الثورة /
الوهابية التكفيرية ولدت في كنف الاحتلال الإنجليزي وعلى أيدي ضباط جهازه المخابراتي كمذهب دخيل على الإسلام والمسلمين وبتمويل ورعاية من النظام السعودي الذي وجد بغيته في محمد بن عبد الوهاب ليتزاوج مع أفكاره الإجرامية ويتبنى مشروعه الهدام بتوصية من الإنجليز، وقد انتشرت الأفكار الوهابية انتشاراً كبيراً جداً في أوساط الأمة الإسلامية بفضل اكتشاف النفط الذي مكن النظام السعودي من دعمها وتمويل نشاط هذه الحركة وإيصالها إلى كل بلد إسلامي لتصبح الواجهة عالمية للدين الإسلامي وهي براء منه..
ولم تكتف الوهابية بالصد عن بيت الله الحرام والتآمر على فريضة من أهم أركان الدين الإسلامي هي فريضة الحج من خلال التضييق على حجاج بيت الله ورفع تكاليف الحج وتقليل عدد الحجاج ومحاصرة بيت الله الحرام بالمباني السكنية وناطحات السحاب بل سعت منذ بداية نشأتها إلى اقتراف العشرات من المجازر بحق حجاج بيت الله الحرام أشهر هذه المجازر مجزرة تنومة بحق الحجاج اليمنيين حيث ذبح جنود ابن سعود قرابة 3 ألف حاج يمني عزل لا يملكون سوى ثياب الإحرام ..
مجزرة تنومة (وصمة عار وتاريخ أسود في صفحات النظام السعودي الوهابي)
في سنة 1341هـ/ 1921م اتجه قرابة 3 الف حاج يمني باتجاه الديار المقدسة لأداء فريضة الحج بزادهم وراحلتهم مهللين مكبرين تهفو افئدتهم لبيت الله العتيق وقد تجمعوا من مختلف مناطق اليمن بينهم النساء والأطفال والشيوخ لا يخفف عنهم وعثاء السفر سوى شوقهم لرؤية بيت الله الحرام ولم يكونوا يعلمون ما تخبئ لهم الأقدار وما يعد لهم النظام السعودي وجيشه الوهابي الدموي من عدة فما إن وصولوا إلى وادي تنومة من وديان عسير حتى انقض عليهم جيش أبن سعود وشراذم الوهابية فقتلوهم غدرا وغيلة دون أي سبب ، وكانوا بطبيعة الحال عزلا من السلاح ، فسايرهم الجنود الوهابية بعد أن أعطوهم الأمان ، فلما وصل الفريقان إلى وادي (تنومة) والوهابيون في الجهة العليا بينما اليمنيون في الجهة الدنيا، انقض المسلحون على الحجاج بأسلحتهم فأبادوهم.
الجريمة التي هزت إرجاء اليمن والتي جسَّد فيه المهاجمون قذارة ووحشية وصلف وإجرام آل سعود، وأظهر حقدهم الدفين وعدم مراعاتهم لحرمة الحج وتعديهم على ضيوف الرحمن الذين قصدوا بيته الحرام ليشهدوا منافع لهم، وليذكروا الله في أيام معلومات.
وتُشير بعض الكتابات إلى أن المجموعات التكفيرية التابعة لجيش آل سعود باشرت جريمتها بعد أن تأكدت من عدم امتلاك الحجاج اليمنيين لأي أسلحة، لتبدأ أحداثُ المذبحة الدامية، وبعد أن استنفذ القتلة ذخيرةَ بنادقهم نزلوا بسيوفهم وخناجرهم للإجهاز على من تبقى على قيد الحياة من الحجاج، لم يرحموا حتى النساءَ والأطفالَ والطاعنين في السن، ثم قام القتلةُ بنهب أموال وممتلكات الحجاج، في الوقت الذي خيّم فيه الحزنُ على كافة أرجاء اليمن، فلا تكاد منطقة يمنية إلا وكان لها شهداءُ في تلكم الجريمة المروّعة .
وقد حاول الوهابيون وبعض الأقلام المرتبطة بهم أن يبرروا هذه الفعلة عن طريق الادعاء بأن الجند الوهابي ظن أن مجموعة الحجاج مجموعة مسلحة من أهل الحجاز فاشتبكوا معها، وهو عذر أقبح من ذنب، فمتى كان اغتيال المسلمين وقتلهم بالظن جائزا؟! ولكن الوقائع كذبت هذا الزعم بعدما ثبت أن الوهابية لم يقتلوا هؤلاء الوافدين إلى بيت الله الحرام إلا بعد أن ساروا بمحاذاتهم مسافة معينة وتأكدوا من أنهم لم يكونوا يحملون أي سلاح .
