أفول عصر ( السوبر باور)..! (7)

طه العامري

 

كانت أحداث ( 11 سبتمبر عام 2001م في واشنطن ونيويورك) بمثابة الفصل الأول في استراتيجية (الصدمة والرعب) التي يصعب بل يستحيل أن تكون تلك الأحداث صناعة (تنظيم القاعدة وبن لادن) بشهادة كبار المسؤولين والمفكرين في أمريكا، وبشهادة أي (صاحب عقل سليم) إضافة لشهادة سلسلة الأساطير الدالة على مسؤولية (القاعدة) حتى أن بعضهم ذهب يربط الحادثة بآيات من القرآن الكريم و(شارع جرف هار)..؟!
وكل تلك القصص والحكايات التي رافقت الحادثة لم تكن إلا جزءا من مخطط استخباري أعد بعناية ونسجت قصصه بطريقة تجعل المتلقي يصدق تفاصيلها ومن ثم يبرر رد الفعل الأمريكي على الحادثة، وهذا ما حدث فعلا..؟!
إذا اي دولة هذه المسمى (أمريكا)؟ واي عقليات تحكم وتتحكم بها..؟!
وفي سياق جدلية الربح والخسارة، من الكاسب؟ ومن الخسران في هذه الواقعة..؟!
أمريكا طبعا التي استنزفت قدرات العرب والمسلمين، وفرضت عليهم خيارات ما كان لهم أن يقبلوها، وان كانوا (عبيدا في اسطبلاتها)..!
ناهيكم انها استباحت سيادة العالمين العربي والإسلامي، ووضعت قيودا على خيارات وتوجهات الأنظمة وأهدافها الاقتصادية والتنموية وعلى حركة الأفراد وقناعتهم وأنشطتهم، ثم جعلت من تلك الحادثة سيفا مسلطا على رقاب العرب والمسلمين، وبطاقة عبور لاستهداف دول وأنظمة ما كانت تروق لأمريكا فوصفتها بالإرهاب لتحكم عليها حصارها ومن ثم غزوها وإسقاط أنظمتها وتفكيك جيوشها وأجهزتها ومؤسساتها وتمزيق أنسجتها الاجتماعية ودفع أبنائها للاقتتال فيما بينهم والنماذج كثيرة الدالة على ذلك، فيما أمريكا منهمكة في نهب ثروات تلك الدول بعد أن كانت قد نهبت أموالهم في الداخل وصادرت أرصدتهم في الخارج وفق قوانينها التي حلت بديلا عن القانون الدولي طيلة العقود الثلاثة الماضية..؟!
إن دولة بحجم ومكانة وقدرة واقتدار أمريكا حين تتخذ لها ( عدوا نديا) كتنظيمي( القاعدة أو داعش) فالعاقل مطلوب منه التأمل وإعمال العقل، ويدرك أن المسألة ليست بهذه الصورة، وعليه أن يبحث عن دوافع ومبررات المشهد والغاية المرجوة منه..؟!
وان يدرك بالتزامن أيضا حقيقة أن هذه الإمبراطورية تعيش مرحلة إفلاس واحتضار وأنها قد بلغت ذروتها وان مرحلتها قد دنت، وان كان كل شيء إذا ما بلغ ذروته يبدأ بالأفول حتى ( الشمس إذا وصلت ذروتها في كبد السماء تبدأ بالانحدار باتجاه المغيب) ، كذلك هي الإمبراطوريات ومنها أمريكا التي تعيش زمن أفولها بعد أن بلغت ذروة التقدم والتطور والغطرسة، وأصبحت فعلا نموذجا صارخا للإمبريالية المتوحشة ..؟!
إن أمريكا استغلت الفراغات الجيوسياسية التي شهدتها خارطة العالم خلال الفترة 1990_ 2020 م وحاولت بكل توحش فرض قوانينها وهيمنتها على العالم وقدراتها من خلال بث الفوضى والاستهتار بقيم وأخلاقيات ومعتقدات شعوب العالم متوهمةً إنها بهذا السلوك التوحش سوف تتمكن من تطويع العالم لخياراتها الاستراتيجية، وهذا ما لم يتحقق لعوامل وأسباب كثيرة فيها الذاتي وفيها الموضوعي.

قد يعجبك ايضا