في الوضع الراهن، النظام السعودي في قمّةِ الاستخفاف الرهيب مما تقوله صنعاء عن استعداداتها الميدانية ومفاجآتها الصارخة والتي حتماً ولا محال ستحل عليه إن هو لم يرضخ ويُحني رأسه للسلام وإحلاله .
للسعودي ومن يقوده ويقتاد خلفه مخاطر الاستخفاف ستكون عليكم وبيلة وأليمة كون السلام إن أنتم لم تحسنوا الاختيار فيعم بذلك الجميع فستكون بذلك تأثيرات الرد الذي به أنتم تستخفون عليكم قاسية ومريرة وستعم يوم ذاك المنطقة بكاملها وحينها لكم من الهزيمة وتحمل الأعباء يومئذ لا مناص وهذا قول السليل من لا يقول إلا حكمة .
لديك الآن وبين يديك الحل أنت سارع الخطى وقبل فوات الأوان وهذا في أن ترضخ وبدون مماطلة وانتظار باستخفاف لما يمليه عليك الأمريكي والبريطاني في إعطاء ودفع الاستحقاقات اللازمة لإحلال السلام وتصفية ما يتعلق بالمشاكل العالقة في الملف اليمني والتي كنت أنت السبب الرئيسي في وجودها .
وأولها – والتي ليست في الأساس منّةً من أحد أن يعطيها ويهبها لليمنيين – فك الحصار وإنهاء الاحتلال وصرف المرتبات لجميع موظفي الدولة دون استثناء، وذلك حقهم المكفول من نفطهم وغازهم الذي ولسنواتٍ مرّت وهو إلى مخزونك سائر .
وعليك وقد آن الأوان أن تدرك أن صنعاء وخلال حربها معكم لثمان سنوات خلت إنما كانت بالنسبة لها تجربة محارب ليس إلا وأن ما شهدته من عزم وصلابة وبأس اليمنيين خلال فترة الحرب ليس إلا غيض من فيض وقادم الأيام حبلى بالمفاجآت التي وبعون الله سوف تذهل العالم برمته وتجاه هذا الواقع الذي هو الله من يهيئه وسنن الله في ذلك كثيرة “لكن لمن ينظرون بعين البصيرة” لا يجدر بك كنظام لدولة أخرى الاستخفاف والتلاعب بحياة ومصير بلد مستقل بكامل شعبه وحكومته .
وفي ذلك وفي كلا الحالين إن أنت ممن يفقهون لست مصيباً فظلمك وتجبرك وإجرامك اللامنتهي بحق أبناء بلد مسلم وجار لك أساسا هو عند الله في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى وأنت عنه يومئذ مسؤول ولكن في يوم لا يعد ينفع فيه لا مال ولا بنون .
وعنه أيضا اليمني لن يسكت ويغض الطرف كثيرا فعنده وبقوة الله ما يردع الظلم ويحقق العدالة وحكمة القيادة في كل ذلك جلية .
ولكن وهو ما عليك استيعابه أن صبرها وصبر اليمني تجاه هذا الاستخفاف والتحايل لن يدوم طويلا وفي هذا عليكم “لو أن فيكم رجلا رشيد” أن تكونوا منصفين في التجاوب بجدية وتلك “ونصيحة من كاتب وراءه شعب” قد يخرجكم من مستنقع مظلم كثيف المخاطر .