مجزرة الحجاج الإيرانيين:
ولم تكن مجزرة تنومة هي الوحيدة التي اقترفها الجيش الوهابي التكفيري بل هي مجرد حلقة واحدة في سلسلة طويلة من الاستهداف المتواصل للحج والصد عن بيت الله الحرفي ففي سنة 1408هـ/ 1986م اقترف الجيش الوهابي السعودي مجزرة مروعة بحق الحجاج الإيرانيين راح ضحيتها 329 شهيدا ما بين رجل وامرأة، ما عدا الجرحى، فقد كان الإيرانيون يقومون بمسيرة البراءة من المشركين في صفوف منظمة ويطلقون الهتافات ضد أعداء المسلمين من شرقيين وغربيين ويدعون المسلمين للوحدة في مواجهة هؤلاء الأعداء قائلين : الموت لأمريكا ، الموت لروسيا ، الموت لإسرائيل، أيها المسلمون اتحدوا (هذه شعارات الإمام الخميني) . ولما انتهت المسيرة واتجهت الجموع صوب الحرم للزيارة والطواف، إذا بالقوات الوهابية تحاصرهم بإطلاق النار الغزير من الرشاشات والبنادق دون تمييز، فكان هذا الهجوم عدوانا سافرا دون أي مبرر اللهم إلا الانتقام لأعداء المسلمين والإصرار على منع التعرض لهم ولو بالكلام.
استيلاؤهم على إمامة البيت العتيق
لقد كان على مر العصور الإسلامية – مهما بلغ المسلمون من ضعف أو تفرق – لا يوجد مذهب يستولي على إمامة البيت الحرام دون غيره من المذاهب الإسلامية، ففطاحل علماء المسلمين من كل مذهب يؤمنون الناس ويعظونهم ، واليوم لا يسمح لعالم مسلم مهما بلغ من العلم والتقوى أن ينبس ببنت شفه خطيباً أو إماماً في بيت الله الحرام أو في مسجد الرسول الكريم إن لم يكن عبداً من عبيد الوهابية ، ولقد طرد الشيخ علي جابر من إمامة الحرم لأنه خالف سدنة هذا المذهب فرفض أن يقنت في صلواته ليدعو لقوات التحالف بالنصر على أهل العراق، وهذا منتهى الطغيان والغرور، فبيت الله الحرام حقٌ مشاع لكافة المسلمين وليس حكراً لمذهب دون سواه، فكيف إذا كان هذا المذهب هو المذهب الوهابي؟!.
أبرز الحوادث بحق حجاج بيت الله خلال الـ 50 عاما الماضية:
وقعت الكثير من الحوادث التي تسبب بها النظام السعودي إما عن طريق إجراءات معينة أو بسبب زيارة أمير سعودي خلال موسم الحج وإما يسبب ازدحامات والإجراءات الأمنية فيحدث وفيات وأبرزها حادثة منى 2015م وفيما يلي رصد لأبرز حوادث “التدافع” بالحج خلال الـ 50 عاما الماضية:
24 سبتمبر 2015: مقتل 717 حاجًّا، وإصابة 863 آخرون، جراء “تدافع وازدحام” في شارع 204 المؤدي إلى جسر الجمرات بمشعر “مِنى” اليوم الخميس.
12 يناير 2006: مقتل 364 حاجا في تدافع في موقع رجم الجمرات في منى.
الأول من فبراير 2004: مقتل 251 حاجا في تدافع بمنى في أول أيام رمي الجمرات.
11 فبراير 2003: مقتل 14 حاجا بينهم ست نساء في أول أيام رمي الجمرات بمنى.
5 مارس 2001: مقتل 35 حاجا وإصابة عدد كبير بجروح طفيفة أثناء رمي الجمرات.
9 أبريل 1998: مقتل 118 حاجا وإصابة أكثر من 180 آخرين في تدافع بمنى أثناء رمي الجمرات.
24 مايو 1994: مقتل 270 حاجا في تدافع أثناء رمي الجمرات.
2 يوليو 1990: مقتل 1426 حاجا خلال تدافع كبير في نفق بمنى .
حوادث الحج البارزة الأخرى :
11 سبتمبر 2015: مقتل 107 أشخاص، وإصابة 238 آخرين، بعد سقوط رافعة كبيرة، داخل الحرم المكي.
6 يناير 2006: مقتل 76 شخصا في انهيار فندق في وسط مكة.
15 أبريل 1997: مقتل 343 حاجا وإصابة أكثر من 1500 بجروح في حريق بخيام الحجاج بمنى.
31 يوليو 1987: مقتل 402 بينهم 275 إيرانيا، في اشتباكات مع قوات الأمن السعودية، خلال مظاهرات في مكة، في إطار ممارسة الإيرانيين مراسم البراءة من المشركين.
ديسمبر 1975: حريق هائل في مخيمات الحجاج قرب مكة يوقع 200 قتيل.