسابات الخاطئة التي أعتمدها المدرب البعداني من وجهة نظري وكانت غير سليمة وعملية خاصة وهو يمتلك لاعبين نجوم لديهم قدرات وإمكانيات كبيرة وبمقدورهم مجاراة الخصم والتحكم بمجريات المباراة، ومع ذلك لا تهمنا الآن بل يجب التركيز على مباراة اليوم في وضع الحلول ومعالجة الأخطاء وما حدث قد حدث ولكل جوادٍ كبوة، ولتكن هذه المباراة درساً عملياً للمدرب ولاعبي المنتخب في مباراة اليوم الأحد التي يواجهون فيها منتخباً قوياً جدا كمنتخب إيران الذي هزم منتخب كوريا وظلينا نحسب الحسابات للهروب منه، كما أن المباراة اليوم لا تحتمل القسمة على اثنين إما الفوز والوصول إلى كأس العالم أو الخروج من البطولة الأسيوية ومن كأس العالم للناشئين، فإما نكون أو لا نكون، إما نتأهل لكأس العالم للناشئين كما فعلها منتخب الأمل ويكررها هذا المنتخب أو العودة إلى اليمن بخيبة أمل.