رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز بن حبتور: ثنائية الشعب والقائد حققت نصراً لليمن سيكتمل إنجازه

3000 يوم من الصمود في مواجهة العدوان…عوامل الانتصار وركائز الصمود

بدون قائد صادق وشجاع ومقدام يمكن لهذا الانتصار أن يتبدد ويذوب ويتبخر

جردة حساب 3 آلاف يوم من الصمود والقتال أتت لصالح الشعب اليمني

نقول للعدو من السهل العودة للمربع الأول ولدينا الاستعداد بعد ذلك للقتال دون توقف

هذا اليمن الواحد سيبقى واحداً حتى يرث الله الأرض ومن عليها وعلى أعدائنا أن يكفّوا عن إطعام المرتزقة والعملاء وأن يبادروا للسلام

أكد دولة رئيس الوزراء الدكتور عبد العزيز بن حبتور، أن اليمن نجح في تحويل المواجهة لثلاثة آلاف يوم لصالحه، بالمقارنة إلى الوضع الذي كانت عليه البلاد لحظة شن العدوان في 26 مارس 2015م .
رئيس حكومة الإنقاذ استعرض مراحل الصمود ل 3 آلاف يوم عسكرياً واجتماعياً واقتصادياً، لافتاً خلالها إلى الصورة الفريدة التي ظهر عليها اليمنيون في التكاتف والتعاضد فيما بينهم خاصة في مواجهة الحصار والحرب الاقتصادية .
وأشار رئيس حكومة الإنقاذ الوطني إلى أن قيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي المنطلقة من موقع الإيمان بالله والحكمة والشجاعة مكّنت البلد من تجاوز المنعطفات الصعبة والخطيرة في المواجهة وبلوغ الضفة على مقربة من النصر الحاسم .
لافتاً إلى أن اليمن بعد 3 آلاف يوم من الصمود والمواجهة أضحى حربة في صدر التحالف الأمريكي الصهيوني على المنطقة، ودرعاً مسانداً وحامياً لفلسطين .
لقاء / إبراهيم الوادعي

معالي رئيس الوزراء، كيف تقيمون المواجهة على مدى 3 آلاف يوم وقرار الصمود الذي اتخذه القائد في بداية المعركة رغم فارق الإمكانات المهول لصالح العدو ؟
– بطبيعة الحال هذا رقم فلكي عندما نستعرض 3 آلاف يوم من العدوان الخارجي مع موازاته صمود شعبنا وثباته ودفاعة المستميت عن حياض الوطن، بالطبع لا يمكن الصمود كل هذا الوقت إلا برؤية ثاقبة من القيادة السياسية وخطابات وتوجيهات قائد الثورة .
نعمل مقارنة مبسطة بين حجم العدوان كثافته وأيضا شموليته وبين كمية الصمود الأسطوري الذي اختزنه الإنسان اليمني الذي من خلال ذلك الدعم المعنوي الهائل الذي كان يقوده ويوجهه ويبذره في نفسيات المجاهدين قائد الثورة .
بطبيعة الحال، المسألة ليت سهلة على الإطلاق، وأنا أقل إنسان أستطيع أن أعبر عن هذه الحالة على اعتبار أنها حالة خرافية وحالة استثنائية أن يصمد بالإمكانات التي نعرفها ويصمد في مواجهة عدوان بكل هذا الهيلمان والجبروت الذي نقله من الغرب من خلال نقل التقنيات ووسائل الاتصالات والتقنيات الحديثة لتوجيه الأسلحة الفتاكة بأنواعها .
كل ذلك هو نوع من المفاجأة الهائلة لأي مشاهد أو متابع و نحن الموجودون ضمن الحدث، لكن هناك شيء مهم جداً يجب أن نركز عليه، وهو أن قائد الثورة لم يكن يعطي توجيهات فقط أو يملي سلسلة الأوامر، وإنما كان ينشر شيئاً من الاطمئنان يصل إلى قلب كل مجاهد في الميدان ويصل إلى فكره وعقله .
وبالتالي هذا الصمود ناتج عن شيء روحاني قوي، وحتى المواطن في المدينة في القرية وذلك الذي يتنقل، مع التسليم بكون الله هو الحافظ والموجه، لكن أيضا روح القيادة مهم، عندما تكون في لحظة تاريخية عصيبة مفصلية فارقة، مهم جداً أن يكون له بروز وان تكون له هذه الإمكانية الروحية للوصل إلى عقل المجاهد والمواطن على حد سواء .
* كيف تقيمون قيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي للمعركة خلال محطاتها المتعددة على مدى تسع سنوات؟
– أنا أتذكر أنه كنا في واحد من اللقاءات عبر الشاشة وكان القائد يعطي توجيهات وملاحظات عامة، الآن أصبح هذا جزء من التاريخ هذا الكلام، هو أحس وانا شخصياً لمست هذا أن بعض السياسيين قد بدا إلى حد ما يضعف، قال لنا كلمة الصراحة، قال لو بقينا في نصف مدينة ندافع عنها سنبقى نقاتل وندافع عن نصف هذه المدينة، في هذه اللحظة ارتفعت معنويات القادة جميعاً حتى من كان يطرح ملاحظات نقدية وخلافه ومعهم حق فيها، لأنه كان هناك وقت عصيب وضغط العدوان كان هائل جداً في أكثر من موقع وجبهة في نهم وفي الساحل الحديدة، فكان مجرد أن يقول هذه الإشارة بشكل واضح ونحن مش عاطفيين نحن نتكلم بمنطق العقل الذي عاش تجربة في لحظة تاريخية لا تتكرر ولحظة استثنائية يقول فيها القائد كلمته التي لا يمكن أن تتكرر.
ما حصل من جرائم كبيرة على هذا الشعب، لا يمكن أن يحصل أكثر منها، تلك اللحظة وأنا واحد من أولئك القادة، لكنه أعطى هذا الإحساس وأعطى هذه المعنويات الهائلة ووظفها بطريقة صحيحة في عقول وقلوب القيادة، وبالتالي خرج الكل على قناعة تامة في انه ينبغي أن نواصل بناء على هذا التوجه الصادق الذي اختطه قائد الثورة .
هذه المسألة، هذا الفارق في الزمن، الفارق في الفكرة، الفارق في المعنويات، هي لحظة، الفوارق لا تأتي الأطنان، تصنع الفوارق في جزء من اللحظة التاريخية، هكذا تدرس الموضوعات، بهذه اللحظة حصل التحول وحصل الصمود والثبات، ويتذكر معي الإخوان الذين حضروا اللقاء وكلمة قائد الثورة في الجزئية التي ذكرتها وأثرها الهائل وما صنعته من تغير معنوي كبير لصالح ما صنعناه اليوم من إنجاز .

لصالح من 3 ألف يوم من المواجهة.. لصالح صنعاء أم لصالح العدوان؟
– الحساب ببساطة، الشعب الذي لم يكن يمتلك ثروة وهو محاصر من الجو ومن البحر ومن البر، وهو محروم من التطبيب والخدمات الأساسية ومغلقة منافذه إلى العالم، لازم نجرد بهذه القاعدة، وفي المقابل تأتيك دول العدوان 17 دولة بالإضافة إلى حماية سياسية وعسكرية من عتاولة الكرة الأرضية أمريكا وبريطانيا وفرنسا، عندما نأخذ الحساب بالورقة والقلم وبمعادلة بسيطة ندرك أن الـ 3 آلاف يوم كانت لصالح الشعب اليمني وليست لصالح أعدائه .

بعد أن كان العدو يؤمل إسقاط البلد في 3 أسابيع، يتساءل الخارج وحتى الداخل عن أبرز مقومات الصمود والانتصار الذي نقف على ضفته اليوم ؟
– ليست القوة المادية ولا قضية تكدس الأموال ولا تكدس الأقوام، هم جاءوا بمرتزقة من بقاع الأرض، وأنا كنت في عدن عندما جاء الإنزال البحري الهائل مع الضرب الصاروخي من البحر والجو والأرض وعلى نقطة صغيرة من مدينة عدن .
المرتزقة الجنجويد من السودان والبلاك ووتر، وكلهم احتشدوا بأسلحتهم في راس عمران بعدن بقعة صغيرة سيطروا عليها حينها، و ما لديهم من أسلحة وحجم القصف لو نزل على لندن أو جدة، لكانت سقطت من هول ما شاهدوه فكيف ببقعة صغيرة هي ساحل راس عمران، لكن في إرادة ربانية وفيه إيمان بالقضية، لذلك على العدو أن يعرف أن شعبنا شعب صبور ومضحي .
اليمنيون عبر تاريخهم صمدوا وواجهوا الغزاة منذ ما قبل التاريخ الميلادي منذ الرومان عبر ميناء عدن، فلول الإسكندر المقدوني، وصولاً إلى الأحباش والبرتغاليين والعثمانيين والإنجليز .
شعبنا شعب بسيط متواضع، نعم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لكنه في لحظة ثورة داخلية يصمد صمود الجبال، هناك جبال في اليمن وهناك جبال من البشر تصمد على هذه الجبال وفي الشواطئ وعلى المنافذ وفي السهول، لأن القضية أكبر من كثير من قضية سلاح وصواريخ ومال وخلافه، هي قضية إرادة قوية.
وطالما وقد استعرضت تاريخه الطويل وأنه ليس من السهل تطويعه وقهره، ولذلك هذه نقطة قوة للأمة وليست نقطة قوة لليمن، بل على العكس على جيراننا أن يعرفوا أن قوة اليمن هي من قوتهم في قادم الأيام، عليهم أن يدركوا وألا يتحدثوا باستخفاف، تساءلوا في السابق عن خيارات السيد وقالوا ماذا لديه ليصمد أيام ونحتل اليمن لا يوجد لديهم مال ولا مؤونة ولا ولا ولا إلى آخره..
اليوم نحن صمدنا 3 آلاف يوم، وقلبنا المعادلة، ومن كان يظن أن يطوعنا ويحتل بلدنا في أيام لننظر أين هو اليوم، 3 آلاف يوم من الصمود هو رقم مشهود في صمود الشعوب ويجب أن نباهي به نحن كيمنيين ونعتبره جزءاً من إرثنا المقاوم .
لنتخيل أننا قلدنا المرتزقة في بعض محافظات الجمهورية التي سقطت الآن تحت الاحتلال، ونرفع هنا في صنعاء أعلام العدوان وصور ملوكهم وشيوخهم، ستحط علينا لعنة التاريخ إلى قيام الساعة .
المرتزق العميل لا ينطلق من هذا الحساب، هو يحسب فقط كم سيجني من الأموال، الشعب اليمني لا يحسب من هذه القاعدة على الإطلاق حسابه مختلف، إذن، طالما والحساب مختلف ستكون النتيجة مختلفة .
والنتيجة أن أقول لك ولينظر المشاهد أن هذا الشعب في عظمته وفي جبروته وفي صبره وفي قوته وفي احترامه لماضيه وحاضره ومستقبله هو الذي أنجز هذا المنجز العظيم الذي صمد فيه 3 آلاف يوم بساعاته ودقائقه ولحظاته العصيبة تفاصيله، لكنه سيذكر باستمرار قائد الثورة .
هذا الشعب سيبرز منه فكرة والفكرة هي أن تكون قائداً صادقاً وقائداً شجاعاً وقائداً مقداماً بدونه يمكن هذا الانتصار أن يتبدد ويذوب ويتبخر، لكن طالما وفيه إرادة قيادية واضحة، هذا بالضبط ما يعول عليه المواطن البسيط في الحديدة وفي عدن وفي إب وفي حضرموت وفي كل جزء من هذا اليمن العظيم .

وضع المرتزقة بعد هذا الصمود والتحول الذي جاء به في المعركة بمختلف أشكالها ؟
– نحن نؤمن إيماناً مطلقاً بأن لله سبحانه هو الذي يسير الأمور بشكل مطلق، لكنه يضع أسباب الانتصار، ومن بين أسباب النصر قائد الثورة – يشهد الله، ثانياً الإرادة الداخلية للإنسان اليمني، نحن كمسؤولين، نحن رقم بسيط في حاشية التاريخ، ومن يعيش في المتن هو هذا الشعب العظيم، نتجه إليه ونفكر فيه من أجل هذا المستقبل الذي راهن أعدائه عليه انطلاقاً من اعتقادهم بكونه شعب فقير، وهكذا كان يراهنون .
3 آلاف يوم من العدوان، ومابعد ذلك الشعب اليمني قادر على صنع المعجزات وهو أنجزها عملياً في لحظة الصمود والتصدي بعيداً عن أراء ومراهنات العبيد والعملاء والمتخاذلين، لمن تأخذ 40 مليون يمني وندع الأرقام الهامشية التي وقفت مع العدوان الخارجي، وليس من المنطق أن تبقى هذه الأسماء مقرونة بالشعب اليمني، اليمن تحالف عليها قوى الشر الأعرابي مع المشروع الغربي الصهيوني حلف الناتو وخلافه.

صنعاء إقليمياً أين تقف اليوم بعد 3 آلاف يوم من الصمود والانتصار ؟
– لدينا في اليمن مشروع مقاوم للمشروع الغربي الصهيوني، ومن العيب أن نقبل بإسرائيل بديلا لفلسطين واليهود بدلا عن الشعب الفلسطيني الذي يذبح أطفاله، وهو شعب صامد، نحن ندعم صموده ومشروعه المقاوم الذي يريد التحرر كلياً من الهيمنة الصهيوني الأمريكية الغربية .
اليمن جزء من هذا المحور الذي يرفض الهيمنة الأمريكية الغربية الصهيونية على المنطقة وفلسطين على وجه الخصوص، محور مقاومة يضم اليمن وسوريا ولبنان والعراق ولبنان وايران، ويقول المقاومون الفلسطينيون بوضوح لولا الدعم من الجمهورية الإسلامية في إيران لما صمدنا، إذن فنحن أمام حلف يتكامل، في وقت لم ينفع المقاوم الفلسطيني نفط العرب ولا غاز العرب ولا ثروات ولا أسلحة كدسها العرب .
والولايات المتحدة الأمريكية قد بدا نجمها يأفل ويعود ذلك بعد الله سبحانه للأحرار في العالم ونتيجة لجرائمها في دول العالم ومنها الدول الإسلامية نذكر فلسطين والعراق، أمريكا اليوم في لحظة أفول تدريجي، أمام صعود نجم الشرق وهو البديل التدريجي للهيمنة الاستعمارية الغربية المقيتة .

وأنتم على رأس حكومة قادت عملية صمود الدولة، بما تتوجهون لشعبكم الصامد الصابر والمجاهد بهذه المناسبة ؟
– نحن نكبر في شعبنا صبره وثباته ونحفظ لكل مواطن أنه صبر على ظروف الدولة تحت العدوان في ظل انقطاع الرواتب والحصار وإغلاق المنافذ، وحتى أخطائنا ومن يعمل يصيب ويخطئ .
شعبنا اليمني من أعظم شعوب الأرض في صبره وثباته وحبه للنظام، ما قدمه شعبنا هو صورة فريدة يراها المشاهد الخارجي بانبهار، بالرغم أنه ليس لدينا رواتب، وكما قلت، أغلقوا مطاراتنا وموانئنا وضربوا كل بنيتنا التحتية، ومع ذلك حافظنا على السلم الاجتماعي، المواطن يأمن المواطن، والبيت يأمن البيت، والمدينة تأمن المدينة .
نحن نطلب من شعبنا السماح على التقصير، ونحن نعمل بتوجيهات قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى لخدمة هذا الشعب بما نستطيع ورغم الظروف الصعبة والكل يعمل لخدمة هذا الشعب العظيم.

ونشكر للسيد القائد قيادته وهو من القيادات النادرة على مستوى الوطن والإقليم، ونحن في الحكومة نستند حقيقة إلى قائد هو من أعظم المضحين دون أن يطلب شيئاً من الدنيا ومتاعها .
أي نصيحة توجهونها للعدو اليوم ؟
– اذا أرادوا أن يكونوا إخوة لنا وجيرانا لنا وهم ناصبونا العداء القاتل لـ3 آلاف يوم، عليهم أن يؤمنوا بأننا شركاء في القرار العربي والإقليمي، وأننا لن نسمح بأن يتم التدخل في قراراتنا الداخلية، وأن هذا اليمن الواحد سيبقى واحداً حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وألا يعبثوا بالقضية الوطنية وأن يكفوا عن إطعام المرتزقة والعملاء الذين أطعموهم لمدة 3 آلاف يوم، ويدخلوا في السلام معنا الند بالند وسيجدون رجالاً يحترمون أنفسهم يحترمون دينهم يحترمون قرارهم الوطني .
وهم معنيون بمغادرة نظرة الاستعلاء، نحن عمرنا يمتد ل 5 آلاف سنة وعليهم أن يستحضروا ذلك، أما المال يذهب ويأتي ويتبخر لكن الإرث الثقافي والإرث الديني والإرث المعنوي والأخلاقي فهذه هي الثروة الحقيقية للشعوب .
ونقول للعدو أيضا من السهل العودة للمربع الأول، مع فارق أن لدينا الاستعداد بعد ذلك الاستمرار دون توقف، شعبنا صمد أكثر من الحرب العالمية والأولى الثانية معاً صمود أسطوري صمود لا يقاس عليه، نحن قرأنا تاريخ الدول الأوربية ودرسنا فيها، وليس مبالغة أو بحثاً عن الشهرة في قول المفردات، أقول “أن ما صمده الشعب اليمني بإمكاناته المحدود هو أقوى وأكبر بألف مرة مما صمدته الشعوب الأوربية خلال فترات الحروب التي عاشتها” .

قد يعجبك ايضا